اتصل بنا
 

2000 كلمة بحجم 89,342 كيلومتر مربّع!

نيسان ـ نشر في 2022-01-31 الساعة 09:28

نيسان ـ من الواضح أنّ “الورشة الوطنية الملكية” التي سيعمل على تنظيمها الديوان الملكي، بالتعاون مع الحكومة، بدأت تأخذ منذ اللحظة الأولى كثيراً من الاهتمام، وهي في حقيقة الأمر لا تُلخّص رسالة الملك إلى الشعب الأردني، ولكنّ من الواضح أنها ستظلّ حتى الإعلان عن تفاصيلها مركزاً للتكهنات.
مهما كبرت أو صغرت هذه “الورشة”، في عدد أعضائها، فستظلّ جزءاً من العمل المستقبلي، لأنّ رسالة الملك، في يوم شخصي، ولحظة تاريخية، لم توجّه إلى أشخاص، أو جماعات، بل كان عنوانها الّأهل والعزوة: بنات وأبناء شعبنا الأردني الأبيّ.
لا يمكن اختصار الرسالة بعناوين، فقد حملت العشرات منها، وإذا كان لنا أن نتدّخل، فسوف نستخدم مقولة الزميل السابق، النائب الحالي عمر العياصرة: “مع أنّها تختصر الأوراق النقاشية، فهي تتجاوزها أيضاً في التعبير الواضح عن الخطة التاريخية الملكية”، وإذا كان لنا أن نضيف، فهي تقول: طاف الكيل، وجاء وقت الحقيقة.
نحو ألفي كلمة ضمّتها الرسالة، وحملت عشرات المعاني والتوجّهات، والتوجيهات، فكاتبها يُرسلها إلى عشرات العناوين، إلى حكومات مرّت، وحكومة موجودة، وأخريات ستأتي، وإلى مؤسسات ضعفت أمام جرأة اتخاذ القرار، وتمترست عند بيروقراطية، وتلكأت في في تنفيذ البرامج والخطط.
الملك لم يخطئ عنواناً حين لام العالم على ترك الأردن وحيداً أمام كارثة لاجئين، وهو لم يُخف أنّ الجائحة الكارثية أصابتنا كما غيرنا في خاصرتنا، ولكنّه كان يحمل التفاؤل كلّه في مستقبل مزدهر لا يمكن الوصول إليه إلاّ بمواصلة التحدّي، والمثابرة على شطب أيّ خلل.
في تقديرنا أنّ المنهج النقدي الذي سلكه الملك غير مسبوق، وهو السلوك الذي جعله يضع الأصبع على الجرح، دون مواربة ولا إخفاء، فلا أحد فوق الخطأ، ولا أحد مسموحاً له باستثمار قرار من أجل شعبوية، أو الابتعاد عن قرار لسبب الوجل والضعف والخوف!
2000 كلمة، أقلّ أو أكثر قليلاً، هي رسالة الملك لبنات (لاحظوا بنات)، وأبناء الشعب الأردني، في عيد ميلاده الستين، تضمّنت الكثير أكثر من تشكيل “ورشة عمل” في الديوان الملكي، بل حملت شكل ومعنى “الورشة الوطنية” التي تستغرق 89,342 كيلومتر مربع، هي مساحة الوطن الأردني، وللحديث بقية!

نيسان ـ نشر في 2022-01-31 الساعة 09:28


رأي: باسم سكجها

الكلمات الأكثر بحثاً