اتصل بنا
 

سلامة حماد وسمير الرفاعي..إن انجنوا ربعك عقلك ما ينفعك

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2022-01-31 الساعة 12:12

سلامة حماد وسمير الرفاعي.. إن انجنوا
نيسان ـ إبراهيم قبيلات
كأنك تسير في حقل ألغام ممتد، وكلما نقلت خطاك من جملة إلى أخرى تكون بمواجهة مزيدٍ من الألغام الجاهزة، وهذا يتطلب منك الاعتماد على سؤال خافت بين هذا وذاك هو: أين يريدون جر الناس؟ ولمصلحة من.
نحن التي نريدها قطعاً ليست الجامعة ولا الهوية الفرعية، هي نحن المبنية على "اللحم والدم"، هي تلك المجبولة على المحبة والتواد، والمسبوكة من ألفة "المهاجرين والانصار".
لا نريد أن ننتقد ما جاء في كلام وزير الداخلية السابق سلامة حماد فيظن البعض أننا نمدح رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، كما لا نريد البناء عليه بوصفه مسمارا من إقصاء.
في المقطع المصور الذي انتشر للوزير الأسبق سلامة حماد ما يدعو الى القلق، الوزير وإن بدى مصراً على القفز عن التفاصيل لصالح الجميع، إلا انه تبنى خطابا يساند الهويات الفرعية، وهذا مثير للقلق حقاً.
كنا نتظر حديثاً أخر من أبي ماهر بعيداً كل البعد عن ثنائية "نحن وهم"، وتلك الجزئية المبنية على الأقل عدداً.
من هم؟ ومن نحن طالما كل منا يتربص الآخر في هويته لا غير؟.
كان بالإمكان معالجة الاشتباك الحاصل بين النائب السابق غازي ابو جنيب الفايز ورئيس الحكومة الاسبق، سمير الرفاعي وتفنيده سياسياً دون الانزلاق إلى خطورة الهويات الفرعية و مآلاتها.
الأردني لا يعاني من مشكلة في الهويات الفرعية وليس مسكوناً بها، لكننا نعاني من خلق هويات جديدة يجري ضخ الأكسجين في شرايينها؛ لتفتيت الناس ودفعهم إلى توالد الانقسام والكراهية، وبما يخدم عصبة بعينها مستفيدة ومتنعمة.
لا أحد يظن أنني أتحدث عن مكون اجتماعي ما، إطلاقا، الأردن بني أولاً على مجموع هذه المكونات الاجتماعية، ولم يبنَ على أن تنظر المكونات الاجتماعية لبعضها بصفتها آخر، وآخر غير مرغوب به أيضاً.
في كل حرف أكتبه ما أزال أخشى ان يفهم كلامي دفاعاً، عن رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، لو فعلت لكنت ارتكبت خطيئة لا تغتفر.
لكني لم أسرّ - كما فعل الكثير من الناس – بهجوم الوزير سلامة حماد على الرفاعي بصفته الآخر، كنت سأنتشي لو فعلها حماد منطلقاً من وجع الناس وخوفهم على تفتيت هويتهم السياسية قبل الاجتماعية، لكنه لم يفعل.
الرفاعي ليس آخر، الرفاعي منا، وسلامة حماد ومن قبله بني صخر أيضاً منا، أما سياسياً، فإن الرفاعي ومن قبله أبوه وجده ارتكبوا أو يرتكبون كوارث سياسية، وهذا شأن آخر.
أما أن نبدأ القول بتقسيم الناس إلى "هم ونحن" فعندها لن يقف البلد على قدميه، ولن نمشي خطوة إلى الامام، ما نريده حقاً أن نلغي "نحن وهم" من قواميسنا؛ لنتمكن من مواجهة لصوص السياسة وسارقي أموال الناس ومستقبلهم.
من هنا يجب أن نبدأ.

نيسان ـ نشر في 2022-01-31 الساعة 12:12


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً