اتصل بنا
 

الأول على الراسبين !!

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2022-02-01 الساعة 10:02

نيسان ـ كان لنا زميل لا يتذوّق طعم النجاح الطبيعي ،ودائما يأتي نجاحه "بحبل من الناس"،إلا أنه كان يقف مزهوا عندما يعلن بأنه الأول على الراسبين ،إذ يكون معدّله أكثر قليلا ممن رسبوا معه ، وهو يرى نفسه نِدّا للأول على الصفّ أو حتى المدرسة وربما الدولة ،فما دام قادرا على أن يكون هناك من هو دونه فهو بخير.
العجيب أنه كان مصرّا على أن يشارك في كل شيء ويحجز مكانه الأخير دائما ،إن شارك بالرسم أخفق ،وإن اشترك بفردي التنس هزم بالثلاث ،وإن شارك بالضاحية ،وصل بعد الناس حاملا على كتفه "فانيلة" السباق وهو يعرج "بعد حين من الدّهر".
عندما تصرّ بعض المؤسسات على أن تشارك بالتقييمات والتصنيفات ،وتقدم نفسها على أنها الأولى محليا ،علما بأن ترتيبها يقارب الألف ،وهي الأولى على مؤسسات تجاوز ترتيبها أربعة عشر ألفا ويزيد ،فإن الأمر لا يدعو للتفاخر ،و ما هو إلا تفاخر يشبه تفاخر زميلي مع "شلّة الراسبين".
الجامعة الأردنية ، جامعتي التي أعتز بها ، وأحترم رئيسها و"بعض" نوابه ،وأعلم صدقهم بالنهوض بالجامعة ورغبتهم الحقيقية في إعادة "عجلة القطار لتسير على "السكّة" إلا أن هناك من يفرملونها ،ويدفعونها للمنافسة في التصنيفات دون أن يبذلوا جهدا حقيقيا لتقدّمها ، وتراهم يتزاحمون "لاختراع" التشريعات التي تضيّق على زملائهم ،أو يعبثون بالثابت من تاريخها أو ينزعون الاعتراف عن "المجلات" كلما رأوا زملاءهم ينشرون بها ،يزيلون "مجلّة من الاعتماد "ويثبتون أخرى ،ثم يزيلون المثبّت ويعيدون "المنزوع" لأن صديقا نشر بها .
وأمر آخر ، جامعة بحجم الأردنية لا يوجد لها "مؤتمر ثقافي سنوي" ،ولا تعقد بها ندوة تناقش كتابا ،أو تقيّم تجربة ، أو حتّى جهة "تصوغ خبرا دون أخطاء .
الجامعة تحتاج قرارات جريئة وحازمة لخلخلة الركود ونفض الغبار...تحتاج تحريك كراس تكاد أن تتحول إلى ملكيّة خاصّة.
فهل يفعلها الرئيس !!

نيسان ـ نشر في 2022-02-01 الساعة 10:02


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً