أخلاق وميدان

قال الامير محمد بن راشد آل مكتوم باني دبي الحديثة :" من اراد ان يترك اثرا لنفسه في صفحات الوطن فالميدان امامه" ، نعم من الميدان ولدت دبي اسطورة الزمان، ولم تولد من وراء المكاتب، ولم تولد من ثنايا الخطب الرنانة على المنابر، " ازرع جميلا ولو في غير موضعه فلن يضيع جميلا اينما زرعا .
في وطني يتشابه المسؤولين، بذلات رسمية، ومكاتب فاخرة، وسيارات فارهة، وقصور منيفة، واحتكار البعثات لاولاد لم يتجاوزوا سقف السبعين، اما في الانجاز كما قال غاندي:" كثيرون في السلطة قليلون حول الوطن "، فالاوطان ايها السادة المتخمون بالانانية مجتمعات كبيرة وليست عائلات ومنازل شخصية ومزارع ، " فالوفاء من الاخلاص والجحود من طبيعة الشر " ، ولله در القائل " اذا حملت المسؤولية لمن لا يستحقها فسوف يكشف عن خلقه الحقيقي دائما ".
رحم الله من قال " ليست الالقاب هي التي تكسب المجد بل الناس من يكسبون الالقاب مجدا " ، وقيل لكل قلب صدأ وصدأ نور القلب الشبع " ، " ومن لم يكن له من نفسه زاجر لم يكن له من غيره واعظ " ، " يقول ديكارت " لا يكفي ان يكون لك عقل جيد المهم هو ان تستخدمه بشكل جيد ".
ايها الاحبة الكرام قال احد العارفين " لا شيء يؤلم اكثر من قناع ظنناه يوما وجها حقيقيا " ، وقال آخر " الاخلاص سبعة اعشار النجاح في العمل " ، فاذا كان التعثر بذات الحجر مرتين معيب ، فما عسانا نقول بالتعثر بذات الرجوم عشرات المرات ، وقد وصل بنا الامر ان نتعثر بالجد والاب والحفيد ولا زلنا نركض وراء ذات الجين .
اقول ايها الاخوة الافاضل ما قاله جمال الدين الافغاني :" من عجز عن اصلاح نفسه كيف يكون مصلحا لغيره".
واقول لامثال هؤلاء ما قاله شكسبير: "اعتنِ جيدا بسمعتك لانها ستعيش اكثر منك " .