اتصل بنا
 

وستلد (الرأي) ربيعاً إعلامياً يريحنا من شبح التنفيعات

نيسان ـ نشر في 2022-02-09 الساعة 10:48

وستلد (الرأي) ربيعا إعلاميا يريحنا من
نيسان ـ بقلم رئيسة التحرير فلحة بريزات
شكراً للزميلين عمرعبندة ونبيل غيشان وقد قرءا ما تغرق به صحيفة الرأي من تحديات أوصلتها حد إبعاد فريقها الإداري الذي فشل في امتحان حُسن الإدارة، ولم يقبلا منافع الكرسي وامتيازاته على حساب العاملين. أدرك الزميلان أن رغد الكرسي لا يلتقي ومصالح العاملين وحقهم بحياة كريمة، فقالا (لا) .
لا للكرسي، وألف كلا لمنافع ستجلب ويلات وخيبات للعاملين على اختلاف وظائفهم.
أقول هذا لأن مشهد الرأي المحتقن اليوم لا يقل خطورة عن جمر الغضب الساكن في الدستور، لكن رياح (شباط) التي تعصف بالرأي تأخذنا سريعاً صوب أسباب اختفاء صحيفة العرب اليوم.
إذن، هو مشهد يختصر حكاية الصحف الورقية في أدوار يتناوب عليها صناع القرار، بعد أن خلت جِرابهم سوى من أسهم الفشل.
كنا نقول أن العرب اليوم متمردة، وكنا نُبصر أن لجاماً سياسياً أطبق على عنقها ليقتلعها من جذورها، عقاباً لها على أدوار وطنية، وعلى مساحة من الحرية انتزعتها، لكن، القضية هناك تكاد تكون مختلفة في الرأي والدستور باعتبارهما بيت أسرار الدولة، ولسان حالها.
في الرأي هناك احتجاج ممتد رسمه صحافيون، وإداريون بمرارة لا يمكن تجاهلها، تحت عنوان معيشي على وقع تراكم الفشل وتعاظم النواقص.
نحن لا نتحدث عن الحريات، صارت الأشياء وفق مقاسات معيشية وحسب، ومع ذلك يجري خنقها وفق استراتيجية طائشة تصنع أزمات لا أحد يعرف مآلاتها .
لطيف جدا ونحن نرى الحكومة وأذرعها التنفيذية تتخذنا هزواً، فتكتفي بتكتيف أيديها والنظر إلى (رأينا) من طاقة المتفرجين الغرباء، فيما يواصل الزملاء والزميلات الدفاع عن لقمة عيشهم.
أين العقل الوطني والعقلاني الذي يطفأ نار الرأي ؟، ويمنح دستورنا فرصة العبور الآمن.؟ ويخرجنا من غباء أوصلنا إلى حالة من الشلل.
أإلى هذا الحد باتت الرأي من غيرعمد إلا من أبنائها، أم أن الحكومة استمرأت التهام بناتها، ففي الصباح تطلبها إلى بيت الطاعة وفي عتمة الليل تغلق شراين حياتها.
كنا نعيب على الحكومات المتعاقبة تغييب مطبخها وعقلها في إدارة أزماتنا الوطنية، اليوم، الدولة تبدو عاقراً عن إنجاب قيادات تستطيع انتشال منابرها الورقية من ظلم القربى وطغيان الإدارات .
علينا الاعتراف أولا بأن عقل الدولة توقف عند استراتيجية التنفيعات في وأد ممنهج للإعلام برمته، مشكلة الوطن تتجلى بمنحيات عدة عنوانها الجامع: فقر إداري بوصفه شبحاً يطارد استقرار الأردن ويوقف نموه، ما دام ديدن سلطاته ثرثرة انشائية وعموميات مترهلة.
كلنا نفهم ماذا يحدث في الرأي، وكلنا ندرك تماما النتيجة مسبقاً, لكننا للأسف نستمتع بمشهد الفرجة.
الفرجة اليوم تخفي في جوفها ململة قد تلد ربيعاً اعلامياً من بوابة الرأي ما دامت القدرة على القراءة والتوقع في سبات طوعي.

نيسان ـ نشر في 2022-02-09 الساعة 10:48


رأي: فلحة بريزات كاتبة

الكلمات الأكثر بحثاً