اتصل بنا
 

السلاح الأميركي المدمر

نيسان ـ نشر في 2022-02-09 الساعة 11:55

نيسان ـ ليس حاملات الطائرات ولا الصواريخ العابرة للقارات، ولا حتى الرؤوس النووية، ولا أي قوة تمتلكها أميركا تمكنها من الهيمنة على الموقف الدولي، لكن السلاح الأقوى الذي بدأت أميركا بتطويره بعد الحرب العالمية الثانية، عن طريق
ما يسمى: ( usaid) "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" ‏ وهذه الوكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة الفيدرالية، وتعمل على إدارة المساعدات الخارجية المقدمة للمدنيين، ومن خلال هذا الوصف قدمت المساعدات الغذائية للشعوب من جهة، ومن جهة أخرى أضعفت الدول وجعلتها عبارة عن مؤسسات مفرغة من المضمون، وبذلك أضعفت الانسان في هذه الدول بأن جعلته ينسى نشاطه المعتاد الزراعي أو الصناعي، لاعتماد الدولة على المساعدات التي تقدمها أميركا، والتي ستأتي عواقبها سريعا، كعقوبات اقتصادية أو فرض حصار اقتصادي، وهو ما يعانيه العالم كاملاً وبالأخص العالم العربي، فلبنان يئن وتونس تترنح، والاردن يقترب من ذلك ولا تستطيع "فرنسا" أو أوروبا، اسعافها لأن مصالحها تقضي أن لا تقف وجها لوجه مع أميركا، وتبقى الشعوب تعاني والأفعى تلتف حولها وتعصرها وهي فاقدة للقوة والتصرف، والأنظمة "تتقنع" وتراقب من طرف خفي دون ان تحرك ساكناً، ولا أمل في الخلاص إلا أن تغادر الأفعى من تلقاء نفسها، أو تطرد منافسها، وتنفرج عن الضحية جلبة الصراع التنافسي بين قوى الاستعمار..
الخطر الأميركي والغربي ليس موجها للعالم العربي فحسب، بل للعالم أجمع، فكل العالم مهدد بالعقوبات الأميركية ومنه الدول الكبرى كالصين وروسيا، وهذه الدول لا تجاري الغرب وأميركا في الخداع والخيانة والالتفاف وإدمان السيطرة المَرَضِيّة التي تتصف بها الرأسمالية الغربية..
تتمكن أميركا من فرض عقوبات على كل الدول تقريباً، ما يعني أنها هي المحرك للعالم، وهي التي توجهه اقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، وأن أي دولة تنافسها تقع في براثنها، كما فعلت وتفعل بروسيا عندما أغرتها وأشغلتها في سوريا وانخدع الدب الروسي وطاب له المقام وصارت تراوده أحلام الاتحاد السوفييتي، وعندما زالت نشوته الكاذبة وجد أميركا في أوكرانيا، فأسقط في يديه، هل يبقى في سوريا التي تَحَقَق له أن قواته كانت مستأجرة للأميركان، أم يحاول الاحتفاظ بأوكرانيا بأي ثمن حتى لو جازف باستقرار بلاده.؟!! وإذا بالأولى أسوأ من الثانية، فتوجه شرقا الى الصين يمارس الاستثمارات التجارية مثلها، لعله يحفظ ماء وجهه، ولن يستطيع..
قوة أمريكا الضاربة في أنها تملك الأسواق وتملك أوليات الانتاج للصناعات المحلية، وهي بلاد مستهلكة وكبيرة أيضاً، فإذا خالفتها أي دولة فما عليها إلا خنقها فلا تستطيع استيراد معظم احتياجاتها للانتاج الذي لأميركا فيه اليد الطولى، ولا تستطيع تصدير انتاجها الى اسواق العالم لنفس السبب، فكيف سيكون العالم حراً وهذه حاله؟!!
في الختام النصيحة التي لن تجد آذناً صاغية، لا عند الدول ولا الجماعات ولا حتى الافراد: حتى تكون حراً يجب عليك أن لا تربط نفسك مع الاخر ولا تحاول أن تكون مثله، انهض بنفسك وبمواردك، وتواصل معه بثقافتك وانتج طعامك وشرابك ولا تحاول تتبع اسلوب حياة الآخر وتقلده، العالم كله الآن شعوباً وجماعات مغمض عينيه ويتبع أصوات أجراس أميركا..

نيسان ـ نشر في 2022-02-09 الساعة 11:55


رأي: صابر العبادي

الكلمات الأكثر بحثاً