اتصل بنا
 

عن “الكبسولة” وعمّار خماش، والإعلام، والأجهزة الرسمية!

نيسان ـ نشر في 2022-02-22 الساعة 21:39

نيسان ـ كلّنا انتظرنا الساعة السادسة للإعلان عن كشف آثاري كبير، تاريخي غير مسبوق، وحبسنا أنفاسنا مع بدء المؤتمر الصحافي على الهواء مباشرة على التلفزيون الرسمي، واستمعنا إلى كلمات انشائية، حفلت بآيات الشكر والترحيب من عدة أشخاص، ولم نسمع شيئاً عن ذلك الكشف…
على مائدة المنصة كانت هناك عشرات المايكروفونات، وأمامها عشرات الكاميرات وكثير كثير من الصحافيين الأردنيين والعرب والأجانب، والكلّ ينتظر الإعلان الذي لُخّص بكلمة “كبسولة” ظنّ الجميع بأنّها فضائية، لأنّ تلك الكلمة باتت ترتبط بالفضاء، أو بشيئ آخر لا نريد أن نشرحه الآن…
في ذروة المؤتمر الصحافي، وبعد نحو نصف الساعة من الكلمات المكرّرة، حيث سيتمّ الإعلان عن تفاصيل الأمر المنتظر، توقّف البث المباشر، فقد زهق الناقل والمنقول له، ولم نعرف ما هي حقيقة هذا الكشف، الذي قيل إنّه أكبر في قيمته من تماثيل عين غزال، وكان الله في السرّ علماً وعليماً!
الأستاذ عمّار خمّاش، وهو مهندس معماري معروف، ومعنيّ بالآثار، وجاب الاردن طولاً وعرضاً، قدّم بعد أقلّ من نصف الساعة شرحاً وافياً، في صفحته الشخصية، عن ذلك الكشف الذي أنهاه بجملة: مبروك للأردن هذا الاكتشاف المذهل!
شخصياً، وجدتُ نفسي مذهولاً من شرح الأستاذ خماش العلمي المجرّب، وقرأته عدة مرّات، واقتنعت بأنّ ما جرى يستاهل ألف إحتفال، ولكنّ الملايين غيري لم يقرأوا ذلك النص، ويشاهدوا تلك الصور التي تشرح عبقرية الكشف، بل وتمّ تهريبهم من المتابعة، بعد أن زهقوا كلمات منشّاة من المسؤولين!
ما أقوله، هنا، انّ شخصاً واحداً، وهو مجرّد مواطن، قد يكون أهمّ من مليون وزارة إعلام وسياحة وآثار واقتصاد واستثمار، فيوصل المعلومات دون حفلة زار سمجة، والشكر كلّ الشكر للمهندس عمار خماش، والرثاء كلّ الرثاء لإعلامنا الوطني الذي ما زال يعيش في القرن الماضي، ومعه لجهازنا الرسمي الذي يعتبر المسؤول أهمّ من الموضوع، وللحديث بقية!

نيسان ـ نشر في 2022-02-22 الساعة 21:39


رأي: باسم سكجها

الكلمات الأكثر بحثاً