مؤسسة العرش بين الحب والمصلحة
نيسان ـ نشر في 2022-02-23 الساعة 07:50
نيسان ـ لن أتوقف كثيرا عند التسريبات الأخيره التي أشارت إلى أرصدة الملك في بنوك سويسرا ، فقد تعودنا على مثل هذه التسريبات منذ زمن ، وكثيرا ما كانت هذه التسريبات ذات طابع سياسي، ولن أتحدث عن قصة استهداف الأردن فهذا أمر واقع منذ عشرات السنين ، وليس بغريب أن يستمر هذا الاستهداف حتى تاريخه .
النقطة الأساسية التي بجب أن يدور الحوار حولها حتى نجيب عن السؤال الكبير ، ماذا قدمت أذرعة الدولة الإعلامية في الداخل والخارج وماذا قدمت من دعم لدوائر الدولة التي تتصدى للتسريبات والاستهداف بعيدا عن الأنظار .
ولماذا في كل مرة نتلقى صفعة جديدة ندافع بنفس الطريقة البائسة التي يستغلها من وراء التسريبات لزيادة التشويش في عقول الناس ، أين المطبخ الإعلامي الذي يجب أن يدير هذه المعارك بطريقة جديدة تخاطب العقل بثقة بعيدا عن العواطف التي لم تعد ذات قيمة في الإعلام الجديد .
أين أذرعتنا الإعلامية في دول الغرب الفاعلة على المستوى الدولي ، لماذا لا تكون السفارات الأردنية هناك حائط صد أول عن الأردن ، ماذا يفعل سفراؤنا هناك ، أين علاقاتهم مع المؤسسات الإعلامية الكبرى في تلك البلدان ، وعلاقاتهم مع المؤثرين في السياسية والإعلام هناك .
الغالبية العظمى من هؤلاء أصبح وجودهم من عدمه واحد ، وأذكر أن أحد السياسيين قد قال لي منذ فترة وجيزة إنه اقترح أن يتم تنزيل عدد السفارات في العالم لأن معظمها أصبحت عبئا ماليا كبيرا على خزينة الدولة ، والاكتفاء فقط في العواصم الرئيسية في العالم .
إذا كانت السفارة والسفير الموجود بها لا يقدم أي جهد سياسي أو حتى اقتصادي بجلب الاستثمار للبلاد فما فائدة وجودهما ، إلا زيادة ثقل الموازنة العامة ، فلو كان لدينا سفراء حقيقيون في الدول التي خرجت منها التسريبات لكانوا استطاعوا بالحد الأدنى تفادي عنصر المفاجأة ، ولكن للأسف ربما نحن في عمان قرأنا وسمعنا قبلهم وهذا يرجع لأسباب كثيرة أهمها عملية اختيار السفراء التي أصبحت بائسة واقتصرت فقط على الجوائز والترضيات .
عودة إلى الإعلام ، فيجب أن نعترف أننا نعاني من مشكلة كبيرة في هذا القطاع سواء في الداخل أو الخارج ، ففي الداخل الرواية الإعلامية الرسمية لا يصدقها ولا يحترمها أحد وفاقدة لثقة الناس ، وهذا الواقع منذ سنوات طويلة نتيجة تراكمات عديدة خلقت هذا الواقع، الأمر الذي جعل فوضى السوشيال ميديا تسيطر على المشهد بالكامل ،وهي سوق مفتوح لكل من يريد أن يغني مواله ودون أي انضباط أخلاقي أو وطني .
أما على المستوى الخارجي فقد فشلت الجهات المعنية بهذا الملف فشلا ذريعا بأن تجعل الأردن موجودا بقوة على هذا الخط ، فللأسف نحن غائبون تماما عن المشهد في الإعلام العربي والدولي ،وكأننا نعيش في كوكب آخر اللهم إلا إذا وقع مكروه لا سمح الله كما حصل أيام "الفتنة ".
وهذا يعود بالطبع إلى ضعف المسؤولين عن هذه المهمة الخطيرة ، إذ يجب أن يكون صوت الأردن مسموعا وموجودا على كل المنابر الإقليمية والدولية .
هل مطلوب من الملك نفسه أن يقوم بمهمة وزير الإعلام..ووزير الخارجية ووزير الاستثمار ، أم أنه مطلوب منه أن يقوم بدور كل سفراء الأردن في العالم ؟!
ثم أين الذين رضعوا من حليب الدولة طويلا وفازوا بالغنائم وفي كل مرة تحتاجهم يلوذون بالصمت ويختبئون وراء جدران مصالحهم الضيقة.
في موضوع الاستهداف فليس بجديد أن الأردن مستهدف من أكثر من طرف ،
فمن الطبيعي جدا أن من مصلحة إسرائيل أن يبقى الأردن ضعيفا ومحاصرا اقتصاديا وسياسيا ، حتى لا سمح الله تهتز جبهته الداخلية فيضطر إلى تقديم تنازلات سياسية يرفضها في قضية فلسطين، كما أن هناك أطراف عديدة في عواصم الغرب وفي أمريكا بالذات لا تهتم لمصلحة الأردن ، ولا تعنيهم ويعتبرون الإعلام "بزنس "فيتبنون الحملات على الأردن مقابل أتعاب مالية وهذا معمول به في كل العالم، فهناك شركات علاقات عامة دولية كبرى تعمل في مجال الدعاية سواء كانت هذه الدعاية إيجابية أو سلبية .
على كل حال يجب ألا نبقى ندافع عن أنفسنا أمام بعضنا البعض فقط بل يجب أن يخرج دفاعنا إلى ما وراء الحدود ، ونفعل كل أدوات الدولة في ذلك لأننا عندما ندافع عن مؤسسة العرش ليس حبا فقط بل هو حفاظا على مصلحتنا الوطنية العليا ، حيث أنها كانت عمود التوازن الأساس في البناء ، فهل يميز أصحاب القرار الغث من السمين أو بين النفاق والنصيحة .
النقطة الأساسية التي بجب أن يدور الحوار حولها حتى نجيب عن السؤال الكبير ، ماذا قدمت أذرعة الدولة الإعلامية في الداخل والخارج وماذا قدمت من دعم لدوائر الدولة التي تتصدى للتسريبات والاستهداف بعيدا عن الأنظار .
ولماذا في كل مرة نتلقى صفعة جديدة ندافع بنفس الطريقة البائسة التي يستغلها من وراء التسريبات لزيادة التشويش في عقول الناس ، أين المطبخ الإعلامي الذي يجب أن يدير هذه المعارك بطريقة جديدة تخاطب العقل بثقة بعيدا عن العواطف التي لم تعد ذات قيمة في الإعلام الجديد .
أين أذرعتنا الإعلامية في دول الغرب الفاعلة على المستوى الدولي ، لماذا لا تكون السفارات الأردنية هناك حائط صد أول عن الأردن ، ماذا يفعل سفراؤنا هناك ، أين علاقاتهم مع المؤسسات الإعلامية الكبرى في تلك البلدان ، وعلاقاتهم مع المؤثرين في السياسية والإعلام هناك .
الغالبية العظمى من هؤلاء أصبح وجودهم من عدمه واحد ، وأذكر أن أحد السياسيين قد قال لي منذ فترة وجيزة إنه اقترح أن يتم تنزيل عدد السفارات في العالم لأن معظمها أصبحت عبئا ماليا كبيرا على خزينة الدولة ، والاكتفاء فقط في العواصم الرئيسية في العالم .
إذا كانت السفارة والسفير الموجود بها لا يقدم أي جهد سياسي أو حتى اقتصادي بجلب الاستثمار للبلاد فما فائدة وجودهما ، إلا زيادة ثقل الموازنة العامة ، فلو كان لدينا سفراء حقيقيون في الدول التي خرجت منها التسريبات لكانوا استطاعوا بالحد الأدنى تفادي عنصر المفاجأة ، ولكن للأسف ربما نحن في عمان قرأنا وسمعنا قبلهم وهذا يرجع لأسباب كثيرة أهمها عملية اختيار السفراء التي أصبحت بائسة واقتصرت فقط على الجوائز والترضيات .
عودة إلى الإعلام ، فيجب أن نعترف أننا نعاني من مشكلة كبيرة في هذا القطاع سواء في الداخل أو الخارج ، ففي الداخل الرواية الإعلامية الرسمية لا يصدقها ولا يحترمها أحد وفاقدة لثقة الناس ، وهذا الواقع منذ سنوات طويلة نتيجة تراكمات عديدة خلقت هذا الواقع، الأمر الذي جعل فوضى السوشيال ميديا تسيطر على المشهد بالكامل ،وهي سوق مفتوح لكل من يريد أن يغني مواله ودون أي انضباط أخلاقي أو وطني .
أما على المستوى الخارجي فقد فشلت الجهات المعنية بهذا الملف فشلا ذريعا بأن تجعل الأردن موجودا بقوة على هذا الخط ، فللأسف نحن غائبون تماما عن المشهد في الإعلام العربي والدولي ،وكأننا نعيش في كوكب آخر اللهم إلا إذا وقع مكروه لا سمح الله كما حصل أيام "الفتنة ".
وهذا يعود بالطبع إلى ضعف المسؤولين عن هذه المهمة الخطيرة ، إذ يجب أن يكون صوت الأردن مسموعا وموجودا على كل المنابر الإقليمية والدولية .
هل مطلوب من الملك نفسه أن يقوم بمهمة وزير الإعلام..ووزير الخارجية ووزير الاستثمار ، أم أنه مطلوب منه أن يقوم بدور كل سفراء الأردن في العالم ؟!
ثم أين الذين رضعوا من حليب الدولة طويلا وفازوا بالغنائم وفي كل مرة تحتاجهم يلوذون بالصمت ويختبئون وراء جدران مصالحهم الضيقة.
في موضوع الاستهداف فليس بجديد أن الأردن مستهدف من أكثر من طرف ،
فمن الطبيعي جدا أن من مصلحة إسرائيل أن يبقى الأردن ضعيفا ومحاصرا اقتصاديا وسياسيا ، حتى لا سمح الله تهتز جبهته الداخلية فيضطر إلى تقديم تنازلات سياسية يرفضها في قضية فلسطين، كما أن هناك أطراف عديدة في عواصم الغرب وفي أمريكا بالذات لا تهتم لمصلحة الأردن ، ولا تعنيهم ويعتبرون الإعلام "بزنس "فيتبنون الحملات على الأردن مقابل أتعاب مالية وهذا معمول به في كل العالم، فهناك شركات علاقات عامة دولية كبرى تعمل في مجال الدعاية سواء كانت هذه الدعاية إيجابية أو سلبية .
على كل حال يجب ألا نبقى ندافع عن أنفسنا أمام بعضنا البعض فقط بل يجب أن يخرج دفاعنا إلى ما وراء الحدود ، ونفعل كل أدوات الدولة في ذلك لأننا عندما ندافع عن مؤسسة العرش ليس حبا فقط بل هو حفاظا على مصلحتنا الوطنية العليا ، حيث أنها كانت عمود التوازن الأساس في البناء ، فهل يميز أصحاب القرار الغث من السمين أو بين النفاق والنصيحة .
نيسان ـ نشر في 2022-02-23 الساعة 07:50
رأي: محمد حسن التل