دفاعا عن الحقيقة في وجه الزيف
د. زيد النوايسة
أكاديمي وكاتب
نيسان ـ نشر في 2022-02-24 الساعة 07:34
نيسان ـ ليس مستغرباً أن تعود أسطوانة التسريبات والاشاعات والتوظيف الخبيث وغير الموضوعي بغية استهداف الدولة الأردنية وقيادتها ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني، حدث هذا سابقاً ويحدث اليوم وربما يتكرر مستقبلاً.
علينا أن ندرك هنا؛ أن تلك المحاولات لن تتوقف؛ فكلما فشلت الأهداف في خلق شرخ بين الأردنيين ودولتهم وقيادتهم عاد الاستهداف ليطل برأسه من جديد عبر أدوات مختلفة؛ سواء من خلال تهيئة مناخات الفوضى والفتنة والتحريض أو تضخيم التسريبات عن ثروة الملك واملاكه وكأنه من الممنوع وغير المقبول ألا يمتلك عقارات أو أملاكا آلت اليه بحكم أنه وريث العرش الملكي وامتداد لواحدة من أقدم العائلات المالكة في المنطقة والكل يعرف أن للعائلة الهاشمية أملاكا وعقارات في مكة وغيرها من أراضي الحجاز وداخل المملكة.
لا نعيد اكتشاف العجلة إذا قلنا أن هناك كُثرا في الإقليم لا يروق لهم أن يكون الأردن استثناءً وسط محيط من الفوضى والدمار والدم؛ لقد عبر الأردن عبر مئويته الأولى ما هو أخطر واقسى؛ كان الاستهداف حاضراً منذ العام 1948 وقيام النكبة؛ لقد وصف السفير البريطاني في الأردن تشارلز جونستون 1956-1960 في كتابه « الأردن على حافة الهاوية» تفاصيل في غاية الأهمية، من يقرأها يدرك أن هذا البلد وقيادته كانوا دائما في قلب النار وفي دائرة الاستهداف المكثف دولياً واقليمياً وعربياً وفي مراحل لاحقة كادت الدولة كلها أن تذهب ادراج الرياح ولكنها صمدت وفشلت كل المشاريع أمام صلابة الدولة وقيادتها ووعي الأردنيين.
ولعل من الأسف القول إن بيننا من جاءتهم التسريبات وكأنها المشتهى من غاليات الأماني ليوظفوها ضد الدولة وقيادتها في خلط غير ناضج وغير مسؤول؛ فثمة فرق كبير وشاسع بين معارضة بعض السياسات والممارسات الحكومية والرسمية وابداء ملاحظات عقلانية ومواقف ناقدة وبين الانحياز والاستسلام لما ينشر من روايات ومعلومات دون التدقيق والتفحص والتقييم العاقل والذي يقرأ توقيت النشر ويربطه بالتطورات المتلاحقة.
ولعل السؤال البديهي والبسيط الذي يجب أن نسأله لأنفسنا جميعاً لماذا يتكرر اسم الأردن وقيادته وبشكل مريب ومتكرر منذ هيمنة اليمين الإسرائيلي المتطرف وحلفائه المحافظين الجدد في واشنطن، بينما يغيب زعماء آخرون في المنطقة معروف انهم يملكون ثروات هائلة وبما لا يقارن ولا يقاس مطلقاً بما تم نشره مؤخراً عن أملاك وارصدة لجلالة الملك، تلك أسئلة يجب أن تطرح بهدوء عند محاكمة ما ينشر وأن نتذكر أننا لا نعيش في محيط ملائكي يضمر لنا الخير وأن نصبغ القدسية والطهارة والمهنية على الاعلام الغربي ونتعامل معه كإعلام منزه عن الغرض والتوظيف.
إن من أكبر الآفات التي لحقت بالإعلام هو فقدان الإحساس بالمسؤولية وغياب الضوابط الأخلاقية التي تمنع الاستخدامات الهدامة بل وتعتبرها سبقاً صحفياً من خلال بث المعلومات المضللة بهدف تشكيل رأي مناهض للحقيقة.
من نافل القول هنا إنه ومنذ بدايات القرن الماضي كانت ولادة المؤامرة لتمزيق الأمة، وكان قدر الهاشميين أن يتصدوا لها وأن يدفعوا ثمنا لذلك، عرشاً في الحجاز وملكاً في سورية ودما مسفوحاً في العراق، ولكنهم بقوا كباراً كاظمين الغيظ عافين عمن أساء لهم لأن لديهم مهمة اسمى واعظم وهي صيانة امن الامة وإعادتها لكتب التاريخ بعد أن انزوت منسية لا تجيد حتى كتابة حرف من لغتها.
لا شك أن معركة الدفاع عن الحقيقة في وجه الزيف مهمة مقدسة ووطنية وأخلاقية؛ وهذا قدرنا وشرف حملناه برضى وطيب خاطر لأننا ورثة راية حملها الآباء والاجداد ودافعوا عنها بالدم والدمع وعلينا أن نكون أكثر حصافة وأن نخشى مصانع التاريخ ومطبات السياسة الكونية كي لا نصبح فرق عملة في منطقة فقد بعض كبارها الرشد وتحيط بها العاديات من كل جانب، فالعقل زينة والرشد مطية العقلاء وسلام على الأردن وشعبة وقيادته.
(الغد)
علينا أن ندرك هنا؛ أن تلك المحاولات لن تتوقف؛ فكلما فشلت الأهداف في خلق شرخ بين الأردنيين ودولتهم وقيادتهم عاد الاستهداف ليطل برأسه من جديد عبر أدوات مختلفة؛ سواء من خلال تهيئة مناخات الفوضى والفتنة والتحريض أو تضخيم التسريبات عن ثروة الملك واملاكه وكأنه من الممنوع وغير المقبول ألا يمتلك عقارات أو أملاكا آلت اليه بحكم أنه وريث العرش الملكي وامتداد لواحدة من أقدم العائلات المالكة في المنطقة والكل يعرف أن للعائلة الهاشمية أملاكا وعقارات في مكة وغيرها من أراضي الحجاز وداخل المملكة.
لا نعيد اكتشاف العجلة إذا قلنا أن هناك كُثرا في الإقليم لا يروق لهم أن يكون الأردن استثناءً وسط محيط من الفوضى والدمار والدم؛ لقد عبر الأردن عبر مئويته الأولى ما هو أخطر واقسى؛ كان الاستهداف حاضراً منذ العام 1948 وقيام النكبة؛ لقد وصف السفير البريطاني في الأردن تشارلز جونستون 1956-1960 في كتابه « الأردن على حافة الهاوية» تفاصيل في غاية الأهمية، من يقرأها يدرك أن هذا البلد وقيادته كانوا دائما في قلب النار وفي دائرة الاستهداف المكثف دولياً واقليمياً وعربياً وفي مراحل لاحقة كادت الدولة كلها أن تذهب ادراج الرياح ولكنها صمدت وفشلت كل المشاريع أمام صلابة الدولة وقيادتها ووعي الأردنيين.
ولعل من الأسف القول إن بيننا من جاءتهم التسريبات وكأنها المشتهى من غاليات الأماني ليوظفوها ضد الدولة وقيادتها في خلط غير ناضج وغير مسؤول؛ فثمة فرق كبير وشاسع بين معارضة بعض السياسات والممارسات الحكومية والرسمية وابداء ملاحظات عقلانية ومواقف ناقدة وبين الانحياز والاستسلام لما ينشر من روايات ومعلومات دون التدقيق والتفحص والتقييم العاقل والذي يقرأ توقيت النشر ويربطه بالتطورات المتلاحقة.
ولعل السؤال البديهي والبسيط الذي يجب أن نسأله لأنفسنا جميعاً لماذا يتكرر اسم الأردن وقيادته وبشكل مريب ومتكرر منذ هيمنة اليمين الإسرائيلي المتطرف وحلفائه المحافظين الجدد في واشنطن، بينما يغيب زعماء آخرون في المنطقة معروف انهم يملكون ثروات هائلة وبما لا يقارن ولا يقاس مطلقاً بما تم نشره مؤخراً عن أملاك وارصدة لجلالة الملك، تلك أسئلة يجب أن تطرح بهدوء عند محاكمة ما ينشر وأن نتذكر أننا لا نعيش في محيط ملائكي يضمر لنا الخير وأن نصبغ القدسية والطهارة والمهنية على الاعلام الغربي ونتعامل معه كإعلام منزه عن الغرض والتوظيف.
إن من أكبر الآفات التي لحقت بالإعلام هو فقدان الإحساس بالمسؤولية وغياب الضوابط الأخلاقية التي تمنع الاستخدامات الهدامة بل وتعتبرها سبقاً صحفياً من خلال بث المعلومات المضللة بهدف تشكيل رأي مناهض للحقيقة.
من نافل القول هنا إنه ومنذ بدايات القرن الماضي كانت ولادة المؤامرة لتمزيق الأمة، وكان قدر الهاشميين أن يتصدوا لها وأن يدفعوا ثمنا لذلك، عرشاً في الحجاز وملكاً في سورية ودما مسفوحاً في العراق، ولكنهم بقوا كباراً كاظمين الغيظ عافين عمن أساء لهم لأن لديهم مهمة اسمى واعظم وهي صيانة امن الامة وإعادتها لكتب التاريخ بعد أن انزوت منسية لا تجيد حتى كتابة حرف من لغتها.
لا شك أن معركة الدفاع عن الحقيقة في وجه الزيف مهمة مقدسة ووطنية وأخلاقية؛ وهذا قدرنا وشرف حملناه برضى وطيب خاطر لأننا ورثة راية حملها الآباء والاجداد ودافعوا عنها بالدم والدمع وعلينا أن نكون أكثر حصافة وأن نخشى مصانع التاريخ ومطبات السياسة الكونية كي لا نصبح فرق عملة في منطقة فقد بعض كبارها الرشد وتحيط بها العاديات من كل جانب، فالعقل زينة والرشد مطية العقلاء وسلام على الأردن وشعبة وقيادته.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2022-02-24 الساعة 07:34
رأي: د. زيد النوايسة أكاديمي وكاتب