رؤى يوسف تتحدث عن .. (في حبِّ المبادئ )

أصعبُ قصة عشقٍ قد يتعرّض لها الإنسان في هذه الحياة، أنْ يقع في حبِّ المبادئ .. ذلك أنهُ مهما ساومَ عليها يأتي في نهاية المطاف خاليَ الوفاض حتماً إنْ أراد أو بيديهِ الكنز ! لا ثالثْ . . هوَ قانونُ الأشياء حدّثنا عنهُ من سبقنا ،ذلك أنهُ في أيّ نزالٍ تفرضهُ عليكَ الأيّام "إمّا أنْ تكون كلَّ شيء أو لا شيء" .. هيَ المبادئ بنْدول الزمن .. ما إنْ تستَّلَّ سيفك تكسبُ المعركة قطعاً إنْ تأرجح معهُ .. أنها إرثُ أجدادنا العظيم . الأمرُ برمّته ، يتوقف عند أيّ سلالةٍ تنحدِرُ منها جيناتُك ! فإنْ كنتَ من اولئك المتغطرسين جهلاً الذين ينعتونَ بأنفسَهم منذُ الصِغر : "أنا الكبيرُ ، ليسَ فوقي أحدْ" أقولها لكَ خسئتَ إذن .. ما كنتَ شيئاً لولا أنْ أنشأك الله . . ثمَّ دعني اخبركَ يا أنتْ .. أنَّ الانسانَ كومّةُ مواقف .. بسمتُك لـ جاركَ صباحاً "موقف", سلامُك عليهِ "موقف" , قطعةُ حلوى لابنه "موقف" , عائداً من العملِ تتخذُ موقِفاً لسيارتك - حريصاً على ترك موقفاً لسيّارتِهِ "موقف" , تقولُ لي : كلُّه جاري ؟ أقولُ لكَ وصىَّ النبيُّ بسابعِ جار . . . أنها هيَ المبادئ يا عزيزي, تُختزنُ ببسمةٍ من قلبٍ صافٍ .. أنها الأخلاق ; كلما زاد منسوبها كنتَ عاشقاً فريداً لمحبوبتك بوفاء فيلٍ واخلاص صقر وعفّة نسر ، ذلك أنهما وجهان لعملةٍ واحدة هيَ الإنسانُ السويّ .. المتمثّل بإسلامهِ قلباً .. هيَ المبادئ . . أصلُها ثابت وفرعهُا في السماء ، ركائزٌ لا تُخدش ,وفِكرٌ لا يُنهش . . علمٌ يصبُّ في كل صوبٍ وحدبْ . . أنها شهيقُنا وأنها الزفيرْ . . أنها ا ل إ س ل ا م رؤى يوسف - عمّان