اتصل بنا
 

أمريكا تخاف ولا تستحي.. هل تطفئ الصين شعلة واشنطن المتوحشة؟

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2022-02-26 الساعة 19:32

نيسان ـ امريكا بلطجي يتمشى عريانا في الشوارع و الأزقة و الحواري، لا يخاف ولا يستحي ولا وجه يحمر ولا جبين يندى ، يتسلح بقوة جبارة علمية واقتصادية و عسكرية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية.
يضاف إلى كل ذلك غطرسة وخواء روحي، مع انها تتشدق كل طالع شمس بحقوق الإنسان و أحاديث سمجة عن الطفولة وحقوق المرأة، وهي لا تنفك تنتهك كل الحقوق البشرية والإلهية تحت ذات العناوين.
والحال هذه انساق كثيرون في ركب امريكا وبدلوا دينهم ولغتهم وتخلوا حتى عن أنسابهم؛ خوفا حينا و طمعا حينا آخر، على أنهم لا يستظلون حتى في أوطانهم إلا في ظل امريكا.
قليلون هم الذين لا قبل لهم على الانصياع تحت هكذا عناوين، فلا قبل لهم على استبدال المروءة بالدياثة والخنا والبراءة من دمهم و أنسابهم، وأن يصبحوا لقطاء في سوق النخاسة الأمريكي، وهم يدركون أي ثمن غال ينبغي عليهم أن يدفعوه لهكذا موقف.
ارسلت القيادة العراقية في بداية تسعينيات القرن الماضي رئيس مجلس الشعب الاستاذ والمفكر العربي سعدون حمادي إلى كل من الصين و روسيا، وكان لسان الحال يقول : تعالوا خذوا نفط جزر مجنون العراقية مجانا شريطة أن نكسر المعادلة الأمريكية في المنطقة .
وكم كان الجواب صادما : بأن الشرق الأوسط منطقة (وضع يد) أمريكية ولا قبل لنا بها الآن.
تستبشر خيرا، وهنا أقصد كل الشعوب التي تنوء وما زالت أسيرة البلطجة الأمريكية وتفردها من اللقاء الأخير الذي جمع القيادتين الروسية والصينية، حيث أكدت الصين على حرية التجارة العالمية، وهذا مؤشر لرفض سياسات الحصار والحظر الاقتصادي الذي بالمناسبه هو أشد أشكال الحروب ضراوة، وهو الذي أنهك دولة العراق حين حوصر حتى في حليب و دواء الاطفال لمدة ١٣ عاما، فضلاً عن خطوط الحظر شمالا وجنوبا والقصف الممنهج لمواقع استراتيجية؛ ما انهك القوة العراقية.
ما ننتظره هو أن تتحمل الصين مسؤولياتها الإنسانية والحضارية تجاه ما يجري الآن على حدود روسيا خاصة أن الصين أمة تمتلك منظوراً حضارياً يؤهلها لقيادة العالم بمضامين أكثر إنسانية و أن تساهم في خفوت شعلة الغرب المتوحش الذي لا يعرف غير المادة ديناً.

نيسان ـ نشر في 2022-02-26 الساعة 19:32


رأي: د. فايز الهروط كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً