اتصل بنا
 

الناس في الانتخابات.. حكاية حائر يقف على رصيف التناقضات

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2022-03-08 الساعة 12:48

الناس في الانتخابات.. حكاية حائر يقف
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...الصورة نموذج حي لما نعنيه عندما نقول شعارات، والصورة أيضاً ترجمة حقيقية لتناقضات المجتمع وانزياحاته وحتى ظلاميته وعتمة أحقاده.
أما الشعارات فهي صورة طبق الأصل عما تقوم به الحكومة ثم تفعله بالناس ثم تطحنهم طحناً.
والناس بين هذا وذاك حكاية حائر يقف على رصيف التناقضات، هو رصيف مغلق بصورة تقول لنا: إن الرصيف حق للمشاة.
عذراً سيدي المرشح..
فما نكتبه هنا لا علاقة لك به من قريب أو بعيد..فالعلاقة كلها معنا نحن معشر الناخبين، أو إن شئت معشر المشاة..
مشاة يديرون ظهورهم للإطار والمشهد كله، إنهم يمضون في طريقهم المتعب، فيما تتناسل الصور ذات الشعارات "الحامية" للأرصفة يوماً بعد يوم، حتى يصبح من المحال رؤيتها وليس السير عليها بطريقة سوية.
ماذا تراها تقول السيدة لمن يسكن الإطار؟ أية حديث تسكبه ساخناً قبل أن تمضي إلى غايتها؟ وأية خلاصات علينا فهمها؟ هل صرنا انعكاساً حقيقياً لظلامية الحكومات وكذبها؟ أم أنه يستهوينا المسخ فنرتديه عباءة لأجساد عارية؟.
شعارات عن الرفاه، وشعارات عن عنق الزجاجة، وشعارات عن النهضة، وشعارات عن الاصلاح السياسي، وشعارات عن إصلاح الادارة، وشعارات عن مكافحة الفقر، وشعارات عن مطاردة البطالة، وشعارات وشعارات وشعارات ثم ندوسها ونمضي إلى أهدافنا ونرجسيتنا بهدوء.
صور وشعارات وحديث عن تنمية تتكاثر وتنمو على الأرصفة، وتتزاحم يوميا على الدواوير والطرقات، وعلى الواجهات الإلكترونية؛ حتى تحولت أعناق المباني الى مشانق مستأجرة.
في الشارع مركبات مسرعة، خطرة وتدهس، في الشارع لا مكان للمارة، في الشارع أحلام مدهوسة وأمانٍ تنتظر وفي الشارع كلام عن دولة مدنية وقانون وعدالة..
لن يسأل أحد، ولن يشير أحد إلى الجاني الأول، لن يقول أحد إن الظالم الاول هو سيد الشعارات وخالقها، لن يجرؤ أحد على أن يقول له: إنك المجرم الأول.
فقط، سينظر المارة ويقرأون شيئاً عن عقوبات نزلت على أجساد المارة ذات محاولة..

نيسان ـ نشر في 2022-03-08 الساعة 12:48


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً