اتصل بنا
 

الأنباء النادرة من ماريوبول الأوكرانية تعكس يأس السكان

نيسان ـ نشر في 2022-03-11 الساعة 22:45

x
نيسان ـ تعكس الأنباء النادرة جدا من ميناء ماريوبول الأوكراني الاستراتيجي يأس السكان العالقين في المدينة التي تحاصرها القوات الروسية، بين جثث متروكة في الشوارع ومدنيين يحاولون الفرار.
ويحاول من تمكّنوا من المغادرة إيجاد سبل للاستعلام عن الذين بقوا في المدينة التي انقطعت فيها الاتصالات بشكل شبه كامل منذ أكثر من أسبوع.
وأصبحت الأماكن التي يمكن الاتصال منها بالشبكة بشكل ضعيف، نادرة.
وتروي يوليا (29 عاما) وهي مُدرّسة فرّت من ماريوبول في 3 آذار/مارس، كيف تمكّنت حماتها التي بقيت هناك من الاتصال بها من خلال برج اتصالات بعيد من منزلها.
وتقول "كان خطيرا جدا بالنسبة إليها أن تقوم بهذه الرحلة" في المدينة التي تعرّضت للقصف وإن حماتها تمكّنت رغم ذلك من إبلاغ ابنها وزوجته بأنها لا تزال على قيد الحياة.
وتضيف لفرانس برس "قالت لنا إنها بخير وإن المعارك لا تتوقف. هناك جثث في الشوارع، لا أحد يدفنها. قد تبقى هنا عدة أيام إلى أن تنقلها حافلة من البلدية وترميها في مقبرة جماعية ضخمة".
والمدينة تعاني من انقطاع في المياه والغاز والتيار الكهربائي والاتصالات.
وفي الأيام الأخيرة، شوهد سكان المدينة وهم يتقاتلون من أجل الطعام.
"اعتقدنا أنها النهاية وأنهم سيقتلوننا"
خارج ماريوبول، تنتظر العائلات الحصول على أنباء. وتنشر العديد من العائلات، عبر تطبيق تلغرام مثلا، صورا ومعلومات عن أقاربها الذين لم يغادروا ماريوبول، على أمل أن يتمكّن أحد من الحصول على أخبار.
وكانت يوليا وزوجها من النادرين الذين تمكّنوا من الفرار من ماريوبول منذ بداية الحصار، بعد أن مرّوا عبر نقاط التفتيش الروسية وهم مرعوبون.
وحاول البعض الهرب سيرا، قبل أن تسقط قذيفة على بعد 50 مترا منهم. فبدأوا جميعا بالتوسل لمن كانوا في السيارة لأخذهم، لكن القليل منهم كان لديهم أماكن شاغرة في مركباتهم، بحسب يوليا.
وتتابع "على الطريق، رأينا سيارات مدنيين محترقة، ومقلوبة على جانبها أحيانا. فهمنا أن الروس أطلقوا عليها النار".
وتضيف "بعدما صرنا على بعد كيلومترين من ماريوبول، رأينا روسا مع معدّاتهم العسكرية مكتوب عليها حرف ‘z‘ اعتقدنا أنها النهاية وأنهم سيقتلوننا".
وتتعرّض مدينة ماريوبول التي تضمّ ميناءً والتي تعدّ مركزا استراتيجيا مهمّا لتقدّم الروس داخل أوكرانيا، لقصف مدفعي مستمرّ منذ عشرة أيام، بحسب أحد اعضاء البلدية بيترو أندريوشتشينكو.
قصف مستمر
بحسب تقديرات الإدارة المحلية، قُتل أكثر من 1200 شخص منذ بداية الحصار لكن هذا الرقم لا يشمل عدد الجثث التي قد تكون موجودة تحت حطام المباني المدمّرة.
وفشلت محاولات عديدة لإقامة ممرات إنسانية للسماح للمدنيين بالمغادرة.
يانا كربان (30 عاما) قالت إنها تلقّت رسالة يائسة من ذويها، عن طريق جارة تمكّنت من الوصول إلى ابنتها لفترة وجيزة جدا، وأضافت "إنها كارثة كاملة في المبنى. لقد تعرضنا للقصف للتوّ وثماني شقق مشتعلة".
وأرسلت لوكالة فرانس برس صورا أرسلتها إليها جارة أخرى، تظهر فيها شظايا في خزانة غرفتها.
وتقول "يريدون مغادرة المدينة، لكن هذا غير ممكن. تسقط القذائف في كّل مكان، كلّ الوقت. أصبح الخروج إلى الشارع غير ممكن أيضا".
ومذّاك، لم يتمكّن أحد من الاتصال بسكّان الحيّ فيما تجهل يانا وضع ومصير أهلها وأقاربهم.
أ ف ب

نيسان ـ نشر في 2022-03-11 الساعة 22:45

الكلمات الأكثر بحثاً