اتصل بنا
 

لا تحولونا إلى تماثيل في متحف الحياة!

كاتبة صحافية

نيسان ـ نشر في 2022-03-13 الساعة 11:01

نيسان ـ في منطقتنا تعمل إحدى السيدات من أصول أجنبية في تصميم وخياطة أثواب النساء.
"ليندا" هكذا يعرفنها نساء المنطقة، متزوجة من أحد رجال قبيلة "العجارمة" ويقصدنها النساء لتصميم "المدرقة" و "الثوب المطرز".
ليست الوحيدة في عمان من تعمل في تصميم ملابسنا التقليدية، هناك الكثير منهن، والكثير أيضا ترك بصمة في خياطة "الدشداش" والثوب الرجالي.
وبما أننا نتحدث عن اللباس التقليدي لم أر أبي وأمي يوماً بغير هيئتهما المعتادة منذ أن تفتحت أعيننا في هذه البلاد، على العكس كلما كبرا أزدادا أصالة.
في داخل منزلنا يجتمع التراث مع الأصالة، لا نشعر بما يتداول به حالياً عن "الهوية الأردنية" لأننا لم نعرف غيرها خيمة ومتكأ.
في منطقة مرج الحمام يجتمع الشركس والمسيحية والمسلمين، مشكلين لوحة فسيفسائية مع أردنيين من أصول فلسطينية، جميعهم بهوية واحدة، وجميعهم يعتز بأصوله ونفحة طيبه من دون تعصب او إقصاء.
لم يحتكر أحدهم يوماً الملابس المطرزة والشماغ، لم تكن حياكتهن حكراً على أحد ، ولم تتغير لهجتة الناس أو تنزاح عن مسارها، رغم المصاهرة بين العائلات.
مناسبة هذا الحديث هو ما نسمعه من تهويل إعلامي كبير على الأردني المحتفظ بلباسه ولهجته، وكأنه آخر أبناء جلدته، وكأنه آخر من يتقن القهوة السادة بـ"الدلة النحاس" وسط تعجب ممن يتحدثون اللهجة "البدوية"،.
نعم، الأردن ضم شرائح واسعة وجنسيات مختلفة، لكن ذلك لم يبتلع لهجة الأردني وعاداته وتقاليده، بل إنها الثابت الوحيد وسط متغيرات كثيرة.

نيسان ـ نشر في 2022-03-13 الساعة 11:01


رأي: فاطمة العفيشات كاتبة صحافية

الكلمات الأكثر بحثاً