اتصل بنا
 

حرب أوكرانيا: معارك المعلومات والدعاية المضللة

نيسان ـ نشر في 2022-03-13 الساعة 17:46

نيسان ـ واحدة من أكثر الحقائق الاستخبارية التي يعرفها المحللون الاستخباريون، والخبراء في شؤون الاتحاد السوفييتي السابق؛ هي قدرة الأجهزة الأمنية السوفييتية على صناعة وإدارة عمليات التضليل الواسع والعميق والدقيق، خاصة جهاز المخابرات السوفييتي الشهير ‏ Komitet Gosudarstvennoy Bezopasnosti(KGB) (الكي جي بي)، والتي تعني باللغة الإنجليزية "لجنة أمن الدولة"، وهي الوكالة الأمنية الرئيسية للاتحاد السوفييتي من العام 1954 حتى انهياره في العام 1991.
لعب (الكي جي بي) دوراً متعدد الأوجه خارج الاتحاد السوفييتي وداخله، حيث عمل كوكالة استخبارات وقوة من "الشرطة السرية"، وقد تمّ تكليفه ببعض الوظائف نفسها التي تقوم بها وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة اليوم، وحماية البلاد من التهديدات الداخلية والخارجية.
احتلّ مقر (الكي جي بي) ما أصبح الآن مبنى شهيراً في ساحة لوبيانكا ـ وليس الساحة الحمراء ـ في موسكو، هذا المبنى نفسه هو الآن موطن لجهاز الأمن الفيدرالي (FSB) أو جهاز الأمن الفيدرالي في الاتحاد الروسي، والذي يؤدي وظيفة مماثلة لما كان يفعله جهاز (KGB) ذات مرة، لكنّ سمعته ليست سيئة بالقدر نفسه. ومن الجدير بالذكر أنّ رئيس دولة الاتحاد الروسي الحالي فلاديمير بوتين عمل ذات مرة في جهاز (كي جي بي) كضابط استخبارات أجنبي من العام 1975 إلى العام 1991.
والحقيقة أنّ "جهاز الأمن الفيدرالي" بزعامة بوتين رجل المخابرات السابق، قد ورث كلّ فنون وحرفة التضليل الاستخباري التي برع فيها الـ"كي جي بي" طيلة (4) عقود تقريباً، ووصلت أوجها خلال فترة الحرب الباردة الطويلة.
اليوم تُشكّل الحرب في أوكرانيا ساحة مناسبة لاستخدام كافة فنون التضليل والخداع الاستخباري والإعلامي، أو ما يُسمّى "حرب المعلومات"، من قبل الروس والأوكرانيين على السواء؛ لأنّهم من المدرسة الاستخبارية نفسها. وربما كلّ ما تغير هو الأدوات، حيث يتمّ التعويل حالياً على آليات العولمة التكنولوجية، خاصة
هذا، وقدّر جدول نشره حساب مجهول على تويتر أنّه اعتباراً من 3 آذار (مارس) شارك حوالي ثلث مجموعات القراصنة البارزين في "أكبر حرب إلكترونية على الإطلاق في الوقت الحالي"، حيث انحازت (12) مجموعة فقط من أصل (49) مجموعة إلى جانب روسيا، (3) لم يكن دعمها معروفاً، والباقي يدعم أوكرانيا، ووعدت مجموعة ‏"كتيبة الشبكة 65" ‏(NB65)، وهي مجموعةقرصنةتابعة لشركة مجهولة قالت في وقت سابق إنّها اخترقت مركز التحكم في روسكوسموسRoscosmosوقطعت سيطرة الوكالة على أقمار التجسس الصناعية الخاصة بها كجزء من الهجوم السيبراني المستمر، بأنّ تسريب شفرة مصدر كاسبرسكيKasperskyقادم. ومعلوم أنّ كاسبرسكي هو برنامج مضاد للفيروسات تمّ تطويره من شركة كاسبرسكي لاب الروسية، ويعمل البرنامج على أنظمة مايكروسوفت ويندوز وماكنتوش، كما يوجد نسخة أخرى من البرنامج تعمل على الهواتف الذكية.

أرسل "جيش رقمي" من جميع أنحاء العالم أكثر من 5 ملايين رسالة نصية إلى أرقام الهواتف الروسية

وكانت مجموعة (NB65) في 28 شباط (فبراير) الماضي قد هاجمت المعهد الروسي للأمن النووي، وسرقت (40) ألف وثيقة، تحتوي على بعض البيانات الحساسة، في ذلك الوقت تعرّض النظام المستقل لمشغل روسي للهجوم أيضاً، والذي استضاف عدداً كبيراً من أنظمة المعلومات للمنظمات الحكومية الروسية وحتى الإدارات العسكرية.
لقد تمّ اختراق أكثر من (2500) موقع إلكتروني مرتبط بالحكومتين الروسية والبيلاروسية، إلى جانب وسائل الإعلام التي تديرها الدولة والبنوك والمستشفيات والمطارات والشركات في الأسبوع الأول من الحرب، بعد أن أعلنت مجموعة مجهولة أنّها أطلقت عمليات إلكترونية.
وقام المتسللون المناهضون للحرب بملاحقة المتسللين الموالينلروسيا، فقد قاموا بتمرير وتسريب الآلاف من الدردشات الداخلية من مجموعة تُدعى (Conti Ransomware)، بالإضافة إلى الاتصالات العسكرية وأكثر من ذلك. وأعلن القراصنة يوم الأحد الماضي أنّهم اخترقوا خدمات البث الروسيةWinkوIviوالبث المباشر على محطات التلفزيون، روسيا 24 والقناة الأولى وموسكو 24 لبث لقطات حرب من أوكرانيا.
الأخطر من ذلك أنّ الاختراق تضمّن رسالة نصية علىالشاشةتدعو الروس إلى الوقوف ضد حرب بوتين. وتقول الرسالة: "نحن مواطنون عاديون في روسيا، نحن نعارض الحرب على أراضي أوكرانيا، روسيا والروس ضد الحرب! هذه الحرب شنّها نظام بوتين الإجرامي الاستبدادي نيابة عن المواطنين الروس العاديين، الروس يعارضون الإبادة الجماعية في أوكرانيا".
(حفريات)

نيسان ـ نشر في 2022-03-13 الساعة 17:46


رأي: سعود الشرفات

الكلمات الأكثر بحثاً