اتصل بنا
 

بين مدعي النبوة في الزرقاء ومدعي المسؤولية في عمان .. لا فوارق كبيرة

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2022-03-15 الساعة 10:05

بين مدعي النبوة في الزرقاء ومدعي
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...كما ظهر في الزرقاء مدعي نبوة يظهر منذ عقود طويلة مدعي مسؤولية في عمان، فما الفرق بين مدعي النبوة ومدعي المسؤولية؟ .
سؤال حيّرني. أمس ألقي القبض على مدعي نبوة في الشارع العام بلواء الهاشمية شرقي محافظة الزرقاء، وهو يدعو من تجمهر حوله من الناس إلى الإيمان برسالته واتباع نهجه كونه مرسلاً من الله سبحانه إليهم.
لقد بدأت أولى جلسات محاكمة "مدعي النبوة" في محافظة الزرقاء، لكننا لازلنا ننتظر بدء جلسات مدعي المسؤولية في عمان.
إن الفرق بين مدعي النبوة ومدعي المسؤولية هو أن الأول ألقي القبض عليه، فيما الثاني معزز مكرم، يقرأ الصحف ويدخن السيجار الكوبي، ويركب السيارات الفارهة، ويملأ خزانها وقوداً من جيوبنا، إنه من علية القوم.
وكما مدعي النبوة رفض تقديم أي بينات دفاعية للمحكمة، معللاً ذلك بأن الله هو الذي يدافع عنه وعن الذين آمنوا به وليس هو الذي يدافع عن نفسه كونه نبيا ومرسلا.
ويرفض أيضاً مدعي المسؤولية الاعتراف بنا وبمدى صعوبة حالنا الاقتصادي والسياسي، ثم يسمعوننا كلاماً معسولاً عن العين الحمراء في ضبط وحوش السوق.
مدعي المسؤولية ليس واحداً بل كثر، يسكتون عن اتفاقات وممارسات خطيرة تجاه البلد والناس منذ سنوات، من دون أن يشعروا بضرورة البوح فيها، وما اتفاقية الغاز، وتسعيرة المحروقات، وحتى اتفاقية المياه مع العدو، عنا ببعيد.
أليس هذا ما يفعله مدعي المسؤولية وهو يرفض مخاطبة الشعب بكل القضايا الحساسة التي تهمه ويقتصر حديثه معهم على ما لا طائل فيه.
لا أعلم ان كان مدعي النبوة بحاجة الى عرضه على طبيب نفسي، لكني أعلم ان أحداً لا يفكر بعرض مدعي المسؤولية على الطبيب، برغم أن الادعائين كاذبان، الحق أن المسألة لا تحتاج الى سماعة طبية بل كلبشات.
فهمنا أن هذا مدعي نبوة، أما ذاك فيقول إنه يسهر على خدمة الشعب، فيما لا يفعل سوى السهر على خدمة حساباته البنكية.
المصيبة أن مدعي النبوة استشهد، وهو يدعي نبوته بآيات من القرآن الكريم. حسناً. إن كنت نبياً فلم تستشهد بالقرآن الكريم، وهو حجة عليك لا لك؟ لكن هذا ليس غريباً على الإطلاق، فهذا مدعي المسؤولية يستشهد كذلك بكل القوانين والأنظمة والدساتير بحجة راحتنا.

نيسان ـ نشر في 2022-03-15 الساعة 10:05


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً