الربيحات يرعى اشهار 'متلازمة قلبي' للكاتب العظامات (صور)

نيسان ـ نيسان- فاطمة العفيشات
رعى وزير الثقافة الأسبق صبري الربيحات مساء الأربعاء حفل إشهار كتاب "متلازمة قلبي" للروائي الأردني عاهد الدحدل العظامات.
الوزير الربيحات وصف الكتاب في حديثه لـ"نيسان" بالمميز لتناوله حالة الإعاقة بطريقة غير مباشرة خصوصاً وأن الكاتب من فئة ذوي الإعاقة, بالإضافة لبعض الشخصيات المذكورة في الكتاب من فئة ذوي الإعاقة أيضاً.
الربيحات أشاد بالكتاب قائلاً: "يرفع الوعي بالإعاقة في المجتمع ويتحدث عن رؤية الأشخاص من ذوي الإعاقة في الحياة والموت وقيمتهما ويتفاعل تفاعلاً إنسانياً عميق أكثر مما نبديه نحن لاستخفافنا بالحياة".
يرى راعي الحفل أن التعمق بموضوع الكتاب يظهر الدعوة إلى إعادة النظر بنعمة الحياة ومفهوم الموت والتعاطي مع الإنسان الآخر.
وعن أكثر ما جذبه في الكتاب والكاتب, يشير أن الإنسان عندما يبادر إلى الفعل والتفاعل يعني حمله لرسالة تحتاج لإنصات واستماع الآخرين من خلال قراءة وتجسيد الكاتب ستكون نتيجته تعلم شيئاص مختلفاً.
يلفت الربيحات أن ذوي الإعاقة يتخلصون من إعاقتهم عندما نؤمن بمبدأ (ما يناسبنا يناسب الجميع) من خلال تمكينهم في المجتمه وتسهيل وصولهم لجميع الأماكن ومعالجة مشاكلهم في قطاعي العمل والصحة والتعليم والتعبير الثقفي الذي يشكل قيمة مضافة لذوي الإعاقة بتقديم منجزاتهم.
الحفل الذي نظمته رئيسة تحرير "نيسان" الزميلة فلحة بريزات في المكتبة الوطنية؛ حضره مجموعة من الشخصيات الإعلامية والصحفية والفنية الأدبية, وقدمته الإعلامية سمر الغرايبة, فيما استعرض الأستاذ محمود الداوود (مندوباً عن رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين محمود رحال) مقدمة الكتاب قائلا أن الكاتب عاهد في روايته السادسة يتغلب على المحن والشدائد وينتصر بفضل إيمانه بالله فيرى الحياة من زاوية الجمال متجاوزا كل ألم يعتصر الفؤاد, قابلا التحدي ليقول أنه انسان, مواصلا وعمله كموظف حكومي بعطاء.
أما الروائية عنان محروس فتحدثت في كلمتها أنها وجدت صعوبة في كتابة إضاءة على رواية عاهد, واصفة كلماته بالحزن المتربع بين الأسطر وأنها احدثت عجزا لقلمها عن فك جديلة المعاناة, مشيرة أنها كانت حذرة في كلماتها كي لا تحدث ثقبا غير متعمد. محروس قالت أيضاً أن رغم الألم وجدت أملا في الكتاب من خلال الرسائل الموجهة به للمجتمع.
الصحفي ابراهيم السواعير تعهد بإعادة تدقيق الكتاب وطبعه, مبدياً اعجابه بشيم الكاتب وتوليفته الأدبية وتقنياته التي أشار أنها برزت في الثلث الأخير من الرواية, مضيفا الدروس والمضامين والقوة التي بثها العظامات في كتابه ودور جدته الحميم في الإنتقال لمرحلة أخرى.
يذكر أن الكاتب عاهد العظامات من ذوي الإعاقة, أشهر كتابه "متلازمة قلبي" والذي روى فيه حياة طفلته الرضيعة "عهد" المولودة بأمراض وراثية والمتوفاة حديثاً, واصفاً وفاتها بأصعب لحظات حياته أقساها.
وتالياً كلمة الكاتب العظامات والتي ألقتها الزميلة فلحة بريزات نيابة عنه:
"بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة
السيدات والسادة.. الحضور الكريم
اُحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اليوم وإذ أحتفل بإشهار هذا العمل الأدبي الجديد، فإن المشاعر التي تنتابُني تخلتطُ ما بين السعادة الغامرة بهذه الولادة الأدبية وبين الحزن الشديد والحسرة على الفقد الذي تجرعتُ مرارته وألمتني تفاصيله.
فالفقد مؤلم وليس أشدُ على المرء ألماً أكثر من أن يفقد" ضناه"
كيف لا أكون حزيناً في هذا اليوم وانا أشهد ولادة جديدة لابنتي "عهد" التي فارقتني وتركتني بعد أن ملأت كل حياتي فرحاً وبهجة رغم ما عانت وما عانينا معها.
ولأن "عهد" كانت من أعظم الهدايا الربّانية التي وهبّتُ بها، ولانها الفرحة الكُبرى في حياتي والتي لم تكتمل، ولأنني أحببتها مُذ نبضها الأول، ولأنني تعلّقت بها منذ نظرتي الأولى لها في "الخداج" ولأن صفو فرحتي في مجيئها لم يتعكّر ولم يتغير في تلك اللحظة التي أخبرني فيها الأطباء بما تُعاني وأنها لن تكون طفلة طبيعية، وأنني سأكون والد لطفلة مصابة " بمتلازمة داون" عندها شعرت بالفخر، وقلت في نفسي إنها عندما تكبر سأرافقها في إكمال مسيرة التحدي والإصرار وسأجعلها أفضل منّي أمام الناس.
قبل أن يُخبرني الأطباء بمشاكلها الصحية الأخرى وأهمها "القلب المفتوح" التي كانت تُعاني منه.
هذا الخبر الذي وقع على قلبي كالجمر فانتزع كل أحلامي بها وأفاقني على حالة من الخوف والتوتر والبكاء في كل يوم كانت فيه تتألم وتُنقل من مستشفى إلى آخر.
إلى أن شاء القدر وحان رحيلها، ولكنها انتظرتني إلى أن وصلت من البادية إلى المدينة الطبية، " فتّحت لي عينيها عندما اقتربت إليها مقبلاً ومُقبّلاً جبينها البارد في تلك اللحظة، فكانت هذه آخر قُبلاتي لها وآخر نظراتها لي في لقاء الوداع"
السادة الحضور
ولأن "عهد" فرحتي التي لا أعتقد أنها ستتكرر حتى وإن وهبني الخالق عز وجل "عشرة" بعدها. أردتُ تخليد إسمها وذكرها بسرد هذه القصة التي يحتويها الكتاب، ليكون هذا الحفل تكريماً متواضعاً مني لروحها البريئة..
السيّد راعي الحفل معالي د. صبري ربيحات الاكرم
السيدات والسادة الأعزاء
وقبل أن أنهي وتزامناً مع المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً فإنني أتقدم بالتهنئة القلبية إلى أمهاتنا جميعاً والى والدتي المُربية"الجدة" صاحبة الفضل الكبير في صمودي وثباتي والتي منعتها ظروفها الصحية من الحضور معي اليوم، وإلى امي " المُنجبة" وإلى زوجتي الأم التي احترق قلبها على فقد صغيرتها والتي عانت معها ما عانت، وبقيت إلى جانبها حتى اللحظة الأخيرة، ولا أنسى دورها العظيم تجاهي والذي يُشبه دور الأم لأبنها في حُسن معاملتها ومحافظتها لي وقيامها بواجباتها على أكمل وجه.
وفي الختام
فانني أتوجّه إلى حضراتكم كافّة بخالص الشكر والتقدير وفائق الاحترام وعميقُ المحبّة على إكرامكم لي وإلى روح ابنتي"عهد" وتحمّلكم المشقّة وعناء الحضور في هذه الأجواء الباردة لمشاركتكم في فعاليّتي هذه وفرحتي بها والتي ما كانت لتكتمل لولا تواجدكم البهيّ.
كما أتوجّه بعظيم الشكر إلى معالي د. صبري ربيحات على تكريمه لي برعاية هذا الحفل
والشكر موصول الى دائرة المكتبة الوطنية ممثلة بمديرها العام عطوفة د. نضال العياصرة على ما أبدوهُ من خُسن استقبال وكرم ضيافة واحتضان حفل إشهار روايتي.
كما لا أنسى صاحبة الموقف المشرف معي والتي بذلت منذ أشهر عدة الجهد الكبير لإنجاح هذا الحفل السيدة الأردنية الأصيلة والصحفيّة الرزينة فلحة بريزات.
كما أتقدم بجزيل الشكر إلى الإساتذة كلٌ من مقدمة الحفل الإعلامية سمر غرايبة، والأستاذ الكاتب محمد داوود وإلى ناقديّ الرواية الصحفي الأستاذ إبراهيم السواعير والإستاذة عنان محروس
واسمحوا لي أن أتقدم بكل المحبة إلى والدي الحبيب وجميع أهلي واقاربي وأبناء باديتي الشماء ممن حضروا معي اليوم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"