كواكبٌ تُحصى بالآلاف.. ولكن أين هي الحياة؟
نيسان ـ سويس ـ نشر في 2015-10-05 الساعة 20:12
يوم 6 أكتوبر 1995، أعلن السويسريان ميشيل مايور وديديي كــِلو، من مرصد الفلك بجامعة جنيف، عن اكتشاف أول كوكب يدور حول نجم غير شمسنا. وبعد 20 عاما، بات عدد هذه الكواكب الخارجية يناهز 2000، ولكن لم يُعثر حتى الآن عن آثار أيِّ من أنواع الحياة فيها. فما الذي نبحث عنه بالضبط: مخلوقات فضائية أم أنواع من البكتيريا؟
هناك من قارن اكتشاف عالِميْ الفلك السويسرييْن باكتشاف كريستوف كولومبوس للعالم الجديد. ولكن الفرق هو أن القدم البشرية لن تطأ في المستقبل القريب أحد تلك العوالم الغريبة. فهي على أيّة حال تُشبه جحيم "دانتي" أكثر من أيّ أرض موعودة.
ومع ذلك، فإن تأكيد حقيقة أن الكون يعجُّ بالكواكب (وليس فقط بالنجوم، حيث تستحيل الحياة بطبيعة الحال) فتح للعُـلوم باب التحقيقات على مصراعيه، وبات هذا المجال يعجّ بدوره بأبحاث ثرية وهائلة. وتشيرُ الإمكانيات التي تُخصصها المراصد ووكالات الفضاء لهذا الحقل إلى أن الكواكب الخارجية أصبحت بالفعل أكبر مسعى، ليس فقط لفيزياء الفلك، بل أيضا للكيمياء، والبيولوجيا، و- لم لا – للفلسفة أيضا. فالحلم المنشود في نهاية المطاف هو طبعا إثباتُ وجود كائنات أخرى غير البشر في هذا الكون الشاسع.
مكونات واحدة هنا وهناك
إن قوانين الفيزياء كونية. فالجُسيمات الأساسية الإثنا عشر والقوى الأربع التي تُكون المادّة وتحْكُم التفاعلات بينها هي نفسها في الأرض وفي جميع أرجاء الكون. هذا ما أكدته منذ أزيد من قرن جميعُ الملاحظات المُسجلة بالمقراب (التلسكوب) وجميع التجارب المعملية. وإذا ما نظرنا إلى الذّرات والجُزيئات - أي المواد الأساسية في الكيمياء والبيولوجيا – فتتوفر أيضا جميع الأسباب التي تدعو إلى الإعتقاد بأن سلوكها وميلها إلى التكتّل والإندماج هما كونيان أيضا. وكذلك الهيدروجين، والكربون، والأوكسجين، والنتروجين (الآزوت)، والسيليكون، والحديد، وهي المواد التي تشكل الجزء الأكبر من جسمنا، فضلا عن الماء الذي نشربه، والهواء الذي نتنفسه، والأرض التي نمشي علينا، كلّها توجد على قائمة العناصر العشرة الأكثر وفرة في الكون.
وإن كانت هذه المكونات قد نجحت في الإلتحام لخلق الكائن البشري، فلم لا تكون عملية الخلق هاته قد تمّت في أماكن أخرى، في إحدى مئات مليارات الكواكب التي تسبح في مجرّتنا، والتي هي ليست سوى واحدة ضمن مليارات المجرّات في الكون؟
يوم 6 أكتوبر 1995، أعلن السويسريان ميشيل مايور وديديي كــِلو، من مرصد الفلك بجامعة جنيف، عن اكتشاف أول كوكب يدور حول نجم غير شمسنا. وبعد 20 عاما، بات عدد هذه الكواكب الخارجية يناهز 2000، ولكن لم يُعثر حتى الآن عن آثار أيِّ من أنواع الحياة فيها. فما الذي نبحث عنه بالضبط: مخلوقات فضائية أم أنواع من البكتيريا؟
هناك من قارن اكتشاف عالِميْ الفلك السويسرييْن باكتشاف كريستوف كولومبوس للعالم الجديد. ولكن الفرق هو أن القدم البشرية لن تطأ في المستقبل القريب أحد تلك العوالم الغريبة. فهي على أيّة حال تُشبه جحيم "دانتي" أكثر من أيّ أرض موعودة.
ومع ذلك، فإن تأكيد حقيقة أن الكون يعجُّ بالكواكب (وليس فقط بالنجوم، حيث تستحيل الحياة بطبيعة الحال) فتح للعُـلوم باب التحقيقات على مصراعيه، وبات هذا المجال يعجّ بدوره بأبحاث ثرية وهائلة. وتشيرُ الإمكانيات التي تُخصصها المراصد ووكالات الفضاء لهذا الحقل إلى أن الكواكب الخارجية أصبحت بالفعل أكبر مسعى، ليس فقط لفيزياء الفلك، بل أيضا للكيمياء، والبيولوجيا، و- لم لا – للفلسفة أيضا. فالحلم المنشود في نهاية المطاف هو طبعا إثباتُ وجود كائنات أخرى غير البشر في هذا الكون الشاسع.
مكونات واحدة هنا وهناك
إن قوانين الفيزياء كونية. فالجُسيمات الأساسية الإثنا عشر والقوى الأربع التي تُكون المادّة وتحْكُم التفاعلات بينها هي نفسها في الأرض وفي جميع أرجاء الكون. هذا ما أكدته منذ أزيد من قرن جميعُ الملاحظات المُسجلة بالمقراب (التلسكوب) وجميع التجارب المعملية. وإذا ما نظرنا إلى الذّرات والجُزيئات - أي المواد الأساسية في الكيمياء والبيولوجيا – فتتوفر أيضا جميع الأسباب التي تدعو إلى الإعتقاد بأن سلوكها وميلها إلى التكتّل والإندماج هما كونيان أيضا. وكذلك الهيدروجين، والكربون، والأوكسجين، والنتروجين (الآزوت)، والسيليكون، والحديد، وهي المواد التي تشكل الجزء الأكبر من جسمنا، فضلا عن الماء الذي نشربه، والهواء الذي نتنفسه، والأرض التي نمشي علينا، كلّها توجد على قائمة العناصر العشرة الأكثر وفرة في الكون.
وإن كانت هذه المكونات قد نجحت في الإلتحام لخلق الكائن البشري، فلم لا تكون عملية الخلق هاته قد تمّت في أماكن أخرى، في إحدى مئات مليارات الكواكب التي تسبح في مجرّتنا، والتي هي ليست سوى واحدة ضمن مليارات المجرّات في الكون؟
حياة الحضارات وموتها
ومع ذلك، فإن أندري مايدر يرفض نعته بـ "المتشائم". فبالنسبة له، هنالك ببساطة حظوظ أوفر للعثور بالأحرى على بكتيريا، وليس على حضارة، لأن تطوّر أيّ حضارة يتطلب الوقت والإستقرار. وهذه من الميزات التي ينعم بها كوكبنا الأرضي. وتواجد كوكب عملاق مثل المشتري في النظام الشمسي يحمي الأرض من ارتطام الكويكبات. وبدون الكوكب العملاق الذي يلتقط تلك "الحجارة"، لربما تلقّى عالمنا في كلّ قرن كويكبا مبيدا (مثل ذلك الذي أهلك الديناصورات).
هناك أيضا مسألة المسافات: مدُّ البصر بعيدا في الفضاء يعني النظر إلى الماضي البعيد. وبالتالي فإن نجما واقعا على بعد 2000 سنة ضوئية يظهر لنا كما كان خلال فترة حياة المسيح. وإذا كانت تُـوجد حضارة في إحدى كواكب الفضاء، فهل نحن وصلنا مبكرين جدا أو متأخرين جدا للكشف عنها؟
أندري مايدر يوضح قائلا: "لا أحد يعلم كم من الوقت يمكن أن تستمر حضارة تكنولوجية مثل حضارتنا. والسؤال يؤدي أيضا إلى تفكير بيئي. فمن الواضح تماما أن النمو الذي يرغب فيه الجميع غير مُمكن لأجل غير مسمى، إلا إذا نجحنا في إعادة تدويرٍ شبه كامل للموارد. فلا يمكن الحفاظ على النمو على مدى 100000 عام، ولا حتى على عشر نقطة مائوية، لأننا سنستنفد كل شيء".
أما بيدا هوفمان فيبدو أكثر راديكالية إذ يتساءل بصراحة إن كانت الحياة الذكية تتويجا حقّـا للتطور. ويتابع قائلا: "رُبما بعد فترة من الوقت، ستختفي (الحياة الذكية)، فهذا سيتوقف على ما إذا كان الذكاء "قصة نجاح". والتطورُ هو الذي سيجيب عن السؤال. أخيرا، يعتقد عالم الجيولوجيا أنه بعد مليون عام، ستخلو الأرض من البشر، ولكن ليس من الحياة.