اتصل بنا
 

إهانات إسرائيلية في الأقصى

نيسان ـ نشر في 2022-04-17 الساعة 08:14

نيسان ـ هذه الإهانات التي توجهها اسرائيل عبر المشاهد التي عشناها في القدس، منذ فجر الجمعة، وطوال يوم الجمعة، مشاهد ليست الاولى من نوعها، فهي تتكرر كل مرة، بشكل مأساوي.
من صعود جنود الاحتلال فوق المسجد القبلي في الحرم القدسي، مرورا بحبس النساء في مسجد قبة الصخرة، والدخول الى المسجد القبلي، وقذف المصلين بالأعيرة النارية، والقنابل الدخانية، واستباحة حرمة المسجد، وأسر وجرح المئات، وتكسير نوافذ المسجد، وغير ذلك، وهي مشاهد لم تكن الاولى لي كل الاحوال، بل تحدث عند كل مواجهة دون ان تأبه اسرائيل لردود الفعل.
هذه الاهانات تعبر عن جوهر الاحتلال، الذي يدرك اصلا حساسية موضوع المسجد الاقصى، لكنه يحاول تدريجيا تطويع واخضاع المقدسيين، عبر كل هذه الممارسات المتواصلة على مدى عقود، وهي ممارسات لم توقفها اسرائيل برغم كل ما يسمى الاتصالات السياسية وبيانات الشجب والاستنكار التي لا تقف اسرائيل عندها، اتكاء على ان سياساتها لا تخضع لغيرها.
لقد اثبت الاحتلال طوال تاريخه، انه يستهدف المسجد الاقصى، حصرا، ومعه جماعات المتشددين الذين ترعاهم الحكومة الاسرائيلية، ولهم وجود عبر نوابهم في الكنيست الاسرائيلي، بما يمنحهم قوة اضافية، ولا يمكن ان يصدق احد ان اسرائيل قادرة داخليا على كبح جماح هذه الجماعات، فهي ايضا شريكة مع الحكومة الاسرائيلية في تنفيذ هذه السياسات عبر تهديد المسجد الاقصى، بشكل متواصل، ومحاولة اخضاع المقدسيين والفلسطينيين في القدس.
التصريحات الرسمية الاسرئيلية تتحدث عن حق العبادة في الحرم القدسي، وهي تصريحات تظهر في شكلها العام، وكأنها تضمن حق العبادة للمسلمين، لكنها ضمنيا تعني حق اليهود ايضا في اقتحام المسجد الاقصى، والصلاة فيه، واداء العبادات، بما يعني لاحقا التوطئة لتقاسم الحرم القدسي، زمنيا، وهو مخطط جار حاليا، اضافة الى التقاسم الجغرافي، وهو المخطط الاخطر.
هذا يعني ان ادارة ملف الاقصى يجب ان تخضع لتغيير كبير امام هذه المهددات، خصوصا، مع زيادة التهديدات للمسجد الاقصى، وبرغم ان الرهان الاول هو على المقدسيين والفلسطينيين الذي يحمون المسجد الاقصى، بكل هذا التواجد والتحشيد، الا ان الخطر يبقى قائما، خصوصا، مع احتمالات قيام المتطرفين بتنفيذ عمليات على طريقة حرق منبر صلاح الدين الايوبي نهاية الستينات، ولن يكون غريبا الاقدام على عمل من هذا الطراز، بشكل او آخر، خلال الفترة المقبلة، بما يعنيه ذلك من تغيرات على وضعية الحرم القدسي، وكل المسجد الاقصى.
لم تنته المواجهات يوم الجمعة، اذ ان الاقتحامات اصلا تتواصل طوال العام، واعداد المقتحمين تبلغ عشرات الآلاف سنويا، وفقا لاحصاءات العام الماضي، والذي سبقه، وما زلنا في فترة عيد الفصح اليهودي، الممتدة حتى الثاني والعشرين من الشهر الحالي، وهذا يعني ان الخطر ما يزال قائما وبقوة، ولا يمكن اعتبار ما حدث في المسجد الاقصى، مجرد مواجهة عادية، لن تتكرر خلال الايام والشهور القليلة المقبلة، في ظل ضعف وغياب عربي واسلامي، وعدم اهتمام دولي بكل ما يحدث داخل المسجد الاقصى، وما تتتعرض له مدينة القدس من تحديات واخطار كبيرة جدا.
الاهانات الاسرائيلية لم توجه للمقدسيين وحسب، بل وجهت لأكثر من مليار ونصف مليار عربي ومسلم، يعتبر الاقصى امانة في اعناقهم.
علينا ان ننتظر ما سيحدث في بحر الفترة المقبلة.
الغد

نيسان ـ نشر في 2022-04-17 الساعة 08:14


رأي: ماهر أبو طير

الكلمات الأكثر بحثاً