يا صاحب الحذاء الأسود: مدّه فوق رؤوس لا ترفع إلا عند الحلاقين

نيسان ـ إبراهيم قبيلات...هل سمعتم بالكرامة والرجولة والهيبة؟ هي هنا، في فلسطين وتضع ساقا على ساق.
سيدي يا صاحب الهيبة، مدّ رجليك، أو ضعهما كيف شئت فأنت السيد اليوم.
ضع رجلا على رجل أفعل ما شئت وحق لك ذلك أنت دون سواك.
لحذائك الأسود حضور طغى على جباه من خذلوك.
لكن لا تلتفت لكل ذلك، واصل كبرياءك وشموخك، فمن قال إنك تنتظر منهم شيئا.
يا صاحب الحذاء الأسود مدّه فوق رؤوس من لا شرف لهم، مده فوق رؤوس لا ترتفع إلا عند الحلاقين، ومد عليه من الكرامة ذلا لهم.
يا صاحب الهيبة قد آن لك اليوم ان تجلس مطمئنا فإن خلفك رجالا يدمون العدو.
رجال يطاردونه يقصفونه يطعنونه، يضعون أنفه في التراب وأنف المطبعين وسلطة التنسيق الأمني.
كن بالطريقة التي تريد.. اجلس في المقعد الذي تريد فإن جلستك هذه أشرف من قصور المتخاذلين ممن يمدون العدو بكل ما يسمح له بالبقاء أطول،
وما دروا ان فتيانك قرروا ان العدو قد طال في البيت وان عليه الرحيل.
يا صاحب الكوفية البيضاء والقلب الأبيض.. أنت تعلم أن شبابك أمامك يرقّصون العدو إرباكا، ينهكونه تخويفا، يطحنون أحلامه في البقاء هنا، وهنا لا بقاء الا لك.
لم لا تجلس اذن بكل هذا الوقار البهي وسط عربان سحلوا كرامتهم في الطين ثم عجنوها من ماء مهين، ثم خبزوا عليها رغيف من الذل.
يا سيدي يا صاحب الظل الأبيض والقلب الأبيض والثوب الأبيض والكوفية البيضاء انت تعلم أن التحرير مجرد مسألة وقت. والوقت حان، حان الآن كما لم يحن من قبل.. حان ونراه قريبا اقرب مما يظن السفلة والمأجورون.