اتصل بنا
 

فرنسا بين رياح موسكو وشتاء واشنطن

نائب أردني

نيسان ـ نشر في 2022-04-22 الساعة 11:36

نيسان ـ مع ان استطلاعات الراي مازالت تشير الى تقدم نسبي للرئيس ماكرون على حساب المرشحة القومية مارين لوبان الا ان سفن الظرف الموضوعي اخذت تمشي رياحها على عكس ما تشتهي.
سفن ماكرون لا سيما بعد المناظرة الأخيرة بين الطرفين فالظرف الموضوعي في المحتوي الأوربي اخذ يتشكل بعيدا عن تلك السياسية التي يؤمن به ماكرون تجاه الاتحاد الأوروبي وعلاقته.
مع الولايات المتحدة تنامي المقاومة السياسية لحالة التمدد التي تنتهجها الولايات المتحدة فى السيطرة على الاتحاد من باب الناتو وهذا ما سيجعل من فرص مارين لوبان في المحيط الموضوعي تشكل نقطه تحول الى احسن استغلالها من قبل الفريق القومي فان فرنسا ستكون على موعد مع التغيير .
مارين لوبان التي تحلم بدور قطبي لفرنسا بالتعاون مع المتغير القادم من المانيا بعد الناجح الذى حققه شولتز فى الانتخابات الألمانية الأخيرة وهو الذى يمتلك ذات التوجه وذات العناوين في اعاده تشكيل العرق الأبيض الكاثوليكي لذاته من خلال اعادة التاريخ لترسيم نفسه عبر عودة الفرنجه (المانيا وفرنسا ) لبناء حالة قطبية في القارة الأوربية بعد الانفصال البريطاني عن اطارها العام والذهاب باتجاه تكوين مربع انجلوسكسوني جديد مع الولايات المتحدة وكندا واستراليا ونيوزلاندا وهذا ما سيقطع الطريق غلى القيصرية الأرثوذوكسية بفرض ايقاعها واخذ مركزها في المكانة القطبية وهو ما يتوقع ان يؤدي في حالة حدوثه لدخول اوروبا بحاله صدام في العالم الأصفر في الصين وإعادة تغلغلها في اسيا الوسطى كما ان ذلك سيؤذن بولادة مرحله جديده ستنهى الحرب في اوكرانيا بايجاد حاله تضاد جديده محورها اوروبا والصين .
سيناريو انتخاب مارين لوبان سيقود الى خلط الأوراق في اوروبا كما سيشكل انعكاس كبير على المشهد العالمي لاسيما وان مارين لوبان تقف على الحياد الرمادي باتجاه روسيا في المعركة في أوكرانيا وتشاركها بذلك باطنيا المانيا الاتحادية التي هي أيضا بدات تنتشي عسكريا بعد سبات عميق جعلتها تقبع فيه نتائج الحرب العالمية الثانية وهذا ما يجعل من الحواضن المحيطة للانتخابات الفرنسية الألمانية والروسية تمشي رياحها كما تشتهى سفينه مارين لوبان وهو ما يشكل مركز داعم للوصول بلوبان الى قصر الليزيه كما تقول التقديرات .
الاحد القادم الذى يتوقع ان يحمل مفاجأة على الرغم من التقديرات الذاتية فان هنالك مناخات بدات تظهر بتبدل المناخ العام العرقي لصالخ التيار القومي المناهض للرئيس ايمانيول ماكرون وهذا ما ينسجم مع الظرف الموضوعي السائد الذى ما يترنح في المقاطعات لكن باريس مازالت تمسك بزمان الامور وهى تشكل واصحاب الراى فيها محور الانتخابات وعنوانها فان وصلت رياح التغيير الناشئة الى العمق الباريسي فان يوم الاحد القادم سيشكل نقطه تحول كبيرة في المشهد العام يؤذن بولادة حاله أوروبية جديدة بزعامة الفرنجه من جديد .
صحيح ان اجواء الانتخابات الفرنسية ليست كما كان عليه الحال قبل خمس سنوات فماكيرون لم يعد شخصيه التغيير التي يفضلها الشباب كما ان حجم المعارضة للوبان اقل بكثير مما كان عليها الحال في السابق على الرغم على رغم من سياساتها الجدلية المناوئة للمواطنة وبكل شعائرها وهذا ما جعل من كلا مرشحين عليهم اعتراضات كييرة في الشارع الفرنسي وسيكون المقترع امام فرص تصويتية بين الأسواء والاقل سوء في ظل الخيارات المطروحة كما يصف ذلك بعض المحللين .
واما الخيارات السياسية باتت بين كتلتين كتله تقدميه بزعامة ماكرون وكتله اخرى شعبيه بزعامة لوبان في ظل درجه الاستقطاب التي أدت لتشتت قوام الاحزاب وهذا ما ادى لتكوين معاضله ميزان الغلبة فيها متجهه لصالح ماكرون في ظل اعلان ميلانشو صاحب الحظوة في الكتلة الشبابية دعمه لماكيرون واعلان اليسار على لسان هيدالغو دعم ماكيرون والحزب الجمهوري بزعامة فاليرى بيكرس تصويتها لصالح ماكيرون بينما ذهب ايريك زيمور مرشح استعاده فرنسا للتصويت لصالح لوبان وهى المعادلة الذاتية التي ينتظر ان تعيد ماكيرون للاليزيه ما لم تحدث مفاجئة عبر كتلة الامتناع عن التصويت او تدخل رياح اخرى تعيد خلط الاوراق الجيوسياسية وتقدم نموذج الفرنجه للوبان على نموذج ماكرون للاتحاد الاوروبي وحتى يوم الانتخاب ستبقى صوت الناخب يعيش حالة تجاذب موضوعيه بين رياح موسكو وشتاء واشنطن.

نيسان ـ نشر في 2022-04-22 الساعة 11:36


رأي: حازم قشوع نائب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً