اتصل بنا
 

أوكسفام: المساعدات الدولية للسوريين غير كافية

نيسان ـ نشر في 2015-10-07 الساعة 11:41

x
نيسان ـ

اعلنت منظمة أوكسفام في تقرير جديد ان الجهود الدولية التي تبذل لتقديم المساعدة للسوريين سواء داخل سوريا ام خارجها "غير كافية على الاطلاق".

وركز التقرير الجديد للمنظمة ومقرها المملكة المتحدة بعنوان "التضامن مع السوريين" على المساعدات الانسانية وعلى نوع الاستقبال الذي خصصته اكثر من 28 دولة للاجئين، معتبرا ان "حفنة" فقط من الدول ردت بشكل كاف على الاحتياجات الضخمة.

وجاء في التقرير ان الاستجابة الدولية للسوريين سواء داخل سوريا أم خارجها غير كافية على الإطلاق.

أثبت المجتمع الدولي قصورًا كبيرًا في مساعدة السوريين داخل بلادهم وخارجها على حد سواء. قرار الإدانة هذا جاء في صيغة تقرير جديد لأوكسفام، نشر اليوم، بعنوان التضامن مع السوريين، قدمت فيه المنظمة تحليلا عن "حصص المساهمة العادلة" للدول الغنية والقوية في مجال تمويل المساعدات، وتوفير فرص إعادة التوطين للاجئين، وأهمية الدفع بالجهود الرامية لإنهاء إراقة الدماء.

وقد تزامن التقرير مع قرار أوكسفام في تدشين برنامج إنساني جديد في صربيا، بقيمة حوالي مليون يورو، لمساعدة بعضٍ من آلاف الآشخاص الذين يبحثون عن ملاذ آمن، ومنهم الكثير من السوريين، والذين سرعان ما سيواجهون شتاء البلقان وليس بامتلاكهم سوى موارد ضئيلة للتأقلم مع الطقس القاسي. وتعمل أوكسفام، في هذا الإطار، في أكبر 9 دول لنزوح اللاجئين حول العالم، فضلاً عن بلدان أخرى مجاورة لسوريا مثل لبنان والأردن.

التضامن مع السوريين

وتقول أوكسفام إن جهود المجتمع الدولي لوقف العنف وحل الأزمة تبدو سطحية وغير مخلصة، خاصةً مع زيادة حدة الحرب في الوقت الراهن. هذا فضلاً عن أن مستوى تدفق المساعدات مزر وغير كاف لتوفير فرص للسوريين للعيش بكرامة وأمان. كما أن الكثير من الدول لم تقدم من تعهداتها بتوفير ملاذ آمن لمن استطاعوا الفرار سوى الكلمات الجوفاء. فلم تتم إعادة توطين سوى لـ 17,000 سوري فقط في دولة ثالثة، نتيجة غياب الإرادة السياسية لاحترام التعهدات التي قدمت بالفعل.

بعض البلدان أفضل في أدائها من البعض الآخر، ولكن يصعب العثور على أبطال حقيقيين بخلاف دول الجوار والاستثنائين الجديرين بالإشادة: ألمانيا والنرويج. وقد أظهر التقرير أنه في حين

كان أداء بعض الدول المانحة جيدًا نسبيًا في بعض المجالات، فشل الكثير منها بشدة في كل المجالات.

وعن تلك الأوضاع، صرحت ويني بيانييما، المديرة التنفيذية لأوكسفام، بقولها: "للاجئين من سوريا ومن الدول الأخرى الحق في التحرر من العنف، والحصول على مساعدات للوفاء باحتياجاتهم الأساسية والعيش بكرامة، واستقبالهم في ملاذ آمن. وقد خُذلوا في المجالات الثلاث. ولن تنتهي معاناة السوريين إلا بالتحرك في هذه القضايا."

لا يمنع المجتمع الدولي تصاعد العنف ولا يبذل ما يكفي من الجهود لضمان حماية المدنيين في سوريا. ولا تستطيع سوى حفنة من الدول أن تقول إنها تقدم حصتها العادلة من المساعدات وإعادة التوطين للسوريين:

فقد سجلت روسيا (1% مساعدات، ولا إعادة توطين على الإطلاق)، وفرنسا (22% مساعدات، و5% إعادة توطين) نتائج هزيلة في الميدانين.

رغم أن المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والكويت قد قدمت تمويلاً هائلاً (نسبة ما قدمته من حصتها العادلة في المساعدات هي 229%، و72%، و538% على التوالي)، فقد كانت

أقل سخاء بكثير في جهودها للترحيب بالفئات الأكثر ضعفًا من اللاجئين (النسب لحصصها العادلة كانت 26% و8%، ، بينما لم تقم الكويت بإعادة توطين أي لاجئ) .

بينما قادت ألمانيا والنرويج الجهود حيث اتسمتا بالسخاء في المساعدات (نسبة المساهمة في حصتيهما العادلتين هي 75% و186% ) وفي إعادة التوطين (نسبة المساهمة في حصتيهما العادلتين هي 112% و293% ).

في المقابل، يقدر ما أنفقته الأردن، وهي دولة مضيفة، بنحو 870 مليون دولار سنويًا على أزمة اللاجئين السوريين وهو ما يمثل 5,622% من حصتها العادلة.

بالإضافة إلى استمرار استخدام البراميل المتفجرة والمذابح والضربات الجوية وقذائف الهاون داخل سوريا، تتراجع المساعدات إلى حد كبير وتزداد ظروف الحياة في دول الجوار قسوة؛ كما تزداد أزمة النزوح السوري انتشارًا وتفاقماً. وهو ما دفع أوكسفام للقول إن مواطن الفشل هذه – مع استمرار إراقة الدماء والخوف – ما لم تتم معالجتها فستزيد من شدة أزمة اللاجئين السوريين وسترسخها على امتداد جيل كامل.

ويقول آندي بيكر، رئيس استجابة أوكسفام للأزمة السورية: "تقديم المساعدات يترنح بسبب نقص التمويل أو بالأصح بسبب الافتقار للإرادة السياسية لجعل التمويل متاحاّ. فالدول الغنية تجاهلت مرارًا وتكرارًا أجراس الإنذار. وأصبحت الفئات الأكثر ضعفًا من اللاجئين، والذين يمثلون 10% من إجمالي اللاجئين السوريين المسجلين، في حاجة عاجلة وماسة لأماكن إعادة توطين.

"يزداد العنف في سوريا حدةّ ويغذيه انقسام المجتمع الدولي ونقل الأسلحة والذخيرة للأطراف المتحاربة. في مواجهة هذا الوضع المروع لا يجد الكثير من السوريين أمامهم إلا القفز في الماء، حرفيُا، للبحث عن مستقبل أفضل."

برنامج صربيا الجديد من أوكسفام

.سوف تقوم أوكسفام بتوزيع مواد لمساعدة من وصلوا إلى صربيا للتأقلم مع الشتاء القادم. وسوف تركز على مناطق سيد، بالقرب من الحدود مع كرواتيا، وديميتروفجارد بالقرب من الحدود مع بلغاريا، وبريشيفو/مبراتوفاك بالقرب من الحدود مع مقدونيا، ستوفر أوكسفام دورات المياه العامة ونقاط المياه، وتسعى لجمع مليون يورو لهذا البرنامج.

وحول الأوضاع في صربيا، يقول ريكاردو سانسون، منسق أوكسفام الإنساني في صربيا : "يصل الناس إلى هنا منهكين، جائعين، عطشى، وكثيرًا ما يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. يصلون مصابين بالصدمة، وكثيرًا ما يكونون قد تعرضوا لانتهاكات من المهربين، وشبكات تهريب البشر. مرافق المياه والصرف الصحي غير كافية على امتداد طرق الهجرة لأن صربيا لم تكن تتوقع مثل هذه الأعداد."

وقد أشاد سانسون بالجهود التي بذلتها الحكومة الصربية للاستعداد لقدوم اللاجئين، وقال إنه يجب تعزيزها ودعمها، كما طالبت صربيا كذلك بمساعدة دولية. وقد بدأ اللاجئون يواجهون بالفعل احتمالات قدوم شتاء قارس البرودة. وعن ذلك قال سانسون: "الأسر التي لديها أطفال صغار ينامون في الهواء الطلق في الحدائق وفي محطات الحافلات والقطارات، وفي الأحراش عند نقاط العبور. وهم معرضون بشدة لمخاطر السرقة والعنف الجنسي وغيرها من أنواع الانتهاكات."

نيسان ـ نشر في 2015-10-07 الساعة 11:41

الكلمات الأكثر بحثاً