اتصل بنا
 

' جرش'..منظومتنا الأخلاقية في خطر

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2022-05-09 الساعة 10:41

نيسان ـ تابعنا سيل الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الاعتداء على آثار جرش، وراح بعضنا يستل سيفه رفضًا للتشوه البصري الذي افتعله مجنون عشيقته ولطّخَ رواسي جرش الاثرية بعبارات تعكس ثقافته، متناسيًا آثار فعلته الشنعاء تلك؛ ليثبت لنفسه بإنه مجنون ليلى القادر على فعل كل شيء، ويعزز النقص المستقر في أعماقه .
ما نراه يوميًا ونسمعه ونعيشه من تشوهات بصرية وأخلاقية ليست فقط كتلك التي ارتكبها مجنون ليلى الاردني ، ولكن نجد يوميا ازمة اخلاق في شتى مناحي حياتنا اليومية ، فهناك ازمة اخلاق في الطرقات وازمة اخرى في قيادة السيارات ، وحتى في افراحنا ومناسباتنا ، في بيئة العمل ، في المدن وفي القرى ، في المدارس والجامعات.
ذلك مؤشر خطير على الانحلال الخلقي الذي يعيشه المجتمع بحيث ان المنظومة الاخلاقية في مجتمعنا الاردني اصبحت في ادنى مستوياتها ، وتغلغل الانحلال الاخلاقي بشكل واضح وملموس، واصبح يهدد اللبنة الاساسية في تكوين المجتمع وهي الاسرة .
نحن اليوم، أمام مشكلة نتحمل مسؤوليتها جميعًا ابتداءا من الاسرة الى المدرسة والجامعة والاعلام والقوانين الرادعة ، حيث باتت هذه الازمة الاخلاقية ظاهرة خطيرة تؤثر سلبًا على التعاملات اليومية وعلى المزاج العام والامن المجتمعي بكافة اشكاله .
من هنا، فإن غياب دور الاسرة في الاهتمام بالقيم الحقيقية والاخلاقية وترك المساحة الكافية للقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي لتربية وتنشئة الجيل أسهم بحرف بوصلة الوعي الجمعي عن مسارها، وعلينا واجب تصويب الاختلالات وإعادة تشكيل الوعي بعد أن نعيد للأسرة مكانتها في مجتمع تتقاذفه ريح التكنولوجيا، وززابع الكبت والقهر.
إن بقاء الحال على ما هو عليه يعني أننا سنكون بمواجهة مجتمع متفكك، وجريمة منظمة، وحالة من التطرف والكراهية والعنصرية غير مسبوقة، ولا خيار أمامنا إلا في تشاركية الجميع ومسؤوليتهم في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في إطار من القانون وسيادته.

نيسان ـ نشر في 2022-05-09 الساعة 10:41


رأي: د. علي الطفيحات أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً