اتصل بنا
 

الاردن بين الحل السياسي والسوخوي الروسي في سوريا

نيسان ـ نشر في 2015-10-07 الساعة 21:15

نيسان ـ

التصريحات التي قدمها " بشار الاسد " قبل ثلاثة اعوام من الان، التي تنص على ان المنطقة كلها ستعاني من قلق وعبث الجماعات المسلحة وان الوضع القائم في سوريا سيرتد على باقي دول الاقليم ويهدد من توازناته وجغرافيته، لا يمكن ان تكون عبثية او ان تمر مرور الكرام، لا سيما في ظل الارهاصات ومجمل التداعيات التي طفت على السطح الدولي والاقليمي مؤخرا.

آخر هذه التداعيات واهمها هو الحديث الذي تسرب منذ يومين عن هروب جماعي للمليشيات المسلحة الى الأردن، جراء قصف طائرات الميغ 29 والسوخوي الروسية السورية.

الحكومة الاردنية لم تعلق على هذا الخبر ولم تصدر خطابا ينفي أو يثبت صحة هذه التسريبات. لكن يمكن القول ان الأردن تحديدا كان يعرف جيدا أن التدخل الروسي لملء الفراغ الجغرافي الذي تركته أمريكا، والتي لم تكن لا هي ولا التحالف الاقليمي جادين في حربهم على الإرهاب. فراغ كان سيغير حتما موازين القوى ومن التوزيع الجغرافي والحيوسياسي للمنطقة.

لذلك أخذ الاردن خطوة استباقية قبل التدخل الروسي في سياق حفظ توازنها في المعادلة السورية وما تنتجه فأوقفت غرفة العمليات المشتركة لدعم المعارضة السورية وبعثت برقية من احد كبار قيادات الجيش للجش السوري تهنئة في عيد الاضحى، واغلقت الحدود امام عمليات الدخول والخروج لتمرير الدعم في محاولة لادارة التناقضات من جديد وضمان للجبهة الاردنية الداخلية من خطر الجماعات المسلحة.

يأتي ذلك تتمة لتصريحات رئيس الوزراء عبدالله النسور حول درعا ووصفه إياها بأنها خاصرة الاردن الشمالية الرخوة، وحديثه صراحة ان الاردن غير مستعد للدخول في درعا رغم مطالبات النظام السوري بعد استسهاد معاذ كساسبة للمملكة بتفاهمات نهائية حول دورها في محاربة الإرهاب، فكانت طائرات الاردن تحلق فوق الرقة وريف دمشق، ولم تحلق فوق درعا لانها تعرف ان اي حسم عسكري في درعا سيهدد الشمال الأردني.

فإذا انتصرت المليشيات في درعا ستكون بوابة للدخول للاردن واذا انهزمت المليشيا المسلحة ستهرب الى الأردن.

والمعروف ان عدد الاردنيين المنتسبين للعصابات المسلحة داعش وغيرها يفوق الالفي منتسب. إذا في موقعة المنتصف حاليا. يتماهى اولا مع الموقف الدولي في ضرورة ان يكون الحل في سوريا سياسيا ويستند على صيغة توافقية تمهد لخارطة طريق يتشارك في صناعتها كل اطياف مخرجات العمل السياسي في سوريا بما فيهم النظام السوري وعلى راسهم بشار الاسد - وهو موقف الاردن منذ اندلاع الازمة -.

ثانيا يتماهى نسبيا مع تداعيات التدخل الروسي في سوريا وانتظار ما ستفرزه من تغيير للواقع الجيوسياسي وفرز للجغرافيا من جديد، والتأكد من سلامة الحدود الاردنية ضد خطر العصابات التكفيرية التي تجد لها حواضن جماهيرية وايدولوجية كبيرة في الاردن .

اخيرا،

من الضروري جدا ان تشمل الحرب على الارهاب بالنسبة للاردن حربا في الاطار الايدولوجي والوقائي ايضا يبدأ من الاسرة والمدرسة والمسجد والجامعة ومؤسسات المجتمع المدني، للحفاظ على الدولة الوطنية الاردنية وعدم انجرارها الى معتركات تشابه معتركات سوريا وليبيا .

نيسان ـ نشر في 2015-10-07 الساعة 21:15

الكلمات الأكثر بحثاً