شيرين..في الطريق إلى هناك
نيسان ـ نشر في 2022-05-11 الساعة 16:31
x
نيسان ـ علي سعادة
"هاي قاعدين الهم" جملتها تلك وصورتها وهي تجلس على مقعد عند حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة تحولت إلى أيقونة في الصمود وبأن " مبدأ الحيادية" مستحيل في الملف الفلسطيني، بحسب قولها.
ارتبط حضورها على شاشة التلفزيون بذاكرة جيل كامل حفظ تفاصيل وجهها وضحكتها وألمها وصورتها وصوتها وهي ترتدي الخوذة والسترة الواقية من الرصاص.
لم تكن رصاصة أطلقها قاتل جبان على رأسها، ولم تكن شيرين أبو عاقلة مراسلة صحفية تنقل بالكلام والصوت والصورة المعاناة الفلسطينية المفتوحة منذ 74 عاما، كانت سيدة من نور ونار تضيء فضاء فلسطين بهالة من النور تفوق حجم دولتهم التي قد لا تحتفل في الذكرى 80 لتأسيسها، بحسب رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك.
شيرين أبو عاقلة المولودة في القدس عام 1971، تعود أصول عائلتها لمدينة بيت لحم، درست في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس، وبعد إنهاء دراستها الثانوية التحقت بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن لدراسة الهندسة المعمارية، قبل أن تنتقل لدراسة الصحافة في جامعة اليرموك التي تخرجت منها حاملة شهادة البكالوريوس عام 1991.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة " الأونروا"، وإذاعة "صوت فلسطين"، وقناة "عمان الفضائية"، ومؤسسة "مفتاح"، وإذاعة "مونت كارلو" ثم بعد افتتاح قناة الجزيرة التحقت بها في عام 1997 حتى استشهادها.
كما عادت أخيرا إلى مقاعد الدراسة في جامعة بيرزيت الفلسطينية لتحصل على دبلوم في الصحافة الرقمية.
وكما حاول الاحتلال في حادثة استشهاد الطفل محمد الدرة في الانتفاضة الفلسطينية الثانية أن يدعي أن الرصاصة التي قتلت الدرة لم تكن إسرائيلية وبأنه وقع ضحية أطلاق رصاص عشوائي، وبأنها فتحت تحقيقا، أغلق منذ اليوم الأول.
تدعي الآن من جديد أن "الصحفية قتلت بنيران الإرهابيين" بحسب رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت، مضيفا " أنا أدعم جنودنا وسنواصل حربنا على الإرهاب" حسب زعمه.
ثم قفز إلى المشهد كالمعتاد، بشكله المستفز ما يسمى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بدعاء أن "التقديرات الأولية تشير أن مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قتلت نتيجة نيران مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين أثناء تغطيتها الإخبارية". حسب زعمه المتواصل في جميع عمليات القتل التي يمارسها جيش الاحتلال.
جريمة اغتيال شيرين المخطط لها منذ سنوات، لم تكن الأولى التي يرتكبها الاحتلال إذ تشير الإحصائيات إلى أنه ومنذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، استشهد 55 صحفيا فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطية جرائم وانتهاكات الاحتلال، ومنذ عام 2013 رصد ما لا يقل عن 7 آلاف جريمة واعتداء من الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطينيين أثناء أداء واجبهم الإعلامي والمهني.
شيرين ليست صحافية عادية يمر استشهادها لأيام ثم يمضي، فهي شاهد على القضية الفلسطينية طيلة 25 عاما هي سنوات عملها في الجزيرة، مراسلة لتغطية جميع المفاصل والأحداث التي شهدتها فلسطين منذ الانتفاضة الثانية وما قبلها بقليل.
شيرين تغلبت على خوفها واختارت مهنة محفوفة بالمخاطر في وسط معادي لها تماما، عملت في وسط من الكراهية من قبل شرطة وجنود الاحتلال ومستوطنيه الذين يقطرون كراهية لكل ما هو عربي وفلسطيني.
كان أخر ما قالته "سأوافيكم بتفاصيل الخبر بعد قليل"، فكانت هي الخبر والمبتدأ والمنتهى.
وبدت عبارتها "في طريقنا إلى هناك" كأنها بشارة بالشهادة، فهي مشت في طريقها عبر ممر سلكه نحو 100 ألف فلسطيني ارتقوا في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ وصول أول مهاجر صهيوني.
شيرين أكلمت الطريق ووصلت إلى هناك بكل نقاء وشجاعة تحفها غابة من ياسمين القدس، يرافقها في طريقها عصفور الشمس (تمير) الفلسطيني الذي حين تضرب الشمس ريشه يتحول إلى قوس قزح.
"هاي قاعدين الهم" جملتها تلك وصورتها وهي تجلس على مقعد عند حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة تحولت إلى أيقونة في الصمود وبأن " مبدأ الحيادية" مستحيل في الملف الفلسطيني، بحسب قولها.
ارتبط حضورها على شاشة التلفزيون بذاكرة جيل كامل حفظ تفاصيل وجهها وضحكتها وألمها وصورتها وصوتها وهي ترتدي الخوذة والسترة الواقية من الرصاص.
لم تكن رصاصة أطلقها قاتل جبان على رأسها، ولم تكن شيرين أبو عاقلة مراسلة صحفية تنقل بالكلام والصوت والصورة المعاناة الفلسطينية المفتوحة منذ 74 عاما، كانت سيدة من نور ونار تضيء فضاء فلسطين بهالة من النور تفوق حجم دولتهم التي قد لا تحتفل في الذكرى 80 لتأسيسها، بحسب رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك.
شيرين أبو عاقلة المولودة في القدس عام 1971، تعود أصول عائلتها لمدينة بيت لحم، درست في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس، وبعد إنهاء دراستها الثانوية التحقت بجامعة العلوم والتكنولوجيا بالأردن لدراسة الهندسة المعمارية، قبل أن تنتقل لدراسة الصحافة في جامعة اليرموك التي تخرجت منها حاملة شهادة البكالوريوس عام 1991.
عادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل وكالة " الأونروا"، وإذاعة "صوت فلسطين"، وقناة "عمان الفضائية"، ومؤسسة "مفتاح"، وإذاعة "مونت كارلو" ثم بعد افتتاح قناة الجزيرة التحقت بها في عام 1997 حتى استشهادها.
كما عادت أخيرا إلى مقاعد الدراسة في جامعة بيرزيت الفلسطينية لتحصل على دبلوم في الصحافة الرقمية.
وكما حاول الاحتلال في حادثة استشهاد الطفل محمد الدرة في الانتفاضة الفلسطينية الثانية أن يدعي أن الرصاصة التي قتلت الدرة لم تكن إسرائيلية وبأنه وقع ضحية أطلاق رصاص عشوائي، وبأنها فتحت تحقيقا، أغلق منذ اليوم الأول.
تدعي الآن من جديد أن "الصحفية قتلت بنيران الإرهابيين" بحسب رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت، مضيفا " أنا أدعم جنودنا وسنواصل حربنا على الإرهاب" حسب زعمه.
ثم قفز إلى المشهد كالمعتاد، بشكله المستفز ما يسمى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بدعاء أن "التقديرات الأولية تشير أن مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قتلت نتيجة نيران مسلحين فلسطينيين في مخيم جنين أثناء تغطيتها الإخبارية". حسب زعمه المتواصل في جميع عمليات القتل التي يمارسها جيش الاحتلال.
جريمة اغتيال شيرين المخطط لها منذ سنوات، لم تكن الأولى التي يرتكبها الاحتلال إذ تشير الإحصائيات إلى أنه ومنذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، استشهد 55 صحفيا فلسطينيا بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطية جرائم وانتهاكات الاحتلال، ومنذ عام 2013 رصد ما لا يقل عن 7 آلاف جريمة واعتداء من الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين الفلسطينيين أثناء أداء واجبهم الإعلامي والمهني.
شيرين ليست صحافية عادية يمر استشهادها لأيام ثم يمضي، فهي شاهد على القضية الفلسطينية طيلة 25 عاما هي سنوات عملها في الجزيرة، مراسلة لتغطية جميع المفاصل والأحداث التي شهدتها فلسطين منذ الانتفاضة الثانية وما قبلها بقليل.
شيرين تغلبت على خوفها واختارت مهنة محفوفة بالمخاطر في وسط معادي لها تماما، عملت في وسط من الكراهية من قبل شرطة وجنود الاحتلال ومستوطنيه الذين يقطرون كراهية لكل ما هو عربي وفلسطيني.
كان أخر ما قالته "سأوافيكم بتفاصيل الخبر بعد قليل"، فكانت هي الخبر والمبتدأ والمنتهى.
وبدت عبارتها "في طريقنا إلى هناك" كأنها بشارة بالشهادة، فهي مشت في طريقها عبر ممر سلكه نحو 100 ألف فلسطيني ارتقوا في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ وصول أول مهاجر صهيوني.
شيرين أكلمت الطريق ووصلت إلى هناك بكل نقاء وشجاعة تحفها غابة من ياسمين القدس، يرافقها في طريقها عصفور الشمس (تمير) الفلسطيني الذي حين تضرب الشمس ريشه يتحول إلى قوس قزح.