إسرائيل عندما تتحرش بروسيا العظمى؟!
نيسان ـ نشر في 2022-05-14 الساعة 13:05
نيسان ـ لازال الدم ساخنا ولم يبرد، وإسرائيل الكيان و(الدولة) التي اغتالت بدم بارد الإعلامية الفلسطينية البارزة، الشهيدة البطلة (شيرين أبوعاقلة) بتاريخ 11 أيار 2022 على أبواب مدينة (جنين) شمال الضفة الغربية، وعن سبق إصرار وترصد وبواسطة سلاح قناص يهودي حاقد على العرب، وفي مقدمتهم أهل فلسطين أصحاب القضية العادلة، وهو القناص المجرم الرافض لحرية الكلمة المنصفة للشعب الفلسطيني المناضل المكلوم الذي يعاني منذ تقسيم فلسطينه عام 1947، ومنذ أن احتلت الآلة العسكرية الإسرائيلية وبالتعاون مع الغرب وطنه التاريخي فلسطين وبالتدريج عامي 1948 و1967، وبعد التفاف (إسرائيل) على الأمم المتحدة بداية، وعدم تمكنها من اقناعها لمساندتها بعد صدور قراري 194 و242 اللذين أدانا احتلالها للأراضي العربية بعد (حزيران 67)، وطالباًِ بحق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه، هي ذاتها ( إسرائيل ) التي اغتالت الشهيد ياسر عرفات، والشهيد أحمد ياسين، والشهيد خليل الوزير، وغيرهم كثير وسط قافلة طويلة وكبيرة من شهداء فلسطين والعرب في لبنان، وفي سوريا، وفي الأردن، وفي العراق.
وبالمناسبة إسرائيل (السياسي والاستخباري- الموساد-) هي التي تمارس الإغتيالات وليس المجند أو المستوطن الإحتلالي فقط، وتتصرف إسرائيل دائماً كما راعيتها أمريكا على أنهما دولتان فوق القانون وفوق الشرعية الدولية ولا يعترفان بلجان تقصي الحقائق. والهدف إخماد صوت فلسطين، والرد على ( إسرائيل ) بأن لا صوت يمكن أن يعلو على صوت فلسطين، وستبقى عربية البحر والنهر، وسيبقى صوت فيروز يصدح ( البيت لنا والقدس لنا ) . وأضيف هنا بأن الاحتلال إلى زوال عندما يتوحد العرب ويلتفون حول قوتهم الواحدة وقطبهم الواحد، وصيحة ملك العرب الشريف الحسين بن علي قائد ثورتهم العربية الهاشمية المجيدة .
وحتى لا نذهب بعيداً، فإن إسرائيل التي نراها اليوم بقيادة حزب (البيت اليهودي) المتطرف وتوقع معهم اتفاقات سلام، هي نفسها إسرائيل (شتيرن والهاجاناه والليكود وغيرهم ( التي خاضت مع العرب حروباً ضروس في الاعوام ( 48، 56، 67، 68، 73، 2003 )، وهي من لا يحق لها أن تتحدث بقضايا حقوق الإنسان، ومجازرها في عمق التاريخ المعاصر شاهدة عيان في (القدس وفي غزة والضفة وجنوب لبنان) وفي غير مكان، والمدهش هنا ورغم الإمتداد الديمغرافي الكبير بين يهود روسيا وعموم الدول السوفيتية السابقة وبين تل – أبيب وبحدود المليون مهاجر، وبطبيعة الحال ليس كلهم من اليهود، إلا أن إسرائيل تتجاوز الروابط الدينية (التوراتية)، ويناسبها الإنجرار وراء الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة لكيانها بالكامل، وبطريقة الأعمى الذي يسير خلف عصاته، ورغم اعتراف السوفييت وفي مقدمتهم الروس بالمحرقة اليهودية التي نفذتها النازية الألمانية بقيادة ( أودولف هتلر) في الحرب العالمية الثانية 1939 1945، وهي المحرقة التي أصابت ( 6 ) ملايين يهودي من أصل 11 مليون إنسان وقعوا تحت نيران الحرب من غير اليهود، ورغم أن الجيش السوفيتي الأحمر الذي تقدمه الجيش الروسي وقتها بقيادة ( ستالين وجوكوف ) هو من تقدم النصر على النازية الهتلرية، ورفعوا العلم السوفيتي المشترك فوق الرايخ الألماني ( البرلمان )، ودفع باليهود وبرغبة من الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين للتوجه إلى فلسطين حاملين معهم خرافاتهم التوراتية وهيكل سليمانهم المزعوم.
إلا أن (إسرائيل) توجهت في الحرب الأوكرانية الدائرة لإرسال مرتزقة اليهود للمشاركة فيها ضد العملية العسكرية الروسية الإستباقية المحدودة الخاصة التي بدأت بتاريخ 24 شباط 2022، ومنهم سفير ) تل – أبيب ( السابق في بيلاروسيا- ألون شوهان، وهي العملية التي ستتوقف عندما تنهي برنامجها الإستراتيجي العسكري الذي تمكن حتى الساعة من تدمير أكثر من 3000 موقعاً عسكرياً أوكرانياً معادياً لروسيا ولشرق أوكرانيا من بينها ما تم بناؤه من قبل أمريكا، والكشف روسياً عن 30 مركزاً بيولوجيا بتمويل أمريكي مباشر بهدف نشر فايروسات مؤذية للبشرية، وسيطرة كاملة على مصنع (أزوف) المحتاج لبعض الوقت لتحريره بالكامل بسبب العناصر المدنية في داخله، وكان من الممكن إنتهاء العملية في وقت سابق لولا اعتقاد الغرب الأمريكي – البريطاني أنه أصبح في حالة حرب مباشرة مع روسيا عبر تكديس السلاح وبحجم ملياري كبير مذهل إلى جانب الأموال الكبيرة التي توجه ليس لإعادة بناء أوكرانيا غرباً وشرقاً، وإنما لإدامة الحرب بهدف إستنزاف روسيا واضعافها حسب تصريحات مستمرة لوزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، وكان آخرها في سلطنة عمان، والواجب أن لا تلحق العملية الأذى بالمواطنين المسالمين الأوكران أشقاء الشعوب الروسية متعددة القوميات، وأدانت إسرائيل العملية العسكرية الروسية، وتعاملت مع موسكو بإزدواجية سياسية ملاحظة ( معاهم معاهم – عليهم عليهم).
وتوجهت إسرائيل أكثر لوصف العملية العسكرية الروسية بالإحتلال، وهي التي لم تستهدف غرب أوكرانيا ولا عاصمتها ( كييف )، وهو الذي لاحظه العالم الآن وتحقق، وصوتت ( إسرائيل ) أيضاً مع طرد روسيا الإتحادية العظمى من منظمة حقوق الإنسان بعد انضمامها المبرمج والمخطط له مسبقا إلى 93 دولة عالمية لهذا الغرض في أعقاب حادثة مدينة ( بوجا ) بالقرب من العاصمة ( كييف )، والعسكري الفرنسي السابق (أدريان بوكيه ) يكشف لوكالة ( نوفستي ) الروسية زيف إدعاء الغرب حول حرب الإبادة في مدينة (بوجا) الأوكرانية، وشاهد بنفسه عملية نقل جثث الموتى وتصويرها من قبل أمريكا على أنه فعل روسي لإثارة الرأي العام العالمي، وهو ما حدث، فهل تعلو عين ( إسرائيل ) على حاجبها الروسي، وهو الذي لا يتدخل في أعمالها العدوانية في سوريا عبر قصف ( حزب الله والمليشيات الإيرانية ) رغم حمله الوصاية عليها إلى جانب ايران ؟ والأغرب من ذلك هو تمسك ( إسرائيل ) بشدة باليهودية ومعادات السامية واتهام وزير خارجية روسيا لافروف بإختراق حاجبها الصوتي بسبب ربطه بين شخصية أودولف هتلر واليهود رغم وجود دراسات علمية تثبت ذلك منها ( إعادة النظر في مسألة جد أودولف هتلر لأبيه – بالإنجليزية لمؤلفها ليونارد ساكس )، وبسبب وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب الأوكرانية التي تتقدمها فصائل (أزوف ) المتطرفة بالنازية، بينما هي ( إسرائيل ) لا ترى نفسها بالمرآة، بمعنى لا تحدق النظر بمجازرها المرعبة لدرجة النازية ضد العرب، فماذا عن رمزية عروبة العرب والواجب أن تكون مقدسة وخطاً أحمراً؟
والحدث الدموي الأوكراني في المقابل، بمعنى ( العملية العسكرية الروسية الخاصة )، أو الحرب، ينقسم إلى معسكرين - شرقي ( روسي – ( موسكو ) ودونباسي وسوفيتي سابق وصيني وهندي وباكستاني)، وغرب أوكراني ( كييف ) وغربي – أمريكي – بريطاني، ودعاية شرقية هادفة ومثلها مضادة غربية أوسع، واختارت ( إسرائيل ) الإصطفاف إلى جانب المعسكر الغربي لعدة أسباب منها، الإنتصار لليهود واليهودية الممتدة من ( تل - أبيب ) إلى (كييف )، ولإثبات عدم انسجامها مع الموقف الروسي المساند للقضية الفلسطينية العادلة، ومع مشروع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ومع الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، ومع تجميد المستوطنات اليهودية غير الشرعية، ومع عودة ( إسرائيل ) إلى حدود الرابع من حزيران لعام 67 وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومع دراسة حق العودة والتعويض . ولتناغم السياسة الإسرائيلية والأمريكية وسط القطب الواحد، والقفز فوق القانون الدولي، ولتسيير العالم وفق قانون شريعة الغاب والكاوبوي، وهو الملاحظ عالمياً، والتوجه أكثر ومعاً لتزوير حقائق التاريخ، وحقيقة المعركة الأوكرانية والتي هي في واقع الحال قضية ومظلمة روسيا من جانب وعدوان غرب أوكراني – بنديري وغرب أمريكي وبريطاني هادف، ولتغليب خطاب الكراهية في زمن السلام ومعاهدات السلام الإسرائيلية – الأمريكية المشتركة مع العرب، ولإقتناص فرص الإنقضاض على العرب عسكرياً كلما سنحت الفرصة لذلك وفق مخططات توراتية دفينة يتقدمها هيكل سليمان المبني حديثاً والمزعوم، وهو ما ألمح إليه رئيس وزراء أردني أسبق في عمان مؤخراً اتحفظ على ذكر اسمه هنا.
لا يكفي أن تدين أمريكا حادثة اغتيال الإعلامية الشهيدة شيرين، ونحن نعرف بأنها راعية حقيقية للكيان الإسرائيلي الإحتلالي الغاشم، ونريد منها دوراً أكثر ومتقدماً في اسناد محاكمة ( إسرائيل ) في المحكمة الجنايات الدولية في ( لاهاي ) أثر قضية الاغتيال هذه، ونريد لأمريكا أن تقود رسم خارطة طريق في مجلس الأمن والأمم المتحدة لتقوم الدولة الفلسطينية فعلاً كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وتماماً نريد من أمريكا ومن وسط قطبها الغربي – الأوروبي أن تعمل فعلاً لا قولاً وبالتعاون مع المجتمع الدولي على دحر إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران لعام 67، وإلا فإن شرارة الحروب العربية - الإسرائلية ستبقى ماثلة وستفاجيء الرأي العام يوماً، ولن تقوى الإستخبارات الأمريكية على رصد الحدث وقتها قبل وقوعه.
وفي المقابل آن أوان أمريكا ومعها بريطانيا بإسم الغرب أن تصحوا من غفلتها وتذهب معهم لرفع يدها عن القضية الأوكرانية عبر توقيف ضخ السلاح الملياري والأموال الطائلة بهدف إطالة حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل غير إستنزاف روسيا واضعافها وهدمها حسب رؤيتهم، والدخول معها في حالة حرب باردة دائمة وسباق تسلح باهض الثمن وعلى حساب البنية التحتية لشعوب روسيا أولاً، بينما هي روسيا الإتحادية منتصرة لا محالة، والمعروف بأن روسيا تعتمد على ذاتها بينما هي أمريكا تعيش على مقدرات دول العالم الثرية، وهو المشروع الذي لن يتحقق، وهاهو الروبل الروسي يصل تصريفه مقابل الدولار واليورو إلى حوالي 65، والسلاح الروسي التقليدي وغير التقليدي في تطور دائم، ومثلي هنا الصواريخ الباليستية الحديثة ( كينجال، الشيطان، كاليبر، وسارمات ) عابرة القارات والحاملة للرؤوس النووية خير مثال، ولا داعي هنا لتكرار رقم ما تمتلكه روسيا الإتحادية من رؤوس نووية بالمقارنة مع حلف ( الناتو ) مجتمعا، لأن ما نقرأ عنه شيء وما يمتلكونه رقماً مرعباً آخر . وانتشار جديد وسط الحرب الأوكرانية الدائرة لما يسمى بسرقة أرصدة روسيا المليارية الخارجية في وضح النهار، الأمر الذي يكرس شريعة الغاب من جديد.
وبالمناسبة إسرائيل (السياسي والاستخباري- الموساد-) هي التي تمارس الإغتيالات وليس المجند أو المستوطن الإحتلالي فقط، وتتصرف إسرائيل دائماً كما راعيتها أمريكا على أنهما دولتان فوق القانون وفوق الشرعية الدولية ولا يعترفان بلجان تقصي الحقائق. والهدف إخماد صوت فلسطين، والرد على ( إسرائيل ) بأن لا صوت يمكن أن يعلو على صوت فلسطين، وستبقى عربية البحر والنهر، وسيبقى صوت فيروز يصدح ( البيت لنا والقدس لنا ) . وأضيف هنا بأن الاحتلال إلى زوال عندما يتوحد العرب ويلتفون حول قوتهم الواحدة وقطبهم الواحد، وصيحة ملك العرب الشريف الحسين بن علي قائد ثورتهم العربية الهاشمية المجيدة .
وحتى لا نذهب بعيداً، فإن إسرائيل التي نراها اليوم بقيادة حزب (البيت اليهودي) المتطرف وتوقع معهم اتفاقات سلام، هي نفسها إسرائيل (شتيرن والهاجاناه والليكود وغيرهم ( التي خاضت مع العرب حروباً ضروس في الاعوام ( 48، 56، 67، 68، 73، 2003 )، وهي من لا يحق لها أن تتحدث بقضايا حقوق الإنسان، ومجازرها في عمق التاريخ المعاصر شاهدة عيان في (القدس وفي غزة والضفة وجنوب لبنان) وفي غير مكان، والمدهش هنا ورغم الإمتداد الديمغرافي الكبير بين يهود روسيا وعموم الدول السوفيتية السابقة وبين تل – أبيب وبحدود المليون مهاجر، وبطبيعة الحال ليس كلهم من اليهود، إلا أن إسرائيل تتجاوز الروابط الدينية (التوراتية)، ويناسبها الإنجرار وراء الولايات المتحدة الأمريكية المنحازة لكيانها بالكامل، وبطريقة الأعمى الذي يسير خلف عصاته، ورغم اعتراف السوفييت وفي مقدمتهم الروس بالمحرقة اليهودية التي نفذتها النازية الألمانية بقيادة ( أودولف هتلر) في الحرب العالمية الثانية 1939 1945، وهي المحرقة التي أصابت ( 6 ) ملايين يهودي من أصل 11 مليون إنسان وقعوا تحت نيران الحرب من غير اليهود، ورغم أن الجيش السوفيتي الأحمر الذي تقدمه الجيش الروسي وقتها بقيادة ( ستالين وجوكوف ) هو من تقدم النصر على النازية الهتلرية، ورفعوا العلم السوفيتي المشترك فوق الرايخ الألماني ( البرلمان )، ودفع باليهود وبرغبة من الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين للتوجه إلى فلسطين حاملين معهم خرافاتهم التوراتية وهيكل سليمانهم المزعوم.
إلا أن (إسرائيل) توجهت في الحرب الأوكرانية الدائرة لإرسال مرتزقة اليهود للمشاركة فيها ضد العملية العسكرية الروسية الإستباقية المحدودة الخاصة التي بدأت بتاريخ 24 شباط 2022، ومنهم سفير ) تل – أبيب ( السابق في بيلاروسيا- ألون شوهان، وهي العملية التي ستتوقف عندما تنهي برنامجها الإستراتيجي العسكري الذي تمكن حتى الساعة من تدمير أكثر من 3000 موقعاً عسكرياً أوكرانياً معادياً لروسيا ولشرق أوكرانيا من بينها ما تم بناؤه من قبل أمريكا، والكشف روسياً عن 30 مركزاً بيولوجيا بتمويل أمريكي مباشر بهدف نشر فايروسات مؤذية للبشرية، وسيطرة كاملة على مصنع (أزوف) المحتاج لبعض الوقت لتحريره بالكامل بسبب العناصر المدنية في داخله، وكان من الممكن إنتهاء العملية في وقت سابق لولا اعتقاد الغرب الأمريكي – البريطاني أنه أصبح في حالة حرب مباشرة مع روسيا عبر تكديس السلاح وبحجم ملياري كبير مذهل إلى جانب الأموال الكبيرة التي توجه ليس لإعادة بناء أوكرانيا غرباً وشرقاً، وإنما لإدامة الحرب بهدف إستنزاف روسيا واضعافها حسب تصريحات مستمرة لوزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، وكان آخرها في سلطنة عمان، والواجب أن لا تلحق العملية الأذى بالمواطنين المسالمين الأوكران أشقاء الشعوب الروسية متعددة القوميات، وأدانت إسرائيل العملية العسكرية الروسية، وتعاملت مع موسكو بإزدواجية سياسية ملاحظة ( معاهم معاهم – عليهم عليهم).
وتوجهت إسرائيل أكثر لوصف العملية العسكرية الروسية بالإحتلال، وهي التي لم تستهدف غرب أوكرانيا ولا عاصمتها ( كييف )، وهو الذي لاحظه العالم الآن وتحقق، وصوتت ( إسرائيل ) أيضاً مع طرد روسيا الإتحادية العظمى من منظمة حقوق الإنسان بعد انضمامها المبرمج والمخطط له مسبقا إلى 93 دولة عالمية لهذا الغرض في أعقاب حادثة مدينة ( بوجا ) بالقرب من العاصمة ( كييف )، والعسكري الفرنسي السابق (أدريان بوكيه ) يكشف لوكالة ( نوفستي ) الروسية زيف إدعاء الغرب حول حرب الإبادة في مدينة (بوجا) الأوكرانية، وشاهد بنفسه عملية نقل جثث الموتى وتصويرها من قبل أمريكا على أنه فعل روسي لإثارة الرأي العام العالمي، وهو ما حدث، فهل تعلو عين ( إسرائيل ) على حاجبها الروسي، وهو الذي لا يتدخل في أعمالها العدوانية في سوريا عبر قصف ( حزب الله والمليشيات الإيرانية ) رغم حمله الوصاية عليها إلى جانب ايران ؟ والأغرب من ذلك هو تمسك ( إسرائيل ) بشدة باليهودية ومعادات السامية واتهام وزير خارجية روسيا لافروف بإختراق حاجبها الصوتي بسبب ربطه بين شخصية أودولف هتلر واليهود رغم وجود دراسات علمية تثبت ذلك منها ( إعادة النظر في مسألة جد أودولف هتلر لأبيه – بالإنجليزية لمؤلفها ليونارد ساكس )، وبسبب وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب الأوكرانية التي تتقدمها فصائل (أزوف ) المتطرفة بالنازية، بينما هي ( إسرائيل ) لا ترى نفسها بالمرآة، بمعنى لا تحدق النظر بمجازرها المرعبة لدرجة النازية ضد العرب، فماذا عن رمزية عروبة العرب والواجب أن تكون مقدسة وخطاً أحمراً؟
والحدث الدموي الأوكراني في المقابل، بمعنى ( العملية العسكرية الروسية الخاصة )، أو الحرب، ينقسم إلى معسكرين - شرقي ( روسي – ( موسكو ) ودونباسي وسوفيتي سابق وصيني وهندي وباكستاني)، وغرب أوكراني ( كييف ) وغربي – أمريكي – بريطاني، ودعاية شرقية هادفة ومثلها مضادة غربية أوسع، واختارت ( إسرائيل ) الإصطفاف إلى جانب المعسكر الغربي لعدة أسباب منها، الإنتصار لليهود واليهودية الممتدة من ( تل - أبيب ) إلى (كييف )، ولإثبات عدم انسجامها مع الموقف الروسي المساند للقضية الفلسطينية العادلة، ومع مشروع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ومع الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، ومع تجميد المستوطنات اليهودية غير الشرعية، ومع عودة ( إسرائيل ) إلى حدود الرابع من حزيران لعام 67 وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومع دراسة حق العودة والتعويض . ولتناغم السياسة الإسرائيلية والأمريكية وسط القطب الواحد، والقفز فوق القانون الدولي، ولتسيير العالم وفق قانون شريعة الغاب والكاوبوي، وهو الملاحظ عالمياً، والتوجه أكثر ومعاً لتزوير حقائق التاريخ، وحقيقة المعركة الأوكرانية والتي هي في واقع الحال قضية ومظلمة روسيا من جانب وعدوان غرب أوكراني – بنديري وغرب أمريكي وبريطاني هادف، ولتغليب خطاب الكراهية في زمن السلام ومعاهدات السلام الإسرائيلية – الأمريكية المشتركة مع العرب، ولإقتناص فرص الإنقضاض على العرب عسكرياً كلما سنحت الفرصة لذلك وفق مخططات توراتية دفينة يتقدمها هيكل سليمان المبني حديثاً والمزعوم، وهو ما ألمح إليه رئيس وزراء أردني أسبق في عمان مؤخراً اتحفظ على ذكر اسمه هنا.
لا يكفي أن تدين أمريكا حادثة اغتيال الإعلامية الشهيدة شيرين، ونحن نعرف بأنها راعية حقيقية للكيان الإسرائيلي الإحتلالي الغاشم، ونريد منها دوراً أكثر ومتقدماً في اسناد محاكمة ( إسرائيل ) في المحكمة الجنايات الدولية في ( لاهاي ) أثر قضية الاغتيال هذه، ونريد لأمريكا أن تقود رسم خارطة طريق في مجلس الأمن والأمم المتحدة لتقوم الدولة الفلسطينية فعلاً كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وتماماً نريد من أمريكا ومن وسط قطبها الغربي – الأوروبي أن تعمل فعلاً لا قولاً وبالتعاون مع المجتمع الدولي على دحر إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران لعام 67، وإلا فإن شرارة الحروب العربية - الإسرائلية ستبقى ماثلة وستفاجيء الرأي العام يوماً، ولن تقوى الإستخبارات الأمريكية على رصد الحدث وقتها قبل وقوعه.
وفي المقابل آن أوان أمريكا ومعها بريطانيا بإسم الغرب أن تصحوا من غفلتها وتذهب معهم لرفع يدها عن القضية الأوكرانية عبر توقيف ضخ السلاح الملياري والأموال الطائلة بهدف إطالة حرب لاناقة لهم فيها ولاجمل غير إستنزاف روسيا واضعافها وهدمها حسب رؤيتهم، والدخول معها في حالة حرب باردة دائمة وسباق تسلح باهض الثمن وعلى حساب البنية التحتية لشعوب روسيا أولاً، بينما هي روسيا الإتحادية منتصرة لا محالة، والمعروف بأن روسيا تعتمد على ذاتها بينما هي أمريكا تعيش على مقدرات دول العالم الثرية، وهو المشروع الذي لن يتحقق، وهاهو الروبل الروسي يصل تصريفه مقابل الدولار واليورو إلى حوالي 65، والسلاح الروسي التقليدي وغير التقليدي في تطور دائم، ومثلي هنا الصواريخ الباليستية الحديثة ( كينجال، الشيطان، كاليبر، وسارمات ) عابرة القارات والحاملة للرؤوس النووية خير مثال، ولا داعي هنا لتكرار رقم ما تمتلكه روسيا الإتحادية من رؤوس نووية بالمقارنة مع حلف ( الناتو ) مجتمعا، لأن ما نقرأ عنه شيء وما يمتلكونه رقماً مرعباً آخر . وانتشار جديد وسط الحرب الأوكرانية الدائرة لما يسمى بسرقة أرصدة روسيا المليارية الخارجية في وضح النهار، الأمر الذي يكرس شريعة الغاب من جديد.
نيسان ـ نشر في 2022-05-14 الساعة 13:05
رأي: د.حسام العتوم