اتصل بنا
 

الأردن يعود لـ”أصعب سؤال ”..وادي عربة

نيسان ـ نشر في 2022-05-17 الساعة 09:56

x
نيسان ـ لا تعبيرات مباشرة أو تلميحية لليوم الثالث على التوالي بعد عودة ملك الأردن عبد الله الثاني من زيارة وصفت بأنها مهمة جدا مجددا للولايات المتحدة الأمريكية.
ثمة فائض سياسي ومخزون أفكار وتوجهات يترقبه الجميع بعد عودة الملك .
والإيحاءات بالجملة إلى أن أي قرار يمكن اتخاذه سيرتبط إلى حد ما ببناء سيناريو استراتيجية أشمل له علاقة بما قيل وتقرر في لقاءات الوفد الرسمي الأردني بغرف واشنطن المغلقة وبين لجانها اللوجستية سياسيا المهمة .
عليه وحتى اللحظة لا بيانات ولا إفصاحات واضحة الملامح بخصوص الخطوة التالية في الحفاظ على دور ومصالح الوصاية الأردنية في القدس بعد مساندة الرئيس جو بايدن العلنية .
ولا مؤشرات لها علاقة بالاستمرار بترديد نغمة عملية السلام و”حل الدولتين” وبدون أفق أو إشارة من أي نوع حتى أن مناصرا عريقا بالماضي لعملية السلام هو وزير البلاط الأسبق الدكتور مروان المعشر انتقد ضمنا مساء الأحد في جلسة حوارية مغلقة وخاصة إصرار زميله وزير الخارجية أيمن الصفدي على إطلاق تصريحات تتحدث عن حل الدولتين .
قالها المعشر وسط مجموعة خبراء ببساطة وبوضوح قاصدا إسطوانة حل الدولتين ..” ترديد هذه العبارة بدأ يشعرني بالاستفزاز”.
طبعا القصد خبرة المعشر المسبقة بالمعادلة الأمريكية والتي تردد حل الدولتين على لسان الرئيس جو بايدن لغويا فقط.
لكن الأمر لا يقف عند حدود عبارة الاستفزاز هنا، فالمهمة الأولى التي افترضتها حوارات سيادية وأخرى خبيرة على هامش المأزق الإسرائيلي في الأردن عندما يتم إنشاء مجلس الأمن القومي الجديد قريبا هي رسم المسارات والإجابة على السؤال التالي : ” هل اتفاقية وادي عربة حققت الهدف منها ؟” .
سؤال غليظ يعتقد بأن مجلس الأمن القومي الجديد مضطر للاشتباك مع إجابته وفي أول جلساته عندما ينعقد وسط قناعة الحوارات المغلقة بأن الهدف الذي قيل داخل الدولة العميقة عند توقيع اتفاقية وادي عربة كان أيام الملك الراحل الحسين بن طلال ” دفن الوطن البديل ” والحرص على دفن سيناريو إسرائيلي مزمن فكرته حل المشكلة الفلسطينية على حساب الأردن .
ما يحصل الآن العكس تماما، فثمة إقرار لا يمكن إنكاره على وجوه ساسة اليوم وكبار موظفي عمان بأن الأزمة مضاعفة وتتضاعف وبأن الدفاع عن تحقيق اتفاقية وادي عربة لأهدافها في ظل هجمة اليمين الإسرائيلي لتقويض الوصاية أصبح صعبا ومعقدا، لا بل أقرب إلى السذاجة السياسية اليوم .
يثبت ذلك عموما ليس اأن عمان قلقة من التداعيات فقط، بل أنها قلقة لأن ما تحاول دفنه حكومة نفتالي بينيت هو عملية السلام نفسها وليس الوطن البديل .
وتلك بكل حال تصورات وفرضيات وسيناريوهات ينشغل بها الآن علية القوم في المشهد الأردني .
ومن الطبيعي الخلاصة إلى أن حمى إيقاع مثل هذه الأسئلة يزداد خشونة لأن الجميع بانتظار ما في جعبة الدولة بعد عودة الملك ووفده الرسمي من واشنطن وزيارة الولايات المتحدة الاستكشافية وسط القناعة بأن تقييم الموقف الأمريكي الرسمي أردنيا في مرحلة ما بعد اغتيال الشهيد شيرين أبوعاقلة لا يبدو مشجعا ولا محفزا على التفاؤل .
القدس العربي

نيسان ـ نشر في 2022-05-17 الساعة 09:56

الكلمات الأكثر بحثاً