ثقافة المعارضة والتغيير
نيسان ـ نشر في 2022-05-22 الساعة 10:28
نيسان ـ الأنظمة العربية على اختلافها تستخف بالمعارضة، وتعتبرها ضعيفة وغير قادرة على التأثير عليها، أو مزاحمتها على الحكم، وسبب ذلك برأيي هو أن الأنظمة ترى أن المعارضة ليس لها سند شعبي، لأسباب تتعلق بطبيعة الشعب، وبطبيعة المعارضة، وأهم سبب هو أن السواد الأعظم من الشعب يكاد يقدس الحاكم وملأه، ويبارك أفعالهم، وإن كان يلمس فسادهم!!، لذلك من الصعب أن تتجرأ المعارضة التي لا يسندها شعب على محاسبة نظام الحكم، لأنها تفتقد الى تفويض الشعب، فما بالك إذا كان الشعب يرى في السلطة آلهة أو أنصاف آلهة!! لذلك بيّن لنا القرآن كيف استغرب فرعون ونظامه كثيراً، عندما أتاه سيدنا موسى وأخاه هارون، يطلبان منه أن يتخلى عن نهجه ويتبعهما..
...(فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ..)!!
وهو منطق سليم في نظر مؤسسة الحكم "فرعون وملئه".. إذ لابد للذي يطلب التغيير أن يملك قوة فوق قدرة مؤسسة الحكم، أو يملك تفويضاً من الشعب.
القدرة المطلقة أو المعجزة انتهت باختتام النبوة، بقي تفويض الشعب، وحتى يقوم الشعب بدعم المعارضة لابد من عملية التثقيف التي تكوّن فكراً يتحول الى سلوك يتبنى حقوق الشعب ويقصر السلطة على الاستجابة لمطالبه وتسليمه السلطة..
وعملية التثقيف هذه تحتاج الى استعداد للاستقبال والتطبيق من الشعب، ويجب أن تقابل المعارضة استعداد الشعب برسائل عملية ومفهومة.. ما يعني أن المعارضة أيضاً تحتاج الى تثقيف يجعلها توجه رسائلها للشعب بطريقة صحيحة بحيث تستثمره للوصول الى التغيير.. لا أن تبقى تخاطب السلطة بطريقة عشوائية وفردية غير مستندة الى سلطة الشعب، فقط قرار شخصي من المعارض بالمعارضة، ثم يُقدّم المعارض قرباناً يذبح على نُصب السلطة، ويستمر صمت الشعب واستبداد السلطة..
الحالة العربية فريدة من نوعها من حيث شكل السلطة المستبدة ومنشأها، وانقسام الشعب حول حتمية التغيير، وذلك لأننا خلطنا بين الثقافة والمعلومات، فنحن نحفظ القرآن ككتاب للتعبد وليس منهاجاً عملياً لصنع التغيير!! مكتباتنا مليئة بالكتب، ولكنها تبقى معلومات تراثية انتهى زمنها، حتى التاريخ العملي للاسلام، كالسيرة النبوية وتاريخ الصحابة والقادة، هي معلومات فقط لا ترقى لتكون ثقافة، وللأسف كرست هذا النهج حركات سياسية، وجعلت ثقافتها، معلومات تعمل عليها مسابقات: من قائد معركة كذا؟ من فتح كذا؟ ما اسم أبي ذر؟ وينسون سيرة أبي ذر في معارضته للاستبداد، وتحفظ اسماء الله الحسنى وتجهل معناها وهدفها، تقدس الأشخاص في التاريخ، بغض النظر عن أفعالهم أكانت مع الباطل أو مع الحق.
الشعب بحاجة الى ثقافة عملية تجعله يعي حقوقه ويتحرك للتحرر، ولا يحتاج الى معلومات يخزنها في ذاكرته، ويجيب إذا سُئل عنها، وهذه النقطة عمل عليها المستبدون منذ زمن بعيد حتى عطلوا الدين وجعلوه مجرد معلومات ميتة لا تحرك سلوكاً ولا تغير واقعاً، فمن يحفظ القرآن، ويختمه عدة مرات في الشهر، ومن قال كذا ألف مرة، دخل الجنة، لكن من وقف في وجه الظلم والاستبداد، يهمله الذين دجنوا الدين وأدخلوه في حظيرة المستبدين، وجعلوا نصيبهم من الدين أن شمروا ثيبابهم استعداداً للعبادة المفرغة من المضمون.
...(فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ..)!!
وهو منطق سليم في نظر مؤسسة الحكم "فرعون وملئه".. إذ لابد للذي يطلب التغيير أن يملك قوة فوق قدرة مؤسسة الحكم، أو يملك تفويضاً من الشعب.
القدرة المطلقة أو المعجزة انتهت باختتام النبوة، بقي تفويض الشعب، وحتى يقوم الشعب بدعم المعارضة لابد من عملية التثقيف التي تكوّن فكراً يتحول الى سلوك يتبنى حقوق الشعب ويقصر السلطة على الاستجابة لمطالبه وتسليمه السلطة..
وعملية التثقيف هذه تحتاج الى استعداد للاستقبال والتطبيق من الشعب، ويجب أن تقابل المعارضة استعداد الشعب برسائل عملية ومفهومة.. ما يعني أن المعارضة أيضاً تحتاج الى تثقيف يجعلها توجه رسائلها للشعب بطريقة صحيحة بحيث تستثمره للوصول الى التغيير.. لا أن تبقى تخاطب السلطة بطريقة عشوائية وفردية غير مستندة الى سلطة الشعب، فقط قرار شخصي من المعارض بالمعارضة، ثم يُقدّم المعارض قرباناً يذبح على نُصب السلطة، ويستمر صمت الشعب واستبداد السلطة..
الحالة العربية فريدة من نوعها من حيث شكل السلطة المستبدة ومنشأها، وانقسام الشعب حول حتمية التغيير، وذلك لأننا خلطنا بين الثقافة والمعلومات، فنحن نحفظ القرآن ككتاب للتعبد وليس منهاجاً عملياً لصنع التغيير!! مكتباتنا مليئة بالكتب، ولكنها تبقى معلومات تراثية انتهى زمنها، حتى التاريخ العملي للاسلام، كالسيرة النبوية وتاريخ الصحابة والقادة، هي معلومات فقط لا ترقى لتكون ثقافة، وللأسف كرست هذا النهج حركات سياسية، وجعلت ثقافتها، معلومات تعمل عليها مسابقات: من قائد معركة كذا؟ من فتح كذا؟ ما اسم أبي ذر؟ وينسون سيرة أبي ذر في معارضته للاستبداد، وتحفظ اسماء الله الحسنى وتجهل معناها وهدفها، تقدس الأشخاص في التاريخ، بغض النظر عن أفعالهم أكانت مع الباطل أو مع الحق.
الشعب بحاجة الى ثقافة عملية تجعله يعي حقوقه ويتحرك للتحرر، ولا يحتاج الى معلومات يخزنها في ذاكرته، ويجيب إذا سُئل عنها، وهذه النقطة عمل عليها المستبدون منذ زمن بعيد حتى عطلوا الدين وجعلوه مجرد معلومات ميتة لا تحرك سلوكاً ولا تغير واقعاً، فمن يحفظ القرآن، ويختمه عدة مرات في الشهر، ومن قال كذا ألف مرة، دخل الجنة، لكن من وقف في وجه الظلم والاستبداد، يهمله الذين دجنوا الدين وأدخلوه في حظيرة المستبدين، وجعلوا نصيبهم من الدين أن شمروا ثيبابهم استعداداً للعبادة المفرغة من المضمون.
نيسان ـ نشر في 2022-05-22 الساعة 10:28
رأي: صابر العبادي