اتصل بنا
 

سيرة وانفتحت

نيسان ـ نشر في 2022-05-27 الساعة 13:49

نيسان ـ لم استمع لقصة نجاح الشاب الأردني التي قدمت في حفل الاستقلال، لكن من خلال متابعة عدد من المنشورات والتعليقات قرأت احتجاج وامتعاض ورضى الناس عن القصة وخلافهم حولها، البعض قدم قصة نجاحه شخصيا ومعاناته وتجربه المرير والبعض قدم قصص نجاحات من يعرفهم في ميدان حياته الاجتماعية.
انا مثلا اعتبر شادي في حارتنا قصة نجاح، شادي شاب عشريني من بني مرة، يعاني حالة مرضية عقلية، لكن استطاعت أمه تزويجه كونه وحيدها بغية "الإستيلاد"، رزق بطفلين مثل الأقمار، يعمل من الصباح بتوصيل طلبات الحارة بواسطة عرباية ، جرة غاز، نقلة تراب، قنابة شجر، أغراض من محال الخضار للبيوت التي لا تحتمل تأجير تاكسي وهكذا يعتاش ويصرف على عائلته.
لم أعد اذكر المسلسل الذي كنا نحضره في زمن تولى، كل ما أذكره خيالات كالحلم، أهالي قرية يهتفون.. إطلع من هالقرية يانجلاوي.. ولا ادري من هو نجلاوي ولماذا أراد اهل القرية طرده خارجها،ذات السياق وإن كان الشجرواي لا علاقة له بطريقة عرض قصة نجاحه وكيفية معالجتها أمام للشعب. الذنب ليس ذنب الرجل، إنما ذنب من لا يدري أو يتظاهر بعدم الدراية بأن آلاف من الأردنيين هم قصة نجاح مذهلة، في الأرياف والبوادي، هؤلاء الذين استطاعوا إختصار الزمن و هضم العوز ومقارعة الإرادة والتزنر بالصبر والثقة بالنفس فقدموا نماذج ملهمة عبر عشرات السنوات، من شمال الوطن لجنوبه، أبدعوا في ميادين الطبابة والمحاماة والتعليم والهندسة والأعلام والأدب والشعر والفن، فبنوا وطنهم من لحم اكتافهم، وهاجر بعضهم فكانوا أيضا مقدمة نهضة في دول عربية شقيقة منذ زمن، كما كانوا مصدر دخل لوطنهم وسفراء أخلاق وشهامة وعزة النفس في اغترابهم الصعب.
ببساطة نستطيع اختصار القصة بتقديم وسام الاستقلال من الدرجة الأولى لكل الشعب الأردني وسرد حكايته كقصة نجاح ملهمة بين الشعوب، في الصبر والتحمل والعطاء والتميز سابقا وحاضرا ولاحقا.... وراء كل باب مغلق حكايات وحكايات... ربة المنزل التي لاتدري كيف صمدت لآخر الشهر بأقل الحاجيات مذهلة مذهلة...
.

نيسان ـ نشر في 2022-05-27 الساعة 13:49


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً