اتصل بنا
 

هل حان الوقت لتقسيم (مصر) كـ(سوريا)

كاتب مصري

نيسان ـ نشر في 2015-10-08 الساعة 23:44

نيسان ـ

منذ وقتٍ ليس ببعيد، صرح أحد المسئولين الأمريكان أنهم نادمون على قرارهم بالتخلص من "صدام حسين" بإعدامه، الأمر الذى جعل منه بطلاً قومياً وشهيد العروبة عند كثيرٍ من العرب، فكان من الممكن أن يتعاملوا معه بحلٍ آخر، حل يضعفه ويهينه وفى ذات الوقت لا يقتله.

ثم جاء الدور على "بشار" أو بالأحرى على "سوريا"، فكانت المخططات مختلفة عما ذى قبل، فكان من الممكن أن يحموا "بشار" من البداية، ويساعدونه مادياً بالسلاح والمال ومعنويا بالوقوف معه سياسياً فى الداخل والخارج، وهو الأمرالأسهل لهم فى بداية اشتعال الثورة السورية، هذا لو كان الغرب مخلصاً لبشار شخصياً.

الغرب صليبى لا يتعامل مع المشكلات بالعاطفة، بل يتعامل حسب المصالح المادية وفقط، ومن ثم تركوه يواجه معارضيه وحده، ولم يقدموا لهاىالمساعدات إلا القليل، فلم يتركوه ليُقتل ولم يجعلوه قوياً شديداً، وتركوا الشعب السورى يأكل بعضه بعضاً، وأوحوا إلى أوليائهم من الخليجيين بمساعدة بعض الفرق السورية ضد الفرق الأخرى، وسارت الحرب الأهلية السورية حسب ما أراد الصليبيون والصهاينة.

ولما باتت سوريا ضعيفة ومنهارة وعلى وشك التقسيم، هنا تدخلوا ليظل "بشار" الحاكم الشكلى لسوريا، ويستمر تنفيذ الخطة، وألا يتركوا "بشار" حتى يضعف نهائياً فيستغيث بهم ويلح عليهم حتى يصير "جرواً" يُملون عليه شروطهم وأوامرهم فيتبعهم وهو صاغر، ومن ضمن بنود الخطة فى "سوريا" المختلفة عن خطة احتلال "العراق"، فقد حان وقت الاستعانة بـ"روسيا" لخبرتها السابقة فى أفغانستان وغيرها، وذلك لاستكمال تنفيذ تلك الخطة بالتنسيق مع إيران أوروبا وأمريكا وإسرائيل.

ولايخفى على أحد من المتابعين للأحداث أن من ضمن الأهداف الرئيسة لإثارة الحرب الأهلية فى "سوريا"، أن تتفتت "سوريا" وأن يتم تقسيمها

إلى عدة دويلات ضعيفة فقيرة، فينشغل السوريون بمشاكلهم الداخلية، التى باتت مأساة إنساية مثل مأسى الشعوب الإسلامية الأخرى، كما حدث فى أفغانستان والعراق، وما يحدث فى "غزة"، ثم تأتى الدعوة إلى إعمار "سوريا" كأخواتها الأخريات، ومن ثم ينسى السوريون ومعهم العرب القضية الرئيسة لهم وهى قضية "فلسطين"، وينسون القدس والأقصى والانتفاضة، وهنا لن يكون لهم هدف إلا العمل على توحيد"سوريا"، هذا إذا بقى فى قلوبهم أمل.

الهدف الأسمى للصهيوصليبيين أن ينشروا الإحباط والقنوط فى قلوب المسلمين والعرب، فقد مضى عصركم وذهبت شوكتكم، فلا صوت لكم ولا قيمة، وليس لكم إلا أن تسيروا فى ظل الغرب الصليبى صاغرين، وعليكم أن تتبعوا حضارة الغرب المسيحى بحُلوها ومرها.

وإذا نجحوا - لا قدر الله – فى تنفيذ خطتهم فسوف تستريح "إسرائيل" من أية مشاكسات قد تأتيهم من"سوريا" المقسمة، وبالطبع على العرب أن ينسوا الصنم الوهمى المسى بـ"الجامعة العربية"، وكذا المسرحية التى خدعوا بها العرب وعبدالناصر وعنوانها "القوميةالعربية".

ومن الرسائل المهمة التى يريدون أن يبعثوا بها إلى حكام العرب والمسلمين أن إذا اتبعتم الغرب منضبطين وبأوامرهم منفذين فعروشكم محفوظة منا، وسوف نخيف شعوبكم ونحميكم من ثوراتهم المتوقعة، كما قمنا بوأد "ثورات الربيع العربى" من قبل.

وما يحدث فى "اليمن" من حروب أهلية وتدخلات من "إيران" وغيرها، ليس ببعيد عما يحدث فى سوريا، فكل ما يحدث فى "اليمن" مخطط له،

واستدراج السعودية للدخول للوقوف مع اليمينيين فى مواجهة الحوثيين وإيران، لم يخرج عن تلك الخطة، فالسعودية ليست بدعاً من الدول العربية، فهى مستهدفة من الغرب الصليبى كبقية الدول العربية وخاصة دول الخليج الأخرى، ولكن دورها لم يأتِ بعد، فالسعودية ليس

على رأسها تاج حتى تخرج عن قطع "الشطرنج" التى تحركها أمريكا شاءت أم أبت.

ومن يظن أن مهمة إسرائيل وأمريكا وأوربا فى مصر قد انتهت بعزل مرسى والانقلاب عليه وتنصيب السيسى حاكماً على مصر فهو واهم، فما تحقق فى مصر من مكاسب لليهود والمسيحيين لن يرضى طموحهم أويشبع شهوتهم، فليس لطموحاتهم سقف فى مصر، ولن يتحقق ذلك

إلا بالإجهاز النهائى عليها بتقسيمها رسميا إلى عدة دويلات.

ما سبق ذكره هو ما يصبو إليه الغرب الصليبى و العدو الإسرائيلى، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وخاصةً أن ما يشنه هؤلاء الأعداء من حروب ليست مع العرب والمسلمين، ولكنها حربٌ مع الله، فلو تخلى هذا الجيل عن الجهاد فى سبيل الله ومن أجل التحرير فلسوف يأتى الله بعبادٍ يحبهم الله ويحبونه، أعزةٍ على الكافرين رحماء بينهم، سيهبون على قلب رجلٍ واحد لطرد كل محتل لأرضنا الطاهرة، وإن عداً لناظره لقريب.

المصدر : كلمتي

نيسان ـ نشر في 2015-10-08 الساعة 23:44

الكلمات الأكثر بحثاً