صفها واطفيها ولاتشتري دجاج .. سراويلنا في خطر
نيسان ـ نشر في 2022-06-01 الساعة 11:49
نيسان ـ إبراهيم قبيلات.. ماذا سيكون بوسع الحكومة أن تفعل لو قرر الأردنيون إطفاء مركباتهم وركنها في الشوارع الرئيسية وسط عمان، وفي باقي المحافظات؛ رداً على توحش أسعار المحروقات؟
أمس رأينا ألسنة النيران، ورأينا كيف تصير الكلمة شهباً ورماحاً تتطاير في سماء "الفيسبوك"، أمس قرأنا الغضب بسطور أردنية، ملّت وكفرت بكل السياسات التعجيزية، حتى ظننا ان النهار لن "يطلع" على الرئيس بشر الخصاونة وصحبه في الرابع.
لكن ما حدث إلكترونياً اندفن هناك، وصار جثة إلكترونية لا روح فيها ولا همّة.
الحكومة تعرف كل ذلك، وتتعاطى معه بما يفقدنا آخر بريق أمل في إحداث صحوة أردنية، فالقادم سياسياً واقتصادياً وغذائياَ يتطلب الكثير من فن الانحناء.
وأنت تراقب حجم الغضب الشعبي عقب ارتفاع أسعار المحروقات الجنوني على صفحات السوشيال ميديا تقول في نفسك "لا بد لليل هؤلاء أن ينجلي"، ثم تتفاجأ بالواقع.
في الواقع، وبعد لحظات من إعلان التسعيرة الجديدة تهافتت الناس على محطات الوقود قبل انطلاق صافرة التسعيرة الجديدة؛ طمعاً بتوفير قليل من الدنانير، فتقول في نفسك "والله يا عمي مطولين".
صحيح أن المشهدين لا يعبران عن أمزجة كل الأردنيين، لكننا أمام مشاهد متناقضة، ولا سيما أننا نتحدث عن عبث مستمر في جيوب الناس واستقراها المعيشي، والنية ضرائب حكومية.
ارتفاع أسعار الدجاج سبقه ارتفاع في أسعار الخضراوات وكثير من السلع الأساسية، واليوم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، لكن سلوك الناس في البيض والدجاج غيره مع المحروقات والسيارات، وكأن في الأمر سراً ما.
لو ينتهج الأردنيون ثقافة مقاطعة الدجاج ذاتها في التعاطي مع رفع أسعار المحروقات؛ لأدركت الحكومة حجم الفخ الذي أسقطت فيه نفسها، لكنها ستفرح كثيراً وهي ترى التزاحم على محطات الوقود قبل منتصف الليل.
أخر ما تتمناه الحكومات والأنظمة السياسية في عالمنا هو الوعي الجمعي، فالوعي سلاح لا يهزم، لكن الناس تمسك بسلاحها جولة ثم ترميه في جولات أهم وأخطر.
ستواصل الحكومة سياسة الرفع في كل شيء، وربما قد تصل "سراويل" الناس فتبدّل من استراتيجيتها وهمّتها، بعد أن تكون وفرت ما يلزم من أدوات مزعجة تتناسب وفلسفة المرحلة التي خلقتها.
أمس رأينا ألسنة النيران، ورأينا كيف تصير الكلمة شهباً ورماحاً تتطاير في سماء "الفيسبوك"، أمس قرأنا الغضب بسطور أردنية، ملّت وكفرت بكل السياسات التعجيزية، حتى ظننا ان النهار لن "يطلع" على الرئيس بشر الخصاونة وصحبه في الرابع.
لكن ما حدث إلكترونياً اندفن هناك، وصار جثة إلكترونية لا روح فيها ولا همّة.
الحكومة تعرف كل ذلك، وتتعاطى معه بما يفقدنا آخر بريق أمل في إحداث صحوة أردنية، فالقادم سياسياً واقتصادياً وغذائياَ يتطلب الكثير من فن الانحناء.
وأنت تراقب حجم الغضب الشعبي عقب ارتفاع أسعار المحروقات الجنوني على صفحات السوشيال ميديا تقول في نفسك "لا بد لليل هؤلاء أن ينجلي"، ثم تتفاجأ بالواقع.
في الواقع، وبعد لحظات من إعلان التسعيرة الجديدة تهافتت الناس على محطات الوقود قبل انطلاق صافرة التسعيرة الجديدة؛ طمعاً بتوفير قليل من الدنانير، فتقول في نفسك "والله يا عمي مطولين".
صحيح أن المشهدين لا يعبران عن أمزجة كل الأردنيين، لكننا أمام مشاهد متناقضة، ولا سيما أننا نتحدث عن عبث مستمر في جيوب الناس واستقراها المعيشي، والنية ضرائب حكومية.
ارتفاع أسعار الدجاج سبقه ارتفاع في أسعار الخضراوات وكثير من السلع الأساسية، واليوم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، لكن سلوك الناس في البيض والدجاج غيره مع المحروقات والسيارات، وكأن في الأمر سراً ما.
لو ينتهج الأردنيون ثقافة مقاطعة الدجاج ذاتها في التعاطي مع رفع أسعار المحروقات؛ لأدركت الحكومة حجم الفخ الذي أسقطت فيه نفسها، لكنها ستفرح كثيراً وهي ترى التزاحم على محطات الوقود قبل منتصف الليل.
أخر ما تتمناه الحكومات والأنظمة السياسية في عالمنا هو الوعي الجمعي، فالوعي سلاح لا يهزم، لكن الناس تمسك بسلاحها جولة ثم ترميه في جولات أهم وأخطر.
ستواصل الحكومة سياسة الرفع في كل شيء، وربما قد تصل "سراويل" الناس فتبدّل من استراتيجيتها وهمّتها، بعد أن تكون وفرت ما يلزم من أدوات مزعجة تتناسب وفلسفة المرحلة التي خلقتها.
نيسان ـ نشر في 2022-06-01 الساعة 11:49
رأي: ابراهيم قبيلات