اتصل بنا
 

منظمة التجارة العالمية 'متفائلة بحذر' قبل مؤتمر وزاري حول القمح وصيد السمك وبراءات الاختراع

نيسان ـ نشر في 2022-06-12 الساعة 22:59

x
نيسان ـ عبرت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا، عن "تفاؤل حذر" إزاء تمكن المؤتمر الوزاري للمنظمة من الاتفاق على موضوع أو اثنين على الأقل من المواضيع التي سيبحثها خلال اجتماع يستغرق 3 أيام في جنيف.
وقالت نغوزي في تصريح صحافي قبل ساعات فقط من بدء الاجتماع، "الطريق لن يكون سهلا، سيكون فوضويا وقد تكون هناك ألغام على طول الطريق، يجب أن نتجنبها ونعرف كيف يمكن الاتفاق على ملف أو اثنين".
ويفتتح الاجتماع الوزاري الأول لمنظمة التجارة العالمية منذ أكثر من 4 سنوات الأحد، على أمل التوصل إلى اتفاقات بشأن صيد الأسماك وبراءات الاختراع المتعلقة باللقاحات ضد كورونا، لكن الخلافات ما زالت كبيرة على خلفية مخاطر حدوث أزمة غذائية.
وتعمل منظمة التجارة العالمية على أساس الاجماع، ويكفي أن يعارض عضو واحد لكي ينسف كل الملف.
ومن الآمال المعلقة على اجتماع هيئة القرار العليا هذه في المنظمة، أن تساهم في إيجاد مخرج لخطر حدوث أزمة غذائية ناجمة عن الهجوم الروسي في أوكرانيا.
ويعكس مشروع إعلان وزاري هذا القلق، حيث تعد فيه الدول الأعضاء الـ164 "باتخاذ إجراءات ملموسة لتسهيل التجارة وتحسين عمل ومرونة أسواق الأغذية والزراعة المستدامة بما يشمل الحبوب والأسمدة وكذلك منتجات زراعية أخرى".
يعد النص بإعطاء انتباه خاص للدول الأكثر فقرا والأكثر اعتمادا على هذه المنتجات. ولم ينس المسؤولون الدوليون أعمال الشغب المرتبطة بالجوع والربيع العربي التي وقعت قبل حوالي عشر سنوات.
وستكون الحرب حاضرة بقوة في تصريحات الوزراء الأحد، وطوال المؤتمر إذ إن الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي يرفضان التحدث مباشرة إلى الروس.
ولم يعطل ذلك المفاوضات حتى الآن. لكن مصدرا دبلوماسيا في جنيف قال إن "خطر خروج الأمور عن مسارها الأسبوع المقبل حقيقي".
"أرضية تفاهم"
يبقى صيد السمك الملف الرئيسي للاجتماع.
فقد أعلنت منظمة التجارة العالمية السبت، أن مسودة نص يدعو إلى إلغاء الدعم المالي الضار لصيد السمك الذي يشغل المنظمة منذ عشرين عاما، أصبحت الآن بين أيدي الوزراء والأمر متروك لهم لمحاولة إيجاد أرضية مشتركة بشأن النقاط الخلافية المتبقية.
وفي بيان نشر ليل الجمعة السبت، نبه سانتياغو ويلز السفير الكولومبي الذي تولى إدارة المفاوضات إلى أنه "لم تحل كل المشاكل وهناك في المسودة أمور لا يتفق عليها الأعضاء ولم أر أرضية تفاهم حولها". لكنه شدد على إحراز تقدم في الأشهر الأخيرة.
وبما أن المنظمة تتخذ قراراتها بالتوافق، يجب أن تتفاهم الدول الأعضاء البالغ عددها 164 على النص.
ويفترض أن يسمح الاتفاق حول صيد السمك الذي أدرج بين أهداف الأمم المتحدة للألفية بوقف الدعم المالي الذي يمكن أن يشجع على الصيد الجائر أو الصيد غير القانوني.
وأشار السفير الكولومبي إلى التقدم خصوصا في موضوع مناطق الصيد، إذ إن النص يستبعد فكرة حل الخلافات الكثيرة والحساسة جدا، في إطار لجنة من منظمة التجارة العالمية.
كما أحرز تقدم في تحديد آلية المعاملة التفضيلية المخصصة للبلدان النامية. فقد أدرجت إعفاءات مؤقتة بشأن الدعم المالي الذي يساهم في الطاقة المفرطة والصيد الجائر، لكن مدتها ليست موضع إجماع بينما تطالب الهند بـ 25 عاما.
وقالت ايزابيل جاريت من منظمة بيو تراستس الخيرية لوكالة فرانس برس، "25 عاما ستكون مدمرة لمخزون الأسماك". وهي تطالب بإعفاء لمدة أقصر من عشر سنوات.
وسيقاس نجاح المؤتمر إلى حد كبير بتبني النص أو رفضه. وكذلك مسألة رفع مؤقت لبراءات الاختراع المتعلقة باللقاحات ضد كورونا.
تعنت هندي
يمكن أن يؤدي تعنت الهند إلى تعطيل ملفات أخرى.
وقال سفير يقيم في جنيف، "ليس هناك موضوع واحد لا تعطله الهند. إنه أمر مقلق"، مشيرا خصوصا إلى مسألتي إصلاح منظمة التجارة العالمية والزراعة الذي يفترض أن يضع الوزراء برنامج عمل من أجله.
وقالت إلفير فابري الباحثة المسؤولة عن السياسة التجارية في المعهد الأوروبي جاك ديلور، "نرى أن الهند تريد أن يكون لها وزن أكبر في المنظمات الدولية بدءا بمنظمة التجارة العالمية. إنها قادرة على تعطيل إنهاء المفاوضات".
وأضافت لوكالة فرانس برس، "نشعر بالقلق في هذه المرحلة من تمديد وقف التجارة الإلكترونية الذي ما زالت الهند وجنوب إفريقيا تحظره".
ويفترض أن يبحث الوزراء أيضا في تصدي منظمة التجارة العالمية لوباء كورونا.
وسيناقش الوزراء نصّين تم الانتهاء من صوغهما الجمعة.
يتعلق النص الأول بتسهيل تداول المكونات اللازمة لمكافحة الأوبئة الحالية والمستقبلية، بينما يفترض أن يسمح النص الثاني برفع مؤقت لبراءات الاختراع عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
ويتسبب النص الثاني بانقسام لأن قطاع الصناعات الصيدلانية يرى فيه إضعافا للملكية الفكرية.
وما زالت نتيجة المناقشات غير محسومة.
وتراجعت أهمية منظمة التجارة العالمية بسبب عدم قدرتها على إبرام اتفاقات رئيسية يعود تاريخ آخرها إلى 2013.
ولا شيء يضمن تحقيق نتائج كبيرة في جنيف على الرغم من الجهود الحثيثة لأوكونجو إيويالا التي تتولى القيادة منذ عام ونيف.
أ ف ب

نيسان ـ نشر في 2022-06-12 الساعة 22:59

الكلمات الأكثر بحثاً