اتصل بنا
 

خطاب متساوق!

نيسان ـ نشر في 2022-06-14 الساعة 14:48

نيسان ـ لم يعد أمام الحكومة إلا اللحاق بما تبقى لديها من مركبات راسية في مياه ترى بها راكدة، وفي حقيقتها تحوي عديد الدوامات المرشحة لأن تطفوا على السطح في أية لحظة، إذا ما استمرت بنهج سياساتها المالية التقليدية وتبتلع مراكبها المهترئة التي لن تقوى على مواجهة قسوتها عبر التذرع بأسباب دولية خارج إرادتها.
المواطن كان ليقبل التبريرات الحكومية ويأخذها على محمل الجد لو أن الحرب الروسية الأوكرانية حديثة العهد وانعكاساتها مباشرة على الاقتصاد الوطني، لكنها في الواقع غير ذلك، فأرقام المديونية وتراجع الأداء الاقتصادي منذ زمن باتا سمة متلازمة لأداء الحكومات، دون إمكانية منها في البحث عن أدوات تحفز الاقتصاد وتستوعب مزيدا من الكفاءات الأردنية المتعطلة التي وصلت بينها البطالة إلى مستويات قياسية، انعكست على معدلات الفقر المرشحة للزيادة حتى بين صفوف العاملين الذين تآكلت مداخيلهم بفعل موجات الغلاء دون أن يوازيها زيادة تخفف من حدة تغول ارتفاع الأسعار.
المفارقة أن المعارضة والحكومة باتا يسيران في خطاب متساوق، ويتقاطعا عند نقطة تحمل بين طياتها صراحة بأن القادم أصعب وليس أفضل من الأمس، في وقت يتساءل فيه المواطن بجدية عن جدوى أهمية خطاب رئيس الوزراء بأن القادم أجمل، ولسان حال المواطن يردد، إن كان في حوزة الرئيس ما يبث الأمل في النفوس فليدل بدلوه بعيدا عن الإنشاء والتسويف واستحضار قيمة ترتقي بالواقع الصعب الذي يتعذر السكوت عنه.
تصريح وزير الطاقة الأخير حيال أسعار المحروقات حمل لغة فوقية ويدعو إلى الاستهجان، حيث أكد أن الأسعار حتى وإن لم ترتفع عالميا فإن الحكومة عازمة وماضية في رفعها تحت ذريعة التماشي مع المستويات العالمية، وتناسى مستوى دخل المواطن الأردني مع مواطني هذه الدول، الذي يزيد عنه بأضعاف وينسف رواية الأزمة العالمية.
الحكومة تسير بنهج مغاير لرغبات وتطلعات الشارع الذي امتلأ حنقا ورفضا لسياساتها، في وقت تغالي فيه بالإعلان عن المزيد من الإجراءات التعسفية بحق أمن المواطن المعيشي الذي وقع ضحية بين مطرقة الحكومة وسندان رفع الأسعار.
أحاديث التعديل أو التشكيل الوزاري لم يعودا يستأثرا انتباه الشارع في الوقوف على تفاصيله، بقدر الحاجة إلى حكومات فاعلة تضع في اعتبارها كيفية النهوض في الاقتصاد، وإيجاد حلول سريعة تلبي أبسط احتياجات المواطن الذي اكتوى بنار إخفاقات الحكومات المتعاقبة.

نيسان ـ نشر في 2022-06-14 الساعة 14:48


رأي: إياد الوقفي

الكلمات الأكثر بحثاً