اتصل بنا
 

العُمّار

نيسان ـ نشر في 2022-06-20 الساعة 14:39

نيسان ـ رغم أن أهلنا كانوا يتحملون في فترة من حياتنا مسؤولية تلبية كافة احتياجاتنا ومتطلباتنا دون مساهماتنا في شيء لقصر ايدينا وقلة حيلتنا حينها، في ذات الوقت و بعد مناوشات ومناقشات حامية، شديدة الاختلاف بسبب فوارق الزمن وطريقة التفكير كانوا يستجيبون لرغباتنا ولو في جزء يسير بحيث نلتق في منتصف الطريق سويا.
فدعهم لفواتير الكهرباء والمياه وتوفير المسكن والطعام والثياب ومصاريف المدارس والصحة والحماية الاجتماعية لا يمنع من التوافق معنا ومشاركتنا لهم، وأخذ رأينا على محمل الجد، نحن نتدخل في أهمية و ضرورة تغيير سجاد البيت وشكله ونوعه وجودته، و كذلك يُحترم ذوقنا في لون وموضة وطول وعرض الستائر، وتُفهم رغبتنا من عدمها في حضور حفلة زواج فلان أو فلانه، بل أننا نرفض يوم كذا البدء في موسم الحصاد لعدم مناسبة الجو من جهة وعدم وتهيئتنا النفسية من جهة أخرى لتحمل ضغط العمل، بل يصل بما الصلف الي مرحلة نقرر فيها طبيعة وجبة إفطار رمضان ونوع حلوى العيد أيضا، وأية المسرحيات نتابع طيبة النهار .. ولاحقا يترك لنا تحمل نتيجة قرار التخصص الجامعي الذي قد لايرونه نافعا مستقبلا.
حسنا، إذا الحكومة تعتبر نفسها ولية أمرنا كوننا بنظرها لا نزال تحت سن الوصاية القانونية، ومع أنها تأخذ منا ولا تدفع لنا، أو تسهل شيئا من المتطلبات الأدنى للحياة البسيطة ، كما كان يفعل أهلنا، فلماذا تتعامل معنا، كمخلوقات افتراضية، كعالم "العُمّار" المخفي، لاتراهم ولا تسمعهم، لا تلتفت لرأيهم في شيء، ولا تحقق رغبة واحدة يجمع عليها الكل، طيب أقلها تسمح لنا المشاركة في اختيار ألوان برادي البلد..!!!
*العُمار حسب المرويات هم الجن الساكن في مكان ما من الأرض...

نيسان ـ نشر في 2022-06-20 الساعة 14:39


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً