اتصل بنا
 

عمان تستقبل ضيفها الكبير

نيسان ـ نشر في 2022-06-21 الساعة 22:46

نيسان ـ لا شك ان المملكة العربية السعودية الاقرب الى شقيقتها المملكة الاردنية الهاشمية، ولم تبتعد يوما عن التحديات الاردنية بشتى مناحيها وبالاخص الاقتصاد الأردني وأزماته فكانت خير سند، بل على العكس كانت دائما الأقرب للاردن وفي مختلف الظروف سواء أكانت محلية أو إقليمية أودولية، وهذه العلاقات بدأت 1933 بتعاون ثنائي بين البلدين الشقيقين تبادلا على اثره حكومتا إمارة شرقي الأردن والمملكة العربية السعودية الاعتراف المتبادل في آذار من ذلك العام،لتنطلق المسيرة في محطات عديدة ازدادت بها قوة ومتانة وصمود وتفهم، ومن خلال برقتيين تبادلهما الأمير عبدالله بن الحسين (آنذاك) والملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ، وعلى إثر الاعتراف المتبادل شرعت الحكومتان الأردنية والسعودية بمباحثات نتج عنها عقد معاهدة صداقة وحسن جوار لتنظيم العلاقات والتعاون بين البلدين وتنظيم الحدود بينهما مجلس تنسيق أردني سعودي، واسس عام 2016 يتولى الاشراف على اعداد الإتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية بين البلدين ومتابعة تنفيذها في المجالات المتعددة وما يتفق عليه الجانبان خلال اجتماعات المجلس وتمخض عن هذه التعاون مجلس الأعمال الأردني السعودي ولجنة الصداقة البرلمانية ولجنة الأخوة من الأعيان كما يشارك الأردن في اجتماعات الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الدورية من خلال برنامج تعاون بين الأردن ودول مجلس التعاون في 11 قطاع.
التطور في العلاقات الاردنية السعودية يكمن هذه المرة في الخروج من الاطار التقليدي الذي استمر لعقود والمتمثل في دعم الاردن ماليا بشكل مباشر الى توسيع أطر التعاون الاقتصادي ليشمل العملية الاستثمارية وتوحيد المواقف السياسية بين البلدين في جميع الشؤون المشتركة ، كما يتطلع الاردن إليه ليكون الداعم الرئيسي لعملية التنمية الشاملة في المملكة ، فزيارة سمو الأمير محمد بن سلمان ، ولي العهد السعودي باعتبارها الأولى له للأردن ، منذ توليه منصب ولاية العهد في السعودية عام 2017، تحمل مضامين كثيرة وفيما ياتي اللقاء قبيل قمة عربية أمريكية تستضيفها الرياض الشهر المقبل.
ويرى الأردن في السعودية حليفا كبيرًا، في المجالات كافة انطلاقا من اداركه بانه تشكل العمق الاستراتيجي واللاعب الرئيس في الإقليم وفي العالم، لذا اتسمت العلاقات الاردنية السعودية بأنها علاقات راسخة ومتينة وتوافق في المواقف المصيرية ، ومن جانب آخر نجد أن الاشقاء في المملكة العربية يدركون تماما أن الأردن _في قيادته الهاشمية الفذة وشعبه الشجاع يشكل اهمية كبرى للسعودية كما انه واجهة اقتصادية واستثمارية وتعليمية وطبية للاشقاء هناك.
والاردن يكن للأمير محمد بن سلمان كل المحبة، ليس بصفته احد أبرز قادة العالم بل لانه ايضا محب للأردن ولشعبه ورصيد سموه في قلوب الاردنيين كبير ولدى سموه نظرة ثاقبة ورؤية واضحة جعلته يعزز من مكانة السعودية الدولية الطموحة ، وبشكل غير مسبوق حتى أصبحت محط أعجاب العالم ،ان هذه الزيارة الملكية تؤكد مدى التزام السعودية الثابت بالوقوف الى جانب شقيقتها الأردن دائمًا كما وتؤكد الدور المحوري والاساسي للمملكة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني .
وما زالت االسعودية كسابق عهدها الداعم الأكبر للاقتصاد الأردني، نتذكر الوديعة السعودية البالغة 200 مليون دينار عقب أزمة الدينار سنة 1989، والجميع يعلم أنه بعد انقطاع النفط التفضيلي العراقي عن الأردن عقب سنة 2003، كان النفط السعودي هو البديل عن ذلك، وحصل الأردن لمدة ستة أشهر على 100 ألف برميل نفطي كمنحة، ثم تحولت الى مساعدات مختلفة الاتشكال .في الحقيقة، إن المملكة العربية السعودية لم تبتعد عن الاقتصاد الأردني وأزماته أبدا، بل على العكس نحن على توافق دائم مع اشقائنا السعوديين تجمعنا بهم قواسم مشتركة كثيرة وشائكة وتوافق في الموقف والرؤى في مختلف القضايا ، وتنسيق على أعلى المستويات ، ونريد لهذه العلاقات ان تكون دائما في تطور مستمر وداعم لجهودالمملكتين للعمل العربي المشترك وصولا الى تحقيق التكامل التنموي المنشود في جميع المجالات.

نيسان ـ نشر في 2022-06-21 الساعة 22:46


رأي: د محمد كامل القرعان

الكلمات الأكثر بحثاً