المونديال يضع الدوحة في عين العاصفة

نيسان ـ بقلم فايز السعدي
الدوحة لا تنام، لا بل إنها لا تغمض جفنيها، فأمامها حدث رياضي استثنائي، أحال بعضاً من جيرانها وحلفاء الأمس إلى أعداء متربصين، لكنها لا تلتفت لكل ذلك، وتصر على حفر اسمها نجمة في سماء الرياضة.
لا شك أن تنظيم فعالية كأس العالم على أرض قطر، وهو الحدث الأهم رياضياً على الإطلاق، قفز بها خطوات بعيدة عن خصومها التقليديين، وصارت تمرر كراتها دولياً عقب أن نجحت بتمريرها إقليماً.
إنها كرة من سياسة واقتصاد تحركها الأقدام القطرية بحرفة ماهر، ثم تسدد رميها بقدم فولاذية فتستقر بالمرمى بهدوء.
ندرك أن الاتحاد الدولي وهو يسلّم ملف "المونديال" لليد القطرية كان يقول للدوحة كوني عاصمة عالمية بأقدام من رياضة، أقدام لا تتعب ولا تشيخ، فكانت قلعة من مفاجآت، وصلت ارتداداتها حد جلب سلة من منافع للشركات والأفراد في قطر على السواء.
قطر التي فاجأت محيطها بنموذج إداري رياضي مختلف عن سابقاتها، هي ذاتها التي تضع ساقاً على ساق سياسياً، وهي ذاتها التي تلج العالم اليوم من بوابة المنوديال.
لعل ذلك يفسر حالة الهجوم على الدوحة، بعد أن تمددت سياسياً واقتصادياً، واليوم ها هي تسبح بأجنحة من تمرد رياضي وسط بيئة إقليمة عاجزة عن مجاراة الدوحة، إلا من التصيد في مائها الرياضي، عقب أن حلقت دبلوماسياً وإعلامياً على ارتفاعات شاهقة.
لا تبحثوا عن كلمة السر القطرية، فهي ابتداء لا تلتفت لكل ما يعيقها، ثم لا تعبأ بمن حولها من معيقين، فتواصل دربها وبوصلتها التميز، ولا شيء غيره.