هل الاردن مهدد بالزلازل؟
خالد الشوابكة
خبير جيولوجي نقيب الجيولوجيين الاردنيين الأسبق
نيسان ـ نشر في 2015-04-18
يعتبر صدع البحر الميت التحويلي: حد زلزالي نشط ويقع خليج العقبة في طرفه الجنوبي ويبلغ طوله 1000 كم، وترتبط حركته بحركة اتساع البحر الأحمر وحركة تصادم الصفائح في جنوب تركيا وإيران، ولذا يعرف نظام هذا الحد بنظام التحول النافذ «Leaky Transform»، وقد تعرض هذا الحد لمراحل تشوه متعددة خلال حقب زمنية متعاقبة ومتزامنة مع مراحل اتساع البحر الأحمر، وبدأت الحركة الجانبية الانزلاقية على حد البحر الميت التحولي منذ ما يقارب 20 مليون عام، حيث أشارت الدراسات الجيوفيزيائية والجيولوجية إلى انزلاق الصفيحة العربية لمسافة تزيد على 105 كم بالمقارنة مع صفيحة سيناء، هذا الصدع يتميز بوجود عدد من المنخفضات المنتشرة على طوله،
ومن خلال السجلات التاريخية للزلازل في الاردن أمكن تسجيل أكثر من 31 زلزالاً في المنطقة تراوح قدرها ما بين 4-6.5 خلال الفترة ما بين 747-1964م، أي بمعدل زلزال قوي كل 25 سنة تقريباً، 70% من تلك النشاطات تركزت في منطقة البحر الميت و30% في منطقة خليج العقبة، وتعرضت المنطقة في الأعوام 641،1068،1212،1293،1588م إلى هزات عنيفة نتج عنها أضرار جسيمة، فزلزال 1068 دمر مدينة (أيلة) تماماً والتي تقع شمال خليج العقبة مباشرة ونشأت ينابيع مياه في تبوك وهي المعروفة بـ الكور، وسبب أضراراً بسيطة في تيما وخيبر والمدينة المنورة، في عام 1927 حصل زلزال مدمر في وادي الأردن بلغ قدره 6.2 درجة، وحصلت أضرار مادية وبشرية ونتج عنها وفاة 342 شخص. وقد أمكن حديثاً خلال الفترة 1983 - 2006م رصد أكثر من 4000 زلزال بقدر يتراوح ما بين 3-6 في خليج العقبة فقط، ومن أهم التتابعات الزلزالية تلك التي حدثت في يناير 1983م واستمرت لمدة أربعة أشهر، وبلغ قدر أعلاها 5.2 درجة، ودلت هذه التتابعات على تركز النشاط في الجزء الشمالي من الخليج، وفي ديسمبر 1985م سُجلت عاصفة زلزالية في وسط الخليج بلغ قدر أكبرها 4.9، وفي 1995 بدأ نشاط زلزالي محسوس بزلزال قدره 6.2 درجة بدون سوابق وقد أمكن تسجيل ما ينوف على 5000 هزة لاحقة منها أكثر من 90 هزة محسوسة تتراوح في قدرها ما بين 3.8 - 5.5 استمرت لمدة ثلاثة أشهر، ولذا يتضح من هذا السجل التاريخي أن النشاط الزلزالي في خليج العقبة يغلب عليه الطابع التتابعي للهزات التي تستمر من شهرين إلى أربعة أشهر تقريبا، وأن المنخفض الحركي (ايلات-ارجون- داكار) يمر عبر دورة زلزالية يكون من ضمنها عدد من التوابع الزلزالية التي قد يعقبها حدوث زلزال قوي يجب الاستعداد له. *
وبهذ االخصوص، أن اقوى زلزالين تم تسجيلهما في المملكة كانا الاول" في منطقة الكرامة عام 1927 بقوة 2ر6 درجة على مقياس ريختر فيما حدث الثاني عام 1995 في الجزء الجنوبي من خليج العقبة وايضا بقوة 2ر6 درجة.
ومن خلال ماسبق فإن الاردن معرض وبشكل كبير جدا لحدوث زلازل كبيرة قد تكون لها قوة تدميرية كبيرة لاسمح الله ولهذا لا بد من وضع خطة شاملة لمواجهة الكوارث الطبيعية وكيفية التعامل معها .