ابحثوا مع الشرطة عن هذه السيدة الملتحية

نيسان ـ إبراهيم قبيلات..
وأنت تقرأ إعلانا للشرطة الكندية حول طلبها المساعدة في العثور على سيدة ضائعة تظن أن الشرطة في تغريدتها أخطأت في نشر صورة السيدة الضائعة فقد وضعت صورة لرجل ملتح يبدو من ملامحه أنه تائه حقا.
ما يزيد من اشتباك عدم الفهم لديك هو قول الشرطة إن السيدة الضائعة ملتحية؟
يا إلهي. تشعر بالأسف من معاناة هذه السيدة الملتحية. يبدو أنها "طشّت على حلّ شعرها بعد معاناة طويلة مع الأمراض.
ثم تعود وتنظر إلى الصورة. ما زال اشتباك غموضك على حاله. ما علاقة صاحب الصورة بالخبر، ثم يأتيك الخبر الصادم: السيدة التائهة رجل شاذ ملتح قرر في لحظة عبط ان يعرّف نفسه من جديد على إنه امرأة.
نعم. إلى هذا الحد وصل السخف بالمجتمعات الغربية.
كل الكون يسير وفق نظام شامل لا يشذ عنه جرم سماوي ولا يضيع في فضاءاته كوكب. إلا ما وضع يده الانسان عليه.
يكاد في الغرب ان يصبح الشذوذ مسألة ليست اختيارية.
إحدى الطرائف التي يلقيها امريكي ما زال في رأسه عقل ان رجلا امريكيا قرر سريعا الهجرة عن امريكا. وعندما سئل لم أجاب: لانهم قبل مئة عام كانوا يعدمون الشاذ، ثم بعد ذلك صاروا يسجنونه، ثم لاحقا صارت العقوبة غرامة تافهة.
فقيل له: حسنا وما علاقة هجرتك عن امريكا؟ فأجاب: أخشى ان يفرضوا علينا الشذوذ تحت طائل المسؤولية.
يُخلق الانسان رجلا أو امرأة، ثم فجأة يرفض رغم أنف الدماء التي تسري في شرايينه، ثم يُخضع جسده لألف عملية جراحية من أجل إعادة تعريف نفسه. هو هي. هل اقترب موعد النيزك؟
تحك رأسك طويلا وأنت تقول إن شذوذهم لن يتوقف عند حدّ، وسيفرز مزيدا من التناقضات الجوهرية في الكون وليس في الارض وحدها.