مهرجان جرش: اين عناوين التعبير عن تقافتنا المحلية؟
د. زيد النوايسة
أكاديمي وكاتب
نيسان ـ نشر في 2022-07-07 الساعة 10:51
نيسان ـ قبل أيام أعلنت وزارة الثقافة الأردنية في مؤتمر صحفي عن فعاليات الدورة الـ 36 لمهرجان جرش للثقافة والفنون؛ المهرجان الذي اكتسب سمعة وحضور عربي وعالمي سينطلق في الفترة الواقعة بين 28/تموز وينتهي في السادس من الشهر الثامن.
مهرجان جرش جزء اصيل من الحالة الثقافية والفنية والسياحية في الأردن منذ ثمانينيات القرن الماضي ومن المهم والضروري استمراره ولكن بالشكل الذي يعبر عن الأردن وحضارته وتاريخه لا أن يتحول لمهرجان ينافس متعهدي الحفلات في القطاع الخاص؛ فالرسالة والهدف والغاية مختلفة كلياً.
تقول وزيرة الثقافة النشطة والتي لا تغيب عن أي نشاط ثقافي وأدبي سواء كان تحت رعاية الوزارة أو أي جهة أخرى في دلالة على اهتمامها بالشأن الثقافي، وأقتبس هنا مما ورد في المؤتمر الصحفي الاثنين الماضي "أن المهرجان يعد فرصة للفنان والمبدع الأردني لتقديم نفسه والذي شكل رافعة لعدد من الفنانين والشعراء العرب لمع نجمهم من مدرجات المهرجات" بينما لا يعكس برنامج فعاليات المهرجان في هذه الدورة خاصة على المسرح الجنوبي هذا المفهوم؛ إذ يبدو أن هناك غياب شبه كامل للفنانين والادباء والمبدعين الأردنيين، بينما حضور كبير ومكثف للفنانين العرب وخاصة من لبنان ومصر.
لا مشكلة مطلقاً أن يكون هناك فنانين عرب من المشاهير لأن هذا يعطي زخماً أكبر للمهرجان ولكن دون أن يكون على حساب اللون الغنائي الأردني والفنانين الأردنيين حتى لو كان حضورهم العربي اقل؛ المعروف أن الالحان واللهجات اللبنانية والمصرية والخليجية هي السائدة منذ زمن بعيد والأكثر رواجاً ولكن يبقى ومن باب أولى أن تكون شرعية حضور اللون الأردني هي الطاغية والأساس في أي مهرجان وطني رسمي، وهذا ما يحدث في المهرجانات العربية المهمة؛ مهرجان قرطاج في تونس وبعلبك في لبنان وموازين في المغرب.
من المهم تذكير وزارة الثقافة والقائمين على المهرجان؛ أن هناك ثمة فرق كبير بين المهرجانات الوطنية التي يفترض فيها أن تعطي الأولوية في فعالياتها لإبراز هوية الدولة وموروثها الفني والثقافي لا التعامل بعقلية شباك التذاكر والترفيه فقط على حسب المضمون حتى لو تراجع العائد المادي، فالمهرجانات الوطنية يجب الا تنافس القطاع الخاص الذي يهدف لتحقيق الربح التجاري وهذا طبيعي ولا تعارض في وجوده بالنسبة للقطاع الخاص ولكن المهرجانات التي تحمل عنوان الدولة الرسمي تخضع لمعايير وضوابط يجب أن تكون مستقرة.
الأكثر مدعاة للتساؤل في البرنامج الذي ركز على فنانين عرب (لبنان ومصر) وكأن غاية المهرجان التسويق لهم والترويج لأعمالهم أولوية أردنية، يضاف أيضاً غياب الاستفادة من فرصة وجود مدينة اربد كعاصمة للثقافة العربية والتركيز على الفعاليات المتعلقة بالشعر والادب وأيضا وجود مدينة مأدبا عاصمة للسياحة العربية، وعدم إعطاء موافقات لمتعهدي الحفلات بنفس موعد المهرجان خاصة وأن فئة الفنانين الذي يشاركون في هذه الفعاليات غير معترف فيهم في بلدانهم بالإضافة للمستوى الرديء للأعمال التي يقدمونها بمعزل عن وجود جمهور لهم خاصة من فئة المراهقين للأسف.
على أن المجتمع المحلي في جرش يجب أن يكون له نصيب من الاستفادة المادية من الفعاليات حتى لو تحملت إدارة المهرجان بعض من الأعباء المالية فأي نشاط وعمل لا ينعكس على البيئة التي تحتضنه يؤسس عناوين الرفض المجتمعي مع الزمن.
مهرجان جرش جزء اصيل من الحالة الثقافية والفنية والسياحية في الأردن منذ ثمانينيات القرن الماضي ومن المهم والضروري استمراره ولكن بالشكل الذي يعبر عن الأردن وحضارته وتاريخه لا أن يتحول لمهرجان ينافس متعهدي الحفلات في القطاع الخاص؛ فالرسالة والهدف والغاية مختلفة كلياً.
تقول وزيرة الثقافة النشطة والتي لا تغيب عن أي نشاط ثقافي وأدبي سواء كان تحت رعاية الوزارة أو أي جهة أخرى في دلالة على اهتمامها بالشأن الثقافي، وأقتبس هنا مما ورد في المؤتمر الصحفي الاثنين الماضي "أن المهرجان يعد فرصة للفنان والمبدع الأردني لتقديم نفسه والذي شكل رافعة لعدد من الفنانين والشعراء العرب لمع نجمهم من مدرجات المهرجات" بينما لا يعكس برنامج فعاليات المهرجان في هذه الدورة خاصة على المسرح الجنوبي هذا المفهوم؛ إذ يبدو أن هناك غياب شبه كامل للفنانين والادباء والمبدعين الأردنيين، بينما حضور كبير ومكثف للفنانين العرب وخاصة من لبنان ومصر.
لا مشكلة مطلقاً أن يكون هناك فنانين عرب من المشاهير لأن هذا يعطي زخماً أكبر للمهرجان ولكن دون أن يكون على حساب اللون الغنائي الأردني والفنانين الأردنيين حتى لو كان حضورهم العربي اقل؛ المعروف أن الالحان واللهجات اللبنانية والمصرية والخليجية هي السائدة منذ زمن بعيد والأكثر رواجاً ولكن يبقى ومن باب أولى أن تكون شرعية حضور اللون الأردني هي الطاغية والأساس في أي مهرجان وطني رسمي، وهذا ما يحدث في المهرجانات العربية المهمة؛ مهرجان قرطاج في تونس وبعلبك في لبنان وموازين في المغرب.
من المهم تذكير وزارة الثقافة والقائمين على المهرجان؛ أن هناك ثمة فرق كبير بين المهرجانات الوطنية التي يفترض فيها أن تعطي الأولوية في فعالياتها لإبراز هوية الدولة وموروثها الفني والثقافي لا التعامل بعقلية شباك التذاكر والترفيه فقط على حسب المضمون حتى لو تراجع العائد المادي، فالمهرجانات الوطنية يجب الا تنافس القطاع الخاص الذي يهدف لتحقيق الربح التجاري وهذا طبيعي ولا تعارض في وجوده بالنسبة للقطاع الخاص ولكن المهرجانات التي تحمل عنوان الدولة الرسمي تخضع لمعايير وضوابط يجب أن تكون مستقرة.
الأكثر مدعاة للتساؤل في البرنامج الذي ركز على فنانين عرب (لبنان ومصر) وكأن غاية المهرجان التسويق لهم والترويج لأعمالهم أولوية أردنية، يضاف أيضاً غياب الاستفادة من فرصة وجود مدينة اربد كعاصمة للثقافة العربية والتركيز على الفعاليات المتعلقة بالشعر والادب وأيضا وجود مدينة مأدبا عاصمة للسياحة العربية، وعدم إعطاء موافقات لمتعهدي الحفلات بنفس موعد المهرجان خاصة وأن فئة الفنانين الذي يشاركون في هذه الفعاليات غير معترف فيهم في بلدانهم بالإضافة للمستوى الرديء للأعمال التي يقدمونها بمعزل عن وجود جمهور لهم خاصة من فئة المراهقين للأسف.
على أن المجتمع المحلي في جرش يجب أن يكون له نصيب من الاستفادة المادية من الفعاليات حتى لو تحملت إدارة المهرجان بعض من الأعباء المالية فأي نشاط وعمل لا ينعكس على البيئة التي تحتضنه يؤسس عناوين الرفض المجتمعي مع الزمن.
نيسان ـ نشر في 2022-07-07 الساعة 10:51
رأي: د. زيد النوايسة أكاديمي وكاتب