نظرية الدجاج والحواضن السياسية
حازم قشوع
نائب أردني
نيسان ـ نشر في 2022-07-12 الساعة 11:19
نيسان ـ الدجاج هو اكثر المخلوقات عددا على وجه البسيطة إذ تقدر منظمة الاغذية الدولية أعداده بنحو 66 مليار دجاجة عام 2016، وهو ما يجعل من الدجاج يشكل وجوده على كوكب الارض بتسعة اضعاف الوجود الانساني، وهو ما يعد تطورا استثنائيا بكل المقاييس عما كان عليه الحال قبل ستين عام عندما كانت دجاجة ل 350 انسان.
الدجاج الذي يعتقد انه مخلوق من الجينات الوراثية الديناصورية استنادا للتحليلات الوراثية التي قام بها "منظومة Avis" حيث اكدت
ان الدجاج ينحدر من سلالة "تي ركس" وهو ما يعد بيان مغاير للانطباع السائد للواقع الذي جعل تصنيفها من الطيور مع انها لا تطير ولا حتى تسبح هو ما جعل من هذا التصنيف يكون شكلي وليس ضمني او علمي، لان درجة قرابة الديناصورات للدجاج في الموروث الجيني اقرب من درجة قرابتها للزواحف، كما ان أعين الدجاجة تتحرك باتجهات متضادة في نفس الوقت وهي قادرة على التنبأ بمجريات المغيرات البيئية قبل وقوعها وهي من سمات الديناصور بفصيلة "تي ركس" وهي أيضا السمات التي يظهرها الديك من تصرفات عند الفجر، الامر الذي جعل من الديك يشكل بوصلة مناخية عن الفرنسيين، كما شكل إله يفصل بين النور والظلمة عند الزرادشتين في بداية اكتشافه عند الفرس قبل ان يتم وضعه في قصور الملوك العراقية بمدينة أور فيما بعد ومن ثم نقله الفراعنة الى مصر في الجيزة.
في مصر بدأت حكاية تطوير التخصيب والتلاعب الجيني للدجاج، حيث اكتشف الفراعنة حواضن التخصيب "Artificial incubator" ليقوموا بمضاعة اعداد الدجاج بشكل كبير وهي صناعة خلقت ثورة في مجال التخصيب الصناعي واخذت الدجاجة تشكل العنوان الغذائي عند المصريين حتى اصبحت فيما بعد المأكول الرئيسي عند البحارة وانتقلت الى كل العالم عبر رحلات التجارة الى ان حطت في جورجيا وكنتاكي في الولايات المتحدة واخذت تشكل الدجاجة أكل السود الرئيسي وهو ما شكل حالة تمايز عرقي في الاكل بين البيض اللذين اعتادوا اللحم الاحمر البقري في الاكل وبين السود العبيد اللذين اعتادوا اكل الدجاج الابيض نتيجة وجودهم على قوارب التجارة الناقلة لفترات طويلة، وهذا ما جعلها تشكل رمزية طبقية ذات دلالة سياسية في الولايات المتحدة .
وفي سياق آخر متصل، قام الرومان اللذين اخذوا هذا الطير من المصرين باستخدامه في قراءة الاحداث عندما استخدمه بيبلوس كلوديس في التنبأ بمعركته ضد القرطاجيين في تونس وتمت معاقبته لمخالفته رأي الديك المقدس آنذاك وهي العناوين الروحانية التي كانت عند النيورديين في شمال اوروبا كما عند اليابانيين في ديانة "التشنتو والاماتيراسو" وفي الديانة المسيحية حيث عيد البيض عندما اصدر البابا نيوكالاس الاول قرارا بجعل تماثيل الديوك على ابراج الكنائس وحتى بالقرون الوسطى عندما صعدت طائفة برنكتين منكز واخذت ترسي تعليمات الصيام وفق ضوابط منعت بموجبها كل المواشي على الصائم باستثناء لحم الدجاج والبيض.
ومما لا شك فيه أن عملية الانتقاء الصناعي التي حصلت للدجاج جعلت منه الذي بين ايدينا، دجاج جاء من واقع معادلة جينية اصطناعية عندما تم فصل الدجاج اللاحم عن البياض فجعلت من اللاحم لا يعيش اكثر من 45 يوما حتى يكبر ويزداد سمنة، بينما الدجاج قبل المدخلات الجينية كان يعيش حتى سبع سنوات، واصبح الدجاج البياض يبيض دون مواعيد طبيعية وهو ما جعل من الارض التي نعيش عليها تصبح ارض الدجاج بلا منازع .
قصة الدجاج هذة التي عالجت ازمة بريطانيا في الازمة الغذائية التي عرفت في حينها بحمى الدجاج وهي التي قد تقودنا لوضع تصور في كيفية التعامل القادم مع الازمة الغذائية، لأن الحل الذي يفكر بابتكاره هو الحل الذي سيقوم على التغير في الموروث الجيني والذي ينتظر ان يقدم حلا يستند على ما تم اعتماده في قصة الدجاج، لكن هذه المرة ستكون لمادة القمح والبطاطا والذرة وهي المواد التي يتم استهدافها واستنباتها في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة في امريكا الجنوبية.
وهذا ما سيقود الى تغير جيني للانسان بعد تغيير شكل العالم الذى نعيش عليه فلا الطبيعة بقيت كما هي ولا البيئة التي نعيش عليها ستكون ذات البيئة ولا حتى الانسان الذي يأكل من متغير جيني جيناته ستصبح طبيعية وربما سلوكه ايضا سيصبح خليط بين اصول الدجاجة الديناصورية والدجاجة التي باتت تستخدم إما لتبيض أو يتم إلتهامها بطريقة يومية.
وهي المعادلة الجينية التي تم استنباط نماذجها على الحالة السياسية والتي اخذت تشكل باسقاطاتها محددات الحضائر الامنية (regional security determinants) والتي يتم تشكيها لترسيم نماذج المشهد القادم في كلا من اقليم اوروبا التي يجري عملية اعادة ترسيمها عبر أوكرانيا عبر "اورو كوم" واقليم الشرق الاوسط عبر تشكيل منظومة عبر "سنتكوم" واقليم الهند الذي يضم باكستان وافغانستان وبنغلادش وسيريلانكا والذي تم اعتماده للموارد البشرية بدلا عن الصين واقليم اسيا الوسطى عبر تركيا، وكذلك اقليم الشرق الاقصى عبر السبع نمور واقليم افريقيا عبر "افريقا كوم" الذي تم اعتماده مؤخرا، اضافة الى اقليم امريكا اللاتينية الذي تجرى عملية اعادة موضعه بشكل متسارع لاعتبارات لها علاقة بمسألة الامن الغذائي.
هذه النماذج الامنية التى يجري اعتمادها وترسيم محدداتها وفق متوازية هندسية تعمل جميع مساحات الاستهداف فيها معا وعلى وقع متصل واحيانا يتم تركيب مفردة امنية فوق مفردة سياسية لاعتبارات ميدانية، فيتم استخدام منظومة المتوالية الهندسية فيها كما يحدث في الشرق الاوسط الذي أخذ يشكل جوهر عوائق ترسيمه مسـألة القيادة وتحديد الادوار على حساب قضايا سياسية كانت تعد هامة في المنظور العام، حيث اخذت تستخدم المقايضة وهي الحالة التي ينتظر ان تغير شكل العالم ومحدداته الجغرافية، يأتي ذلك كله من على وقع نظرية سياسية أمنية جديدة تعرف باسم نظرية "حواضن الدجاج" .
الدجاج الذي يعتقد انه مخلوق من الجينات الوراثية الديناصورية استنادا للتحليلات الوراثية التي قام بها "منظومة Avis" حيث اكدت
ان الدجاج ينحدر من سلالة "تي ركس" وهو ما يعد بيان مغاير للانطباع السائد للواقع الذي جعل تصنيفها من الطيور مع انها لا تطير ولا حتى تسبح هو ما جعل من هذا التصنيف يكون شكلي وليس ضمني او علمي، لان درجة قرابة الديناصورات للدجاج في الموروث الجيني اقرب من درجة قرابتها للزواحف، كما ان أعين الدجاجة تتحرك باتجهات متضادة في نفس الوقت وهي قادرة على التنبأ بمجريات المغيرات البيئية قبل وقوعها وهي من سمات الديناصور بفصيلة "تي ركس" وهي أيضا السمات التي يظهرها الديك من تصرفات عند الفجر، الامر الذي جعل من الديك يشكل بوصلة مناخية عن الفرنسيين، كما شكل إله يفصل بين النور والظلمة عند الزرادشتين في بداية اكتشافه عند الفرس قبل ان يتم وضعه في قصور الملوك العراقية بمدينة أور فيما بعد ومن ثم نقله الفراعنة الى مصر في الجيزة.
في مصر بدأت حكاية تطوير التخصيب والتلاعب الجيني للدجاج، حيث اكتشف الفراعنة حواضن التخصيب "Artificial incubator" ليقوموا بمضاعة اعداد الدجاج بشكل كبير وهي صناعة خلقت ثورة في مجال التخصيب الصناعي واخذت الدجاجة تشكل العنوان الغذائي عند المصريين حتى اصبحت فيما بعد المأكول الرئيسي عند البحارة وانتقلت الى كل العالم عبر رحلات التجارة الى ان حطت في جورجيا وكنتاكي في الولايات المتحدة واخذت تشكل الدجاجة أكل السود الرئيسي وهو ما شكل حالة تمايز عرقي في الاكل بين البيض اللذين اعتادوا اللحم الاحمر البقري في الاكل وبين السود العبيد اللذين اعتادوا اكل الدجاج الابيض نتيجة وجودهم على قوارب التجارة الناقلة لفترات طويلة، وهذا ما جعلها تشكل رمزية طبقية ذات دلالة سياسية في الولايات المتحدة .
وفي سياق آخر متصل، قام الرومان اللذين اخذوا هذا الطير من المصرين باستخدامه في قراءة الاحداث عندما استخدمه بيبلوس كلوديس في التنبأ بمعركته ضد القرطاجيين في تونس وتمت معاقبته لمخالفته رأي الديك المقدس آنذاك وهي العناوين الروحانية التي كانت عند النيورديين في شمال اوروبا كما عند اليابانيين في ديانة "التشنتو والاماتيراسو" وفي الديانة المسيحية حيث عيد البيض عندما اصدر البابا نيوكالاس الاول قرارا بجعل تماثيل الديوك على ابراج الكنائس وحتى بالقرون الوسطى عندما صعدت طائفة برنكتين منكز واخذت ترسي تعليمات الصيام وفق ضوابط منعت بموجبها كل المواشي على الصائم باستثناء لحم الدجاج والبيض.
ومما لا شك فيه أن عملية الانتقاء الصناعي التي حصلت للدجاج جعلت منه الذي بين ايدينا، دجاج جاء من واقع معادلة جينية اصطناعية عندما تم فصل الدجاج اللاحم عن البياض فجعلت من اللاحم لا يعيش اكثر من 45 يوما حتى يكبر ويزداد سمنة، بينما الدجاج قبل المدخلات الجينية كان يعيش حتى سبع سنوات، واصبح الدجاج البياض يبيض دون مواعيد طبيعية وهو ما جعل من الارض التي نعيش عليها تصبح ارض الدجاج بلا منازع .
قصة الدجاج هذة التي عالجت ازمة بريطانيا في الازمة الغذائية التي عرفت في حينها بحمى الدجاج وهي التي قد تقودنا لوضع تصور في كيفية التعامل القادم مع الازمة الغذائية، لأن الحل الذي يفكر بابتكاره هو الحل الذي سيقوم على التغير في الموروث الجيني والذي ينتظر ان يقدم حلا يستند على ما تم اعتماده في قصة الدجاج، لكن هذه المرة ستكون لمادة القمح والبطاطا والذرة وهي المواد التي يتم استهدافها واستنباتها في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة في امريكا الجنوبية.
وهذا ما سيقود الى تغير جيني للانسان بعد تغيير شكل العالم الذى نعيش عليه فلا الطبيعة بقيت كما هي ولا البيئة التي نعيش عليها ستكون ذات البيئة ولا حتى الانسان الذي يأكل من متغير جيني جيناته ستصبح طبيعية وربما سلوكه ايضا سيصبح خليط بين اصول الدجاجة الديناصورية والدجاجة التي باتت تستخدم إما لتبيض أو يتم إلتهامها بطريقة يومية.
وهي المعادلة الجينية التي تم استنباط نماذجها على الحالة السياسية والتي اخذت تشكل باسقاطاتها محددات الحضائر الامنية (regional security determinants) والتي يتم تشكيها لترسيم نماذج المشهد القادم في كلا من اقليم اوروبا التي يجري عملية اعادة ترسيمها عبر أوكرانيا عبر "اورو كوم" واقليم الشرق الاوسط عبر تشكيل منظومة عبر "سنتكوم" واقليم الهند الذي يضم باكستان وافغانستان وبنغلادش وسيريلانكا والذي تم اعتماده للموارد البشرية بدلا عن الصين واقليم اسيا الوسطى عبر تركيا، وكذلك اقليم الشرق الاقصى عبر السبع نمور واقليم افريقيا عبر "افريقا كوم" الذي تم اعتماده مؤخرا، اضافة الى اقليم امريكا اللاتينية الذي تجرى عملية اعادة موضعه بشكل متسارع لاعتبارات لها علاقة بمسألة الامن الغذائي.
هذه النماذج الامنية التى يجري اعتمادها وترسيم محدداتها وفق متوازية هندسية تعمل جميع مساحات الاستهداف فيها معا وعلى وقع متصل واحيانا يتم تركيب مفردة امنية فوق مفردة سياسية لاعتبارات ميدانية، فيتم استخدام منظومة المتوالية الهندسية فيها كما يحدث في الشرق الاوسط الذي أخذ يشكل جوهر عوائق ترسيمه مسـألة القيادة وتحديد الادوار على حساب قضايا سياسية كانت تعد هامة في المنظور العام، حيث اخذت تستخدم المقايضة وهي الحالة التي ينتظر ان تغير شكل العالم ومحدداته الجغرافية، يأتي ذلك كله من على وقع نظرية سياسية أمنية جديدة تعرف باسم نظرية "حواضن الدجاج" .
نيسان ـ نشر في 2022-07-12 الساعة 11:19
رأي: حازم قشوع نائب أردني