اتصل بنا
 

لم يعد للصراخ قيمة ما دام الكلّ يبيض!

كاتب وصحافي

نيسان ـ نشر في 2022-08-04 الساعة 17:11

نيسان ـ ما بك أيها الاعرابي، المزهو بصناعة الربيع العربي وملهم الثورات!... فالكلّ هنا يصيح و "يكاكي" بقوه وشراسة ولكنه يضع بيضه بهدوء كالدّجاج، وأحيانا نكون مثل جراء تكثر من النباح ولكنها لا تدافع عن "المزجر" ولا تعضّ ايضاً...!
تاريخنا العربي الأصيل!، مليء بالطيبين، الذين يذرفون كثيرا من الدّمع في اول مناسبة...سيدنا محمد صلى الله عليه وصلى عليه وسلم، إذ بكى على مغادرته مكة إلى المدينة، لظلم اهله، وسالت دموع سيدنا يعقوب على الده يوسف عليهما السلام بعدما غدر به إخوته، ويحمل تراثنا الأردني كثير منها دموع عزة وكرامة وأخرى دموع مظاهر تجلي وفرح وكثير من الدموع مثل دموع "التماسيح"!
فالمسؤول يبكي، والرعايا يبكون، ويبكي الجلاّد والضحيّة تبكي، وصاحب العمل يبكي والعامل يبكي، والظالم يبكي والمظلوم يبكي...حتى المغني والجمهور على المسرح يبكي أيضا!
وليس غريبا، بعض الناس يبكي مسؤولاً سابقا، افقّرهم وسرق قوتهم، ويلتقطون صورا إلى جانبه ويترحمون على أيامه وبذات الوقت، يفعلون الشيء نفسه مع المسؤول القادم ويتمنون اكمال مشروع سلفه، ولكن الحمد الله الكلّ يبيض..
أحزاب المعارضة تبكي لأنها لا تحكم بشرع الله وأحزاب المولاة تبكي نصيبها من حكم عباد الله وليس حبا او طمعاً بالمناصب والعطايا والامتيازات والعطايا..
وادبنا العربي، بليغ أيضا، فعّرف دموع تشبه دموع التماسيح، وهي حيوانات بطبعها شرسة وقاتلة ولكن تختفي قوتها عندما تعرف ان هذه الحيوانات، أيضا تبيض!
لم يعد للصراخ قيمة طالما كان الكل يبيض وما يخفف علينا ان علوم الطب، ان بعض الدموع ظاهرة صحية وتغسل العيون...!
والله من وراء القصد

نيسان ـ نشر في 2022-08-04 الساعة 17:11


رأي: رداد القلاب كاتب وصحافي

الكلمات الأكثر بحثاً