اتصل بنا
 

من غرائب' الصديق عند الضيق'

نيسان ـ نشر في 2022-08-13 الساعة 19:43

نيسان ـ يروي الأديب يحيى حقي رحمه في مذكراته التي عنونها ب"خليها على الله" أنه ذات مرة في مرحلة دراسته القانون اصطحبهم أستاذ القانون الجنائي إلى محكمة الجنايات ليشهدوا قضية وليتعلموا كيف تجري المحاكمة.
كانت القضية جريمة قتل ضحيتها امرأة على علاقة حب مع سائق ترام وتسكن في الدور الأرضي بأحد المنازل الفقيرة، وجاء اليوم - وهو يجيىء دائما - حين ينقلب الحب إلى ملال، والملال إلى كره وبغضاء، ووثق الرجل أنهما مادامت على قيد الحياة فلا مهرب لأحدهم من الآخر.
ولما كان عاجزا عن الانتحار، لم يبق له إلا أن يقتلها، ولكنها كانت امرأة ضخمة الجثة، جِرِمة عفية، وكان هو رجلا قصيرا نحيفا.. فماذا يفعل؟.. ذهب إلى صديق له وقال: أنت صديقي، قاصدك في معروف، والأصحاب لبعض...رد عليه: أنا تحت أمرك..
-بس لازمني مساعدة في مسألة...
- أنا خدامك.. إيه هي؟ قول ياراجل ..
- بدي أخلص على وحدة أعرفها... مش قادر أموتها لوحدي.. لازم أجيب خبرها قبل ما تجيب خبري.. لازمني زي ما أنت شايف مساعدة.
-بسيطة.. أنا تحت أمرك.. فين هي؟.. ياللا بينا..
َذهب الاثنان وساعد الصديق صديقة وخنق السائق عشيقته التي عضته في إصبعه أثناء مقاومه لهما ومن عضة الإصبع تلك كُشفت الجريمة.
يقول حقي هذه قضية فريدة في تاريخ الإجرام، فقد أقدم إنسان على قتل إنسان لا يعرفه، لا بدافع الإنتقام او السرقة بل تطوعا محضا لمساعدة صديق واقع في ورطة.
المشكلة أن الصديق كان مقتنعا أنه قدم خدمة لصديقه والأصحاب لبعضيها.

نيسان ـ نشر في 2022-08-13 الساعة 19:43


رأي: ميسر السردية

الكلمات الأكثر بحثاً