جريمة كوميدارمية

نيسان ـ لايستغربن أحد عندما أذكر جداتي فأترحم على واحدة في قصة وادعو لأخرى بالصحة والعافية، فلقد غطى جدي رحمه الله مساحتنا بعدة جدات بقيت منهن جدتي الأخيرة امدها الله بالعمر والصحة.
تحافظ جدتي على طقم أسنانها "الشدة" تضعها كل ليلة بعدما تنوي الهجوع في مرتبان به خلط ماء وملح، طبعا نتعامل مع "شدتها" باحترام وتقدير وكأنهن لدينا أثمن من أسنان "لومومبا التاريخيات". فهن أثمن ما لديها في هذه الفترة العمرية.
استيقظت صباحا ووجدت المرتبان فارغا، فقامت الدنيا ولم تقعد ووجهت الإتهام لنا مباشرة بأننا سرقنا أسنانها، ياحجة يا زينة، مين بدو يسرق أسنانك؟! شو بدنا فيهن؟! ما في فايدة... كذابين.. والله ماحدا سرقهن غيركم..
يا حجة كلنا عندنا أسنان.. يعني بعناهن.... برضو مافش فايدة.. والله لعن كذا من كذا الكم.. إطلعوا الشدة وين قلعتوها...
قلنا لها بلكن بالليل اتسلل حرامي لتختك حاط عينه عصندوقك ابو قفل و ماقدر يخلعه قام أخذ شدتك... مش أنتي تقولي الحرامي اذا حاف العرب وما لقى اشي يسرقوا يسرق الفأس ويقول"الفاس ولا الفلاس"... صفنت... ثم عادت.. كذابين.. دود الخل منه وفيه.. والله ما حدا" نطلني "غير ايدياتكم هذه، عيون النطول مبينات..... يا..
كنا نحاورها على مسافة خوفا من تشويحة "باكورتها، عكازها" لأنه ماشاء الله مروتها عاليه بسبب شنطة الفيتامينات المشكلة.. حتى كولاجين للبشرة فيها.. جده هذا ضد التجاعيد، شوبدك فيه، وجدي الله يرحمه... جدكم الله يرحمه وإذا مالقى حدا قدامه يرجع.. كل اهلي ماتوا.. ناوليني ميه جاي...
بعد تفتيش وتنبيش تحت وفوق وبين كل شيء في الدار.. وجدنا الشدة التي كانت على غير عادتها لفتها بمحرمة ودستها تحت الفرشة ونسيت المخبأ ...المشكلة عندما أرينا على براءة الكل ظلت هي مصرة على أننا سرقناها.. فقالت بعد أن تموضعت أسنانها على" نيرة دردها".. إذا مو أنتم الحرامية.. لعاد مين اللي سرق الفتلة وقبص القصاصة... الفتلة.. كل هذه الإتهامات ومفتاح الصندوق معلق كعقد ألماس برقبتها، احنا لو في حد منا بالحكومة كان اصدرنا بيان نجب فيه التهمة عن أنفسنا وبذات الوقت كان وجهنا محطتين يعملن برنامج "من سرق شدة الحجة".. لو جدتي مسؤولة في البلد شو كان صار فينا؟ !!!!
* النطلة.. السرقة.. والنطول.. السارق.