'تيس' في عمان..

نيسان ـ تذكّر..
اعترف أنى أحب زيارة وسط المدينة منذ كنت صغيرا، ولم اكترث قط بمقر الحكومة الجميل، مؤخرا عدت لممارسة عادتي..
في الطريق إلى وسط البلد مرورا بالدوار الرابع، شاهدت قطيعا من "الأغنام بينها ماعز"، ويشمل القطيع على عدد من الكلاب.. وبما أنى أهوى عمان، فقد ارتسمت في مخيلتي لوحة جميلة لذاك القطيع: فالمسؤول يجلس في ظل شجرة "مكندشة"، فيما الأغنام في المرعى وتلتف حول “المرياع"، وهو فحل ولكنه “خصي "، وهو ما يتوافق مع متطلبات مجتمع “القطعان"، حيث تضع رؤوسها في مؤخرة حمارا قد يكون "خصي “هو الاخر!
ما كان لافتا بالنسبة في "التيس"، انه عنجهي الطبع وعصبي المزاج وذو طله غير بهيه، فهو لم يتقيد باللوائح العامة، ويصدر أصوات "مأمأة - عبارة عن صوت متقطع لماعز" ويفرد عضلاته على ضعفاء القطيع! وما يدعو للغرابة، تمرده على القطيع بالمكوث وقت أطول قرب أكثر الأماكن الراقية ولكن بدون موافقات مسبقة..
هناك في المرعى، مرفوع الرأس، لا يكترث بمن حوله، ويبدو مسرورا ومنتصرا، لان نظراته تزدري من حوله وللوصول الى تلك القناعات يظهر بسبب سلوك "تيس القطيع"...!
لا باس فهو حيوان ضرورة: فمستوى التباهي عال جدا، وثقته بنفسه كبيرة والأهم لديه ثقة عالية بأداء واجباته ويعتبر أحيانا وقاحة متناهية
بحسد كبير، سألت: ما هي مقومات التي يمتلكها " تيس المدينة"؟! أعني الأسس والمؤهلات هي حصانة يعرفها "القطيع" انها من طرف واحد ولأسباب فاسدة..
انه "الملهم “القوي، الأمين!، لا يضحى به حتى في المناسبات الدينية والقومية، مدعوم يمتلك شكلا جميلا..
واقولها وانا مرتاح الضمير " مع مع مع.. ماع ماع ..