اتصل بنا
 

لماذا تغضبون ؟

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2022-08-18 الساعة 09:08

نيسان ـ لماذا تغضبون عندما تتعرى لكم عقول شبابنا على قارعة الفضائيات وشرفات المعارض ونحن الذين اجتهدنا منذ عقدين على أن يكون شبابنا كمجسمات العرض على أبواب المتاجر وخلف زجاج "الفترينات" ..لماذا تغضبون وحكوماتنا المتوارثة حولتهم إلى زبائن للتطبيقات وفرسان للألعاب الإلكترونية ،واستنفرت كل أدواتها وهي تدافع عن سراويلهم الممزقة وحفلاتهم المشبوهة .
الحكومات تستحقّ الجائزة الكبرى في معرض "اكسبو" فقد أنجزت المهمّة وقدمت جيلا فارغا أنتجته على مدار "عهرين" من الزمن المهدور من عمر الدولة المختزلة بــ"الزمرة" و"المنهوبة" بالجملة .
لماذا تغضبون وهؤلاء هم أبناء "المبادرات" وسادة "البرزنتيشن"و"مدللو" الهيئات المستقلة .
لماذا تغضبون عندما يخطئ شاب بتاريخ "البلد" وهو يرى الحاضر ينتهك أمامه والمستقبل "يغتصب" على فراش "الموعودين بنا" أو "الموعودين بهم" فنحن قيد انتظارات منذ أن أصبحت اللعبة تدار في كواليس الشللية وحكومات التنفيعات والموائد الخضراء .
لماذا تغضبون إن أصبحت "رام الله محافظة أردنية ونحن ننتظر نتائج " صفقات" تخلط الحابل بالنابل ، وعندها يصبح التاريخ "مخطوطا مرهقا "في خزائن القادرين على صناعته .
لماذا تغضبون ،ونحن شهود زور على العبث بالتعليم ،وفقاعات إعلامية لتزيين عمل الجهلة والتافهين من بيننا .
ألم نكن شركاء ؟ ألم نكن مطبلين ؟ ألم نسحج؟ ألم نغنج ؟ ألم نعظم التفاهة حتى أصبحت هي الأصل ؟ وبعد هذا تغضبون ؟؟
إظهار الغضب لايبرئ ساحتكم ، ولن يريح ضمائركم .

نيسان ـ نشر في 2022-08-18 الساعة 09:08


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً