اتصل بنا
 

لأي سبب لا يثور اللبنانيون؟

كاتب لبناني

نيسان ـ نشر في 2015-10-13 الساعة 10:09

نيسان ـ

الثورة، كمصطلح سياسي، هي الخروج على الوضع الراهن وتغييره باندفاع يحركه عدم الرضى، أو التطلع إلى الأفضل، أو حتى الغضب. والثورة تدرّس على أنها ظاهرة اجتماعية، تقوم بها فئة أو جماعة ما هدفها التغيير، وقد تستخدم المجموعات الثورية العنف في محاولة إسقاط حكوماتها.

إذاً الهدف من كل ثورة هو التغيير. والتغيير بات مطلبا لدى اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم، حتى الطبقة الحاكمة أصابها الملل من الوضع القائم، لأن مصالحها تعطلت بسبب النكايات والخلافات على تقاسم الحصص. قبل الحرب، كان هؤلاء متفقين على القسمة، ولم تظهر خلافاتهم الى العلن. كان قالب الجبنة اصغر مما هو عليه اليوم. حاليا، صارت الحسابات كبيرة، وهم ازدادوا وقاحة. يتبادل نواب التهم بالسرقة في مجلس النواب، ولا تقوم لجنة تحقيق برلمانية بالتدقيق في صحة الكلام، ويمنع الرئيس نبيه بري المدعي العام المالي من استدعاء نواب لان لهم حصانة. لكن الحصانة المنصوص عليها في القانون تشملهم اثناء قيامهم بعملهم، وليس إبّان قيامهم بسرقة المال العام، ويجب الا تشمل ارتكابات افراد عائلاتهم.
اللبنانيون يجب ان يقبلوا على ثورة، اذ لم يعد البلد في وضع طبيعي، كذاك الذي اعتدنا عليه، وان لم يكن طبيعيا على الدوام اذا ما قارناه بدول العالم المتحضر.
قصر الرئاسة شاغر منذ اكثر من 500 يوم ولا من بشائر بقرب انتخاب رئيس للبلاد.
الحكومة معطلة من تلقاء ذاتها، اذ يعوزها القرار والتوافق، وهي لا تجتمع منذ اكثر من شهر.
مجلس النواب معطل ولا يقدر على التشريع في أمور حياتية للناس، وهو أصلاً لم يتفق على مصالح الناس.
النفايات مكدسة في الشوارع، وقد ادخلتها المصالح المتضاربة، والمذهبية القاتلة، في انعدام القدرة على توفير حلول لها.
سلسلة الرتب والرواتب التي وعدوا الموظفين بها ضاعت بلا مبرر، على رغم كل الوعود من كل الاطراف السياسية.
انقطاع الكهرباء مستمر منذ 25 سنة، على رغم كل المبالغ التي صرفت، والوعود التي قطعت. وقد ظهر الى العلن خلاف حول صفقة بخمسين مليون دولار في احد المعامل.
مزارعو البقاع وكل لبنان يئنّون تحت وطأة توقف التصدير البري عبر سوريا، ما جعل مواسمهم تتكدس وتتراكم عليهم الخسائر.
المتقدمون من امتحانات الدخول الى القوى الامنية المختلفة، والمتعاقدون في قطاعات عدة، ينتظرون النتائج وتثبيتهم منذ سنوات.
هذا غيض من فيض، ولا من يسأل. بل على العكس، يتهمون كل حراك اعتراضي بأنه مربوط بالخارج، وان هدفه ضرب الاستقرار. لكني لا افهم عن اي استقرار يتكلمون!.

نيسان ـ نشر في 2015-10-13 الساعة 10:09

الكلمات الأكثر بحثاً