جهود المصالحة التركية بين روسيا وأوكرانيا
نيسان ـ نشر في 2022-08-24 الساعة 07:29
نيسان ـ مؤشرات مشجعة على جهود تركية للمصالحة بين روسيا واوكرانيا.
تركيا تحاول لعب دور الوسيط بإنهاء النزاع الدائر، مدعومة بحقائق الميدان التي تشير إلى أن الطرفين يتكبدان خسائر عسكرية متراكمة، وان العالم كله متضرر من جراء استمرار النزاع، حيث التأثيرات الكبيرة على اسعار الطاقة العالمية، وهذا ما أدى لموجة تضخم وارتفاع اسعار غير مسبوقة في اوروبا واميركا، وما زاد الامر سوءا، ان التضخم تضاعف كثيرا بسبب ضخ الاموال بالأسواق جراء جائحة كورونا، ومحاولة الدول السيطرة على الركود من خلال ضخ الاموال في الاقتصاد. كل ذلك ادى لارتفاع نسبة الامل والرغبة في مبادرة تنهي النزاع الدائر، والمحاولة التركية ينظر لها بأمل انها قد تنهي خسائر الجميع جراء النزاع الممتد منذ ستة اشهر.
اوكرانيا قابلت المبادرة التركية بوضع شروطها المتمثلة بانسحاب روسي من كامل أراضيها، وانها لن تنهي هذا النزاع الا بذلك، بل واكدت ان الانسحاب يجب ان يشمل مناطق القرم التي تم ضمها من قبل روسيا قبل بداية الازمة الأخيرة.
اوكرانيا بهذا الموقف مدعومة بمدد عسكري غربي مستمر ونوعي، حيث الاسناد الغربي العسكري الذي كبد الجيش الروسي خسائر غير بسيطة، رغم ان الجيش الاوكراني تكبد ايضا خسائر باهظة، بما في ذلك الاراضي التي خسرها وتم ضمها لروسيا بقرار روسي.
روسيا بالمقابل تريد التهدئة ولا يبدو انها تريد استمرار النزاع، ولكنها تريد وقف النزاع وربما انجاح مبادرة التهدئة التركية بالحفاظ على ما ضمته من اراض، وان تتم التسوية ضمن الوضع القائم حاليا، وليس ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
موقف روسيا صعب على الابتلاع من اوكرانيا ومن العالم الغربي، فالقبول بالحقائق الميدانية كما تريد روسيا مكلف جدا سياسيا واستراتيجيا للغرب، ولا يمكن ضمن المعطيات الحالية ان يقبل الغرب واوكرانيا بأقل من عودة الاوضاع لما قبل الغزو، وربما تقديم ثمن لروسيا وهو عدم انضمام اوكرانيا للناتو وهو ما سبق ان وافقت عليه اوكرانيا.
على امتداد عمر الازمة، كان غير واضح الوقت في صالح من، ولكن مع مرور الوقت وتوضح تداعيات الازمة، بدا جليا الآن أن الوقت ليس في صالح روسيا. روسيا تتكبد خسائر اقتصادية اكثر التقديرات تحفظا تقول انها لن تقل عن نسبة انكماش 10 % من الاقتصاد الروسي، والتضخم العالمي الذي احدثته الحرب بسبب العقوبات على منتجات الطاقة الروسية اخذت بالتوازن من جديد، حيث اسعار النفط في انخفاض بسبب آليات العرض والطلب، والتوقعات ان اسواق الطاقة ستستمر بالتوازن ما سينعكس على معدل الاسعار العالمية. ناهيك عن ان روسيا خسرت معركة استمالة العالم لصالحها، بل تكتشف يوما بعد يوم انها ذاهبة باتجاه هيمنة صينية عليها، وهذا مؤلم لروسيا وليس ما ارادته من جراء ما فعلت في اوكرانيا. روسيا تكتشف ان اخراج الحجر من البئر اصعب آلاف المرات من إلقائه به.
الجميع يتمنى نجاح المبادرة التركية، ولكن على الاطراف المعنية التعامل بواقعية وبرأس بارد، وإلا فالنزاع سيمتد والجميع سيخسر وعلى رأسهم روسيا.
(الغد)
تركيا تحاول لعب دور الوسيط بإنهاء النزاع الدائر، مدعومة بحقائق الميدان التي تشير إلى أن الطرفين يتكبدان خسائر عسكرية متراكمة، وان العالم كله متضرر من جراء استمرار النزاع، حيث التأثيرات الكبيرة على اسعار الطاقة العالمية، وهذا ما أدى لموجة تضخم وارتفاع اسعار غير مسبوقة في اوروبا واميركا، وما زاد الامر سوءا، ان التضخم تضاعف كثيرا بسبب ضخ الاموال بالأسواق جراء جائحة كورونا، ومحاولة الدول السيطرة على الركود من خلال ضخ الاموال في الاقتصاد. كل ذلك ادى لارتفاع نسبة الامل والرغبة في مبادرة تنهي النزاع الدائر، والمحاولة التركية ينظر لها بأمل انها قد تنهي خسائر الجميع جراء النزاع الممتد منذ ستة اشهر.
اوكرانيا قابلت المبادرة التركية بوضع شروطها المتمثلة بانسحاب روسي من كامل أراضيها، وانها لن تنهي هذا النزاع الا بذلك، بل واكدت ان الانسحاب يجب ان يشمل مناطق القرم التي تم ضمها من قبل روسيا قبل بداية الازمة الأخيرة.
اوكرانيا بهذا الموقف مدعومة بمدد عسكري غربي مستمر ونوعي، حيث الاسناد الغربي العسكري الذي كبد الجيش الروسي خسائر غير بسيطة، رغم ان الجيش الاوكراني تكبد ايضا خسائر باهظة، بما في ذلك الاراضي التي خسرها وتم ضمها لروسيا بقرار روسي.
روسيا بالمقابل تريد التهدئة ولا يبدو انها تريد استمرار النزاع، ولكنها تريد وقف النزاع وربما انجاح مبادرة التهدئة التركية بالحفاظ على ما ضمته من اراض، وان تتم التسوية ضمن الوضع القائم حاليا، وليس ما قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.
موقف روسيا صعب على الابتلاع من اوكرانيا ومن العالم الغربي، فالقبول بالحقائق الميدانية كما تريد روسيا مكلف جدا سياسيا واستراتيجيا للغرب، ولا يمكن ضمن المعطيات الحالية ان يقبل الغرب واوكرانيا بأقل من عودة الاوضاع لما قبل الغزو، وربما تقديم ثمن لروسيا وهو عدم انضمام اوكرانيا للناتو وهو ما سبق ان وافقت عليه اوكرانيا.
على امتداد عمر الازمة، كان غير واضح الوقت في صالح من، ولكن مع مرور الوقت وتوضح تداعيات الازمة، بدا جليا الآن أن الوقت ليس في صالح روسيا. روسيا تتكبد خسائر اقتصادية اكثر التقديرات تحفظا تقول انها لن تقل عن نسبة انكماش 10 % من الاقتصاد الروسي، والتضخم العالمي الذي احدثته الحرب بسبب العقوبات على منتجات الطاقة الروسية اخذت بالتوازن من جديد، حيث اسعار النفط في انخفاض بسبب آليات العرض والطلب، والتوقعات ان اسواق الطاقة ستستمر بالتوازن ما سينعكس على معدل الاسعار العالمية. ناهيك عن ان روسيا خسرت معركة استمالة العالم لصالحها، بل تكتشف يوما بعد يوم انها ذاهبة باتجاه هيمنة صينية عليها، وهذا مؤلم لروسيا وليس ما ارادته من جراء ما فعلت في اوكرانيا. روسيا تكتشف ان اخراج الحجر من البئر اصعب آلاف المرات من إلقائه به.
الجميع يتمنى نجاح المبادرة التركية، ولكن على الاطراف المعنية التعامل بواقعية وبرأس بارد، وإلا فالنزاع سيمتد والجميع سيخسر وعلى رأسهم روسيا.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2022-08-24 الساعة 07:29
رأي: د.محمد المومني