اتصل بنا
 

'أبو التعليم' يحارب المدارس!

كاتب وأكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2022-08-30 الساعة 08:25

نيسان ـ في الحسا في أواسط السبعينات ،كنا طلابا في الابتدائية ، وكان زملاؤنا الذين يلتحقون معنا في الدراسة قادمين من روضة الأقصى ومدرسته أكثر تميزا ومعرفة وثقافة ،وكنا نبذل جها مضاعفا لنجاريهم وننافسهم ، كانت مدرسة الأقصى في الحسا أول مدرسة خاصة في الجنوب كلّه ،أنشئت لخدمة أبناء العاملين في مناجم الفوسفات من موظفين وإداريين ومهندسين ممن كانوا يقطنون في "المدينة السكنية " .
تأسست المدارس عام ١٩٧٠ ، وفي عام ١٩٧٤ حملت اسم مدرسة وروضة الأقصى منذ هذا التاريخ وشركة مناجم الفوسفات الأردنية تدعم المدرسة بشكل كامل ايماننا منها بالمسؤولية المجتمعية والتعليم هو أساسه وقد وصل عدد الطلاب في هذه المدرسة 700طالب وطالبة.
اليوم وبعد ما يزيد عن خمسين عاما ، وبعد أن آلت إدارة الشركة للجُباة وتجار "التعريفة" تعلن الشركة التخلي عن هذه المدرسة بعد أن قلصت الدعم عنها خلال السنوات المتعاقبة وأعلنت أنها ستوقف خدمات النقل الذي كانت قد خصصت له باصات من الشركة .
شركة الفوسفات تتخلى عن مسؤوليتها المجتمعية على ما فيها من تقصير ،وكل ما تقدمه الشركة لا يعادل الأضرار البيئية الناشئة عن غبار الفوسفات وآثار غسيله التي أتلفت الضرع والزرع ، وجولة واحدة في اللواء تنبئك عن حقيقة الشركة التي تقف إداراتها في معاداة المجتمع المحلي وتحاربه سرا وعلانية وتشوه صورته وتهزأ من احتياجاته وتفاخر بمنجز ليس لها فيه دور ، شركة تدخلها الإدارات لا يملكون فيها سهما واحدا ليخرجوا منها بعشرات الألوف من الأسهم ثم يناكفون المجتمع ويحاربونه بالفتات الذين يبتزون به الناس ؟
على الشركة أن توقف إجراءاتها وأن تستمر بدعم المدرسة ، وعلى المجتمع أن يقول كلمته إن أصرت الإدارة على موقفها .

نيسان ـ نشر في 2022-08-30 الساعة 08:25


رأي: د. عطا الله الحجايا كاتب وأكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً