قمر الحصادين.. يثير الحنين لموروثات اجتماعية
نيسان ـ نشر في 2022-09-09 الساعة 08:12
x
نيسان ـ تعددت الأسماء والنور واحد، ضياء ذلك القمر الذي ينير عتمات ليل الفلاحين حين يسابقون الوقت للخروج إلى حقولهم قبل أن يسطع نور الصباح وتلامس جباههم التي “اسمرت” من تعب أشهر البذار، ليكون “قمر الحصادين” دليلهم في مسير الليل والانطلاق في موسم الحصاد.
ليلة الرابع عشر من الشهر العربي الحالي (صفر) والذي يصادف مساء السبت، ووفق خبراء الفلك، فإن الأردنيين سيكونون على موعد مع قمر الحصادين أو القمر الدامي أو الأحمر، والذي يأتي في موعد يقترب من الاعتدال الخريفي، والذي سيكون ساطعاً بشكل أكبر من سطوع القمر البدر في باقي الشهور العربية الأخرى.
في السابق كان الفلاحون وسكان القرى والبوادي يعتمدون على ضوء القمر في تحركاتهم وأعمالهم، ولكن كان لقمر الحصادين تحديداً اهتمام من قِبلهم، ويتعمدون العمل في وقت مبكر من النهار لكونهم لديهم القدرة على الرؤية الواضحة خلال ساعات الليل.
ومن ناحية أخرى يعتبر الكثير من الناس أن قمر الحصادين يعتبر ظاهرة جمالية مذهلة وينتظرون مشاهدته في هذه الفترة، لذلك تعلن العديد من المراكز العلمية الخاصة بالفلك عن موعد ظهور قمر الحصادين، بل ويسارع البعض إلى المناطق الصحراوية أو الجبلية لمراقبة ظهور قمر الحصادين والتقاط الصور لنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المنصات الإعلامية.
خبير التراث الدكتور نايف النوايسة تحدث عن هذه الظاهرة الفلكية من منظور شعبي تراثي، وقال، إنه وفي غياب أيام الحصاد يُشكل ضوء القمر والنجوم دليلاً مهماً لهؤلاء الحصادين الذين يذهبون في “السُرى” أي وقت ما قبل شروق الشمس، حيث يتوجهون إلى مزارعهم وحقولهم في هذا الوقت.
وفي موسم ظهور قمر الحصادين، أو القمر الأحمر كما يطلق عليه البعض، يكون إشراق ضوء القمر باهراً جداً ومُشرقاً وأقرب ما يكون إلى ضوء الشمس في لحظة الشروق، وكأنه في ساعات النهار، كما يوضح النوايسة، وعندها يشعر المزارعون و”الحصادون” أن النهار قد مر عليه وقت طويل يقولون “سرقنا النهار” أي لم يتبق لنا الكثير من الوقت.
ولذلك، يبين النوايسة أن الحصادين يسارعون إلى حقولهم دون أن يعوا أن هذا الضوء هو ضوء القمر وليس شروق الشمس، وينكبون في العمل المتواصل دون توقف، مستنيرين بضوء القمر الواضح، وقد يكون عدم تواجد الساعات الحديثة معهم التي تحدد الوقت هي إحدى أسباب عدم إدراكهم أن الشمس لم تشرق بعد، وكانت هذه الطقوس مرتبطة بالفلاحين والحصادين تحديداً، لذلك أطلق عليه السلف من الأجداد بـ “قمر الحصادين”.
ووفق النوايسة فإن بعض الأشخاص القدماء يطلقون بعض العبارات والأمثال التي تحاكي شدة ضوء قمر الحصادين، كمن يقول “هذا النور نستطيع أن نجمع فيه حبات المسبحة”، أي أن ضوء القمر يُمكنهم من التقاط أي شيء حجمه صغير ويمكن رؤيتة بالعين المجردة في الليل.
ولا تقتصر الاستفادة من ضوء القمر على الحصادين والفلاحين، كما يقول النوايسة، إذ إن “الورادين والورادات” كما يطلق عليهم، وهم من يحضرون المياه من الينابيع منذ ساعات الفجر، كانوا يحتاجون إلى الضوء للوصول إليها، ويوضح النوايسة أنهم كانوا كذلك يعتمدون على الضوء المُشع من قمر الحصادين في هذه الأيام، ويخرجون مُبكراً لاعتقادهم أن هذا الضوء هو شروق الشمس، ولكن أصبح العُرف أن يسمى قمر الحصادين.
ويضيف النوايسة، أنه وبالرغم من تغيير النمط الزمني والتطور الذي طال الحياة الاجتماعية والعمرانية وانتشار الكهرباء والأضواء والساعات التي تحدد الوقت، بات من السهل على الناس معرفة وقت الفجر وساعات الصباح حتى وإن كان القمر مُشعاً، إلا أنه ما زال يُطلق عليه مصطلح قمر الحصادين في ثقافتنا الشعبية.
ووفق تقارير “فلكية” حول هذه الظاهرة، فإن قمر الحصادين يطلق عليه كذلك القمر العملاق، وكان قد ظهر آخر مرة في العام 2010، ومن المتوقع أن يعاود الظهور بهذه الحجم العملاق في العام 2029، كما أن ظاهرة قمر الحصادين لا تقتصر على مكان محدد، وإنما في مختلف مناطق العالم، وليس كما يحدث من ظواهر فلكية أخرى مثل الكسوف أو الخسوف، الذي يحدث بين الحين والآخر، ويتم رصده من قِبل المراكز المتخصصة وأحياناً يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
الخبير الفلكي من مرصد وادي رم عماد مجاهد، كان قد دعا خلال تصريحه لموقع طقس العرب هواة التصوير في المملكة إلى ترقب ظهور قمر الحصادين منذ ساعات مساء يوم الجمعة، مشيراً إلى أهمية التقاط صور جميلة له، حيث سيكون ذا مظهر جميل ومميز و”نادر”، وخاصة في مناطق وادي رم والمناطق الصخرية.
“ليس كل قمر بدر هو قمر حصادين”، يقول النوايسة، إذ إن القمر في هذا الشهر (وقت اقتراب الخريف) يقترب من الأرض بشكل أكبر، لذلك يظهر ضياؤه شديدا أكثر من المعتاد، كما ان له علاقة بمنازله حول الارض، كما أنه يؤثر على حركة البحر، من مد وجرز، ولكن، يبقى قمر الحصادين بهذا مرتبط بالفلاحين الذين يسارعون إلى حمل مناجلهم ويسابقون نور الشمس لقطف نتاج بذارهم التي لا تعرف “وقتاً مهدوراً”. تغريد السعايدة/ الغد
ليلة الرابع عشر من الشهر العربي الحالي (صفر) والذي يصادف مساء السبت، ووفق خبراء الفلك، فإن الأردنيين سيكونون على موعد مع قمر الحصادين أو القمر الدامي أو الأحمر، والذي يأتي في موعد يقترب من الاعتدال الخريفي، والذي سيكون ساطعاً بشكل أكبر من سطوع القمر البدر في باقي الشهور العربية الأخرى.
في السابق كان الفلاحون وسكان القرى والبوادي يعتمدون على ضوء القمر في تحركاتهم وأعمالهم، ولكن كان لقمر الحصادين تحديداً اهتمام من قِبلهم، ويتعمدون العمل في وقت مبكر من النهار لكونهم لديهم القدرة على الرؤية الواضحة خلال ساعات الليل.
ومن ناحية أخرى يعتبر الكثير من الناس أن قمر الحصادين يعتبر ظاهرة جمالية مذهلة وينتظرون مشاهدته في هذه الفترة، لذلك تعلن العديد من المراكز العلمية الخاصة بالفلك عن موعد ظهور قمر الحصادين، بل ويسارع البعض إلى المناطق الصحراوية أو الجبلية لمراقبة ظهور قمر الحصادين والتقاط الصور لنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المنصات الإعلامية.
خبير التراث الدكتور نايف النوايسة تحدث عن هذه الظاهرة الفلكية من منظور شعبي تراثي، وقال، إنه وفي غياب أيام الحصاد يُشكل ضوء القمر والنجوم دليلاً مهماً لهؤلاء الحصادين الذين يذهبون في “السُرى” أي وقت ما قبل شروق الشمس، حيث يتوجهون إلى مزارعهم وحقولهم في هذا الوقت.
وفي موسم ظهور قمر الحصادين، أو القمر الأحمر كما يطلق عليه البعض، يكون إشراق ضوء القمر باهراً جداً ومُشرقاً وأقرب ما يكون إلى ضوء الشمس في لحظة الشروق، وكأنه في ساعات النهار، كما يوضح النوايسة، وعندها يشعر المزارعون و”الحصادون” أن النهار قد مر عليه وقت طويل يقولون “سرقنا النهار” أي لم يتبق لنا الكثير من الوقت.
ولذلك، يبين النوايسة أن الحصادين يسارعون إلى حقولهم دون أن يعوا أن هذا الضوء هو ضوء القمر وليس شروق الشمس، وينكبون في العمل المتواصل دون توقف، مستنيرين بضوء القمر الواضح، وقد يكون عدم تواجد الساعات الحديثة معهم التي تحدد الوقت هي إحدى أسباب عدم إدراكهم أن الشمس لم تشرق بعد، وكانت هذه الطقوس مرتبطة بالفلاحين والحصادين تحديداً، لذلك أطلق عليه السلف من الأجداد بـ “قمر الحصادين”.
ووفق النوايسة فإن بعض الأشخاص القدماء يطلقون بعض العبارات والأمثال التي تحاكي شدة ضوء قمر الحصادين، كمن يقول “هذا النور نستطيع أن نجمع فيه حبات المسبحة”، أي أن ضوء القمر يُمكنهم من التقاط أي شيء حجمه صغير ويمكن رؤيتة بالعين المجردة في الليل.
ولا تقتصر الاستفادة من ضوء القمر على الحصادين والفلاحين، كما يقول النوايسة، إذ إن “الورادين والورادات” كما يطلق عليهم، وهم من يحضرون المياه من الينابيع منذ ساعات الفجر، كانوا يحتاجون إلى الضوء للوصول إليها، ويوضح النوايسة أنهم كانوا كذلك يعتمدون على الضوء المُشع من قمر الحصادين في هذه الأيام، ويخرجون مُبكراً لاعتقادهم أن هذا الضوء هو شروق الشمس، ولكن أصبح العُرف أن يسمى قمر الحصادين.
ويضيف النوايسة، أنه وبالرغم من تغيير النمط الزمني والتطور الذي طال الحياة الاجتماعية والعمرانية وانتشار الكهرباء والأضواء والساعات التي تحدد الوقت، بات من السهل على الناس معرفة وقت الفجر وساعات الصباح حتى وإن كان القمر مُشعاً، إلا أنه ما زال يُطلق عليه مصطلح قمر الحصادين في ثقافتنا الشعبية.
ووفق تقارير “فلكية” حول هذه الظاهرة، فإن قمر الحصادين يطلق عليه كذلك القمر العملاق، وكان قد ظهر آخر مرة في العام 2010، ومن المتوقع أن يعاود الظهور بهذه الحجم العملاق في العام 2029، كما أن ظاهرة قمر الحصادين لا تقتصر على مكان محدد، وإنما في مختلف مناطق العالم، وليس كما يحدث من ظواهر فلكية أخرى مثل الكسوف أو الخسوف، الذي يحدث بين الحين والآخر، ويتم رصده من قِبل المراكز المتخصصة وأحياناً يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
الخبير الفلكي من مرصد وادي رم عماد مجاهد، كان قد دعا خلال تصريحه لموقع طقس العرب هواة التصوير في المملكة إلى ترقب ظهور قمر الحصادين منذ ساعات مساء يوم الجمعة، مشيراً إلى أهمية التقاط صور جميلة له، حيث سيكون ذا مظهر جميل ومميز و”نادر”، وخاصة في مناطق وادي رم والمناطق الصخرية.
“ليس كل قمر بدر هو قمر حصادين”، يقول النوايسة، إذ إن القمر في هذا الشهر (وقت اقتراب الخريف) يقترب من الأرض بشكل أكبر، لذلك يظهر ضياؤه شديدا أكثر من المعتاد، كما ان له علاقة بمنازله حول الارض، كما أنه يؤثر على حركة البحر، من مد وجرز، ولكن، يبقى قمر الحصادين بهذا مرتبط بالفلاحين الذين يسارعون إلى حمل مناجلهم ويسابقون نور الشمس لقطف نتاج بذارهم التي لا تعرف “وقتاً مهدوراً”. تغريد السعايدة/ الغد