اتصل بنا
 

التعليم العالي الى اين؟

نيسان ـ نشر في 2022-09-09 الساعة 16:40

نيسان ـ لمؤسسات التعليم العالي الدور الكبير الفعال لرفد جميع القطاعات المهنية والخدمية والصناعية بالقوى البشرية القادرة على البناء والتطوير وتعزيز الثقة بالمخرجات الوطنية.
ترسم مؤسسات التعليم العالي ألية ومنهجية دعم مسيرة التحسين والتطوير المستمر للقوى العاملة، ولكن هذه الالية تراجعت بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة ويعزى السبب الى الاستراتيجيات والسياسات المتبعة في هذه المؤسسات، فلا تطوير على منهجية واساليب التعليم ولا تركيز فعلي تطبيقي على المهارات المهمة التي يحتاجها السوق، وأصبح البعد الكمي يطغى على البعد النوعي فهذا الامر خلق مشكلة وفجوة حقيقية بين ما يحتاجه السوق الأردني والسوق العالمي وبين مخرجات التعليم العالي الأردني. من جهة اخرى لم تعد الشهادة الجامعية وحدها هي المفتاح الوحيد للعمل وانما المهارات المتعددة والتي تتنوع وتزيد يوما بعد يوم , فهذه المهارات هي المفصل الأساسي لخلق حالة من الابداع والتميز في بيئات الاعمال الناشئة المميزة وهو ما تطلبه أسواق الاعمال اليوم. فالتعليم العالي في صلب رسالته الان يركز على ضخ الكم الهائل من المعلومات والمعارف دون التركيز على المهارات الأساسية لاستخدام هذه المعلومات والمعارف في التطوير او إيجاد حلول للقضايا المجتمعية او غيرها من المعيقات في الصناعات او الزراعة وغيرها من القطاعات.
ان الربط بين المعرفة والمعلومة والتطبيق من خلال تطوير المهارات هو المطلوب الان، كذلك المطلوب هو استخدام أساليب تقييم جديدة للطالب الجمعي من خلال التركيز على التفكير الحر، مهارات الاتصال، حل المشاكل، إضافة القيم، العمل الجماعي، القدرة على التكييف، القدرة على التعلم الذاتي وغيرها من المهارات. فالمعلومة التي توفرها الامتحانات التقليدية التي تركز على مهارة واحده أصبح الحصول عليها سهلا اليوم في عالم الانترنت.
اليوم الدور الكبير على رؤساء الجامعات الأردنية للانتقال من مرحلة التعليم التقليدي الى مرحلة اكساب المهارات المطلوبة والتعليم ، الدور عليهم اليوم للتشبيك الفعلي القابل للتطبيق مع جميع المؤسسات الوطنية الخاصة الحكومية الغير ربحية وغيرها من المؤسسات العربية والعالمية الرائدة ، هذا التشبيك والتعاون يجب ان يعطي للطالب الجامعي افق واضح من خلاله يستشرق مستقبل عملي مفهوم ، عل الأقل 50% من طلاب كل جامعة يجب ان يبدأ برسم خطة عمله المستقبلية مع بداية السنة الثالثة ومن هنا تبدأ خطط التطوير والتعزيز وخلق حالة كبيرة من المعنوية والهمة والحماس التي اصبح طلاب جامعاتنا الاردنية يفتقدونها.
بقاء الحال على ما هو عليه اليوم مرفوض، وهو تخريج الالاف سنويا من جامعاتنا دون توفير فرص عمل حقيقية او تزويدهم بالمعارف والمهارات المطلوب هذا الفعل هو قتل لروح الوطن، فالشباب هم اليوم وغدا ومن خلالهم تعتمر الأوطان ويدوم التطور.
اننا امام مشكلة حقيقية مرعبة نختصرها بين مخرجات التعليم العالي وفرص العمل الحقيقية.

نيسان ـ نشر في 2022-09-09 الساعة 16:40


رأي: الدكتور معن نصر العليان

الكلمات الأكثر بحثاً